د. شريف زلط :
- 
    الواقـــع الذي نـــراه :
 الحكومة التي شكلها د. قنديل عبارة عن "كوكتيل" .. وكان يحكم إختياراتها ظروف خاصة جداً .. خاصة أنها تشكلت في وجود المجلس العسكري القديم بسلطاته العجيبة والتي انتزعت في 12 أغسطس ..... أثناء مفاوضات التشكيل إعتذرت أسمـــاء كثيرة ..سواء لمنصب رئيس الوزراء - الذي كانت فيها محاولة التعاون مع قوى متعددة وأسماء كبرى .. بعضهم اعتذر بلطف .. وبعضهم رفض بكل تعنت وابتزاز ..أو لمنصب الوزير .. بمتوسط 10 إعتذارات لكل وزارة ..4 وزراء إخوان "الشباب - الإعلام - القوى العاملة - التعليم العالي " ..الباقون يغلب عليهم طابع الكفاءات أو "التكنوقراط" ...الفريق الرئاسي .. لا يختلف كثيراً كذلك .. وقد تفاخر البعض باعتذاره عن الدخول فيه غلى تويتر و الفيس بوك ..
 فالكثيرون كانوا على يقين:أن الرجــــل "د. مرسي" سيظل مكتوف الأيدي في المنصب "منزوع الدسم" .. وأنه لن يصمد طويلاً في وجود المجلس العسكري بسلطاته وإعلاناته الدستورية ..
 لكـــن الرجـــل لم يلبث إلا بضعة أسابيع .. وقلب "المعادلة" ..
 أغلب الكفاءات "التكنوقراط" الوطنيين غير المنتمين لحزب أو جماعة أو تيار أيدولوجي واضـــح ... وحتى الكثيرين من ذوي الانتمــاء - إخوان وغير إخـــوان - لا يرغب ولا يمكنه العمل في وســط مناخ الفســـاد ...معظـــم هذه الشخصيــات الأكاديمية غير متمرســة أو "مخـــربشـــة" .. لا تتحمل الصــــراع وتوابعــه ..مثل التلويث بالباطل أو السحــل في وسائل الإعلام القذر ...الكثيرون من هؤلاء لا يحبون المغامرة ولا المخاطرة ..ولا يرغبون في تولي مناصب أو مواقع تنـــذر بالفشل ..
 الرئيـــس متهــــم دائمــــاً بحـزمـــة من التهـــم "المعلّبــة" والجاهزة :الأخـــونة ...الجمـــاعة تســـيّر خطواتـــه ..عدم التوافــق ..الضغف مع التســـلط والاستـــئثار بالسلطــة ..نعــم .. في نفس اللحظــة ..وغير ذلك من التهــــم المتضاربــة .. المتقلـــبة .. الملتهــــبة ..
 والآن : مـــاذا تفعـل لو كنت الرئيـــس ؟هل تظل تستجدي رضا الفرقاء ..من تجمعــوا وجاهروا بمحاولة إسقاط الشرعية ووضعوا أكفــهم في أيدي ملوثة فاسدة ومفســـدة .. حتى دخل "ميدان الشهداء" .. "ميدان التحرير" .. من قاموا بإطلاق الرصاص على شبابه كالفاتحين تحت "غطاء ثوري مهين" ؟؟هل تلجــأ لجماعتك ورجالاتها التي تضمن ولاءهــم .. وأنهم لن يبيعوه عند أول منحنى قريب ؟؟هل تلجــأ مرة أخري لأهـــل "التكنوقراط" .. الذيت يغادرون السفينة عند أول دوامة صغيرة أو كبيرة ؟؟
 لا أجــــد إحــــابة سوى الدعــــاء للرجــل الذي يحمـــل همـــاً كبيراً .. جسيـــماً ..ثقيـــلاً .. بأن يقوي الله ظهره .. وأن يهديه ألى ما فيه صلاح البلاد والعباد .. ,ان يرزقه الإخلاص والنجاح ..
 ففي نجاحه النجاة لسفينة مصر بكل ما فيها من أطيـــاف ..وفي حال عدم نجاحه - لا قــدّر الله - غرق للسفينة بما تحمله من تناقضات الحب والكراهـــية ...


 
						
											 
 
					     
 
					     
									 
									 
									