وائل الحديني
لا يجب أن تمر تصريحات المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط عن إسقاط مصر مرور الكرام.
والخبر مفاده أن لقاءاً جمع بين ماضي وأحد أقطاب ما يسمى جبهة الإنقاذ الأربعة السادة (البرادعي ، صباحي ، البدوي ، موسى ) ، فقال له الراوي أن أحد الثلاثة الباقين أبلغه أنه مصمم على إسقاط حكم الإخوان ـ يقصد حكم الرئيس المنتخب ـ حتى ولو أدى ذلك لإسقاط مصر!!
بنظرة ظنية تقريبية نلاحظ أن د/ السيد البدوي قابل ماضي أكثر من مرة وأن لقاءاً جمعهم بالسيد الرئيس يوم الاثنين 10/12 . إذاً ربما ـ بشكل جدي ـ البدوي هو صاحب التسريب، يؤكد ذلك أنه لم ينحز ـ منذ أن سمعنا به يلعب سياسة ـ إنحيازاً سافراً (بشكل كامل) إلى طرف (ما)، فهو دائماً يحتفظ بخطٍ للرجعة، وقدمٍ للعودة.
إذا يبقى لدينا ثلاثة، لو استبعدنا عمرو موسى أكثرهم حنكة ودبلوماسية، باستثناء مواقفه الأخيرة، يبقى لدينا اثنان.
ربما البرادعي أو صباحي هو الإسقاطي، وربما الاثنان معاً، فقد قلنا سابقاً أن ما يجمع بين المتضادين ظاهراً الرأسمالي الإمبريالي و(الناصري القومي الاشتراكي) اكبر مما يفرقهما: نموذج معرفي واحد (كامن) يأخذ شكلاً اشتراكيا في الحالة الاشتراكية، وشكلاً رأسمالياً في الحالة الرأسمالية، ومن ثمَ رؤية مادية واحدة.
يبتعد التوفيق عن البرادعي إذا ظن أن قوىً سياسية لم تقرؤه بشكل جيد مستعينة بصديق، عندما حط على أرض الوطن.
لا ننكر إسهامات السيد البرادعي في الثورة، ولا نقلل من قدرته على التواصل الاجتماعي مع خليط متنافر من أجيال الشباب خاصة عبر تويتر. نقل الصديق أنه: مهذب، يفتقد الكاريزما والقدرة على الظهور أو الحديث، و(المؤكد) أنه مدعوم خارجياً ويحمل مشروعاً غربياً ولم يقل (هلوكستياً).
ربما الموجه الخارجي خانه التوفيق فاختار كائناً مغرداً يؤثر الابتعاد دوماً عن الأرض بتعقيداتها لكنه يعادي الاستقرار ويحسن التأجيج صنيعةً.
من المفارقات أن السيد مهذب يملك بـ (تويته من عدة أحرف) القدرة على تحريك قطعاناً من شباب ثائر كأنه خرج من حميم بداعي التدمير والسب واللعن والنوم في العراء لأسابيع والثورة تلو الثورة يريدها فوضى. يحركه حلم ماركس الموؤود وبعداً طبقياً يحتاج إلى تفسير.
أما صباحي: فناصري قومي، وللناصريين قدرةُ رائعة على الهروبية والاختزال ربما لا تتوافر لفصيل آخر سوى غلاة اليسار، كما أنهم لا يبكون كثيراً كلما جاءت ذكرى النكسة!!.
حماسة الناصرية معروفة كما أخطائها، هم بذلوا جهداً كبيراً في قتل نخوة المصريين وكرامتهم ووضعوا أسس الاستعباد (يراجع مساندتهم لنظام القذافي ونظام بشار الطائفي)، وذلك تحت هلامات صوتية حنجورية تتحدث عن الكرامة، فعبدة الصنم الذي توارى تحت التراب منذ عقود لازالوا يحلمون بإعادة أمجاده كما حلم العلمانيون الأتراك بإعادة أمجاد أتاتورك طويلاً، ولو اسقطوا الدولة، قبل أن يستيقظون على وقع الحقيقة المؤلم عند أقدام اردوغان.
______________
كاتب وباحث مصري

