خالد إبراهيم

ألتمس العذر لكثير من المصريين الطيبين الذين التبست عليهم الأمور نتيجة تأثرهم بقلة من سحرة الإعلام وأفاقيه الكذبة الذين يجعلون المنكر معروفا والمعروف منكرا ويخونون الأمين ويأتمنون الخائن، والذين لا هم لهم ليل نهار إلا تشويه الإخوان المسلمين وحزبهم الحرية والعدالة بل والتيار الإسلامي بصفة عامة.

لكنني لا ألتمس العذر على الإطلاق لمن يخصهم الأمر وأعني بهم المسؤولين عن الإعلام في الجماعة والحزب وبخاصة بعد انكشاف غمة الكابوس الذي جثم على صدور المصريين طويلا وحارب ومنع كل وسيلة إعلامية محترمة وفعالة.

إن هؤلاء المسؤولين مطالبون اليوم وليس غدا بالدعوة إلى عقد ورشة عمل عاجلة للخبراء الإعلاميين من الإسلاميين والمحترمين المتعاطفين معهم ليس فقط لمناقشة سبل الرد على الهجمة الشرسة التي يتعرض لها التيار الإسلامي وإنما لتفعيل الإعلام الصادق النظيف ونشر ثقافته بين المواطنين.

وأعتقد أن الانتخابات النيابية القادمة ستكون الفرصة الأخيرة لفلول النظام البائد وعملائه، لذلك فهم لن يترددوا في شن حرب تكسير عظام إعلامية لتشويه صورة الإسلاميين وإبرازهم كوحوش مخيفة لعلهم ينتزعون الأغلبية ويشكلون حكومة تعيد مصر إلى نقطة الصفر.

وفي مقابل ذلك يجب أن تكون هناك حملة تبرز الصورة المشرقة  للإخوان المسلمين والجوانب الإنسانية في حياتهم بعيدا عن الصورة النمطية في وسائل الإعلام.

وهذه الحملة يمكن التخطيط لها ببراعة لتتغلب على العائق التقليدي المتمثل في قلة الموارد المالية في مقابل مليارات الداخل والخارج التي تنفق ببذخ على صحف وقنوات متآمرة.

ومن أهم الوسائل التي تفتح قلوب الناس " فن القصة " التي لأهميتها سميت سورة من القرآن الكريم باسم "القصص" ووردت به قصص كثيرة، وأظن أن القصص الرائعة عن الإخوان والتي لا يعرفها كثيرون ممن لم يسعدهم الحظ بمخالطة أحد أبطالها ستجعل الآخرين يتعرفون إليهم عن قرب.

ولذلك فإنه من الممكن وبكل يسر استخدام كاميرا وتصوير بعض تلك القصص الإنسانية ووضعها في موقع يوتيوب ونشرها من خلال البريد الإلكتروني وفيس بوك وتويتر، وعرض المتميز منها من خلال قناة مصر 25 وموقع إخوان أون لاين وجريدة الحرية والعدالة وموقعها.

ومن القصص المقترحة "الإخوان والمرأة" حيث يتم إجراء حوارات مع أمهات وأخوات وزوجات وبنات بعض الإخوان لعرض كيفية معاملة الإخواني لهن لتصحيح الصورة المغلوطة عن موقفهم من المرأة وما تتمتع به من مكانة لائقة.

وكذلك عرض قصص عن "الإخوان والأقباط" يتم فيها إجراء مقابلات مع جيران وزملاء وأصدقاء من الأقباط يتحدثون عن معاملة الإخواني لهم ووقوفه معهم في السراء والضراء.

ومن المهم جدا عرض بعض قصص شباب الإخوان - الذين يتم تصويرهم بالقطيع - لتصحيح هذه الصورة وإبراز مدى تمتعهم بحق الشورى والاختيار الحر والتغيير الذي أحدثه الإخوان في حياتهم لساهموا في نهضة الوطن.

أما الأطفال من أبناء الإخوان ومن هم في رعايتهم، فيتم عرض قصص نجاحهم ومدى تمتعهم بعناية لا مثيل لها لتنشئة جيل صالح متميز بدنيا وروحيا وسلوكيا وعلميا.

وأخيرا، يمكن تسليط الضوء على بعض العمال والفلاحين والمهنيين الذين كان التحاقهم بالإخوان سببا في تميزهم في مجال عملهم حتى أنهم أصبحوا قدوة لغيرهم.