حازم سعيد :
وائل غنيم أحد مؤسسي صفحة كلنا خالد سعيد ، وأحد من دعا الشباب إلى الخروج للتظاهر يوم 25 يناير ، تلك التظاهرات التي قلبها الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه إلى ثورة شارك فيه كثير ممن لا يزال له رأي وراية على الساحة المصرية .
وكان ممن شارك فيها وائل نفسه وحركة 6 إبريل وكثير من الشباب من هنا وهناك أنشأوا منظمات ومسميات كلها ترتبط بلفظ الثورة بين حماية وائتلاف وجبهة ... إلى آخره .
وكان أيضاً ممن شارك فى هذه الثورة المباركة حركة كبيرة جداً اسمها " الإخوان المسلمون " هذه الحركة والجماعة والتنظيم الذي يمتد لأكثر من 86 دولة بمختلف أنحاء العالم ، وتستطيع بلا تردد ولا وجل أن تصنفها الفصيل الأكبر الذي - بعد فضل الله سبحانه - كان له الدور الأبرز فى نجاح هذه الثورة بعد المشاركات العددية ثم النوعية لأبنائها سواءاً من ناحية كم الشهداء أو المصابين ، أو حضور المشاهد الفاصلة - كمعركة الجمل - إلى ما بعدها من كل المشاهد التي جرت بمصر حتى السياسية منها كاستفتاء 2011 والانتخابات البرلمانية شعب وشوري ثم انتخابات الرئاسة وأخيراً محاولات تعويق الدستور الذي طال انتظاره .
أقول كانت مشاركة الإخوان المفصلية فى كل هذه المشاهد - بعد فضل الله سبحانه - عاصماً هاماً من الارتداد على الثورة ومبادئها ، هذا بخلاف الأفاضل الأجلاء الذين ذكرت بعضهم فى المقالة الماضية كالعوا وأبو إسماعيل وماضى وسلطان ، ثم المناضلين جمال ومحمود سلطان ، والشيخ المحلاوي ، والشيخ محمد عبد المقصود وصفوت حجازى وغيرهم كثير ..
المهم أن هذه الحقائق لم يفقهها كثير من الشباب الثوري الذين سرعان ما انضموا إلى الفلول لأنهم لم يفقهوا توجه الإخوان السياسي والثوري والمسار الذي اارتضاه الإخوان لحماية الثورة والاستمرار فى مبادئها .
ممن لم يفقه مسار الإخوان ، ومد يده للفلول ، وتعاون معهم ، وارتضى أن يكون فى خندقهم ، وسار فى ركبهم ، بل وحرض على العنف ضد الإخوان ، السيد وائل غنيم ، أدمن صفحة خالد سعيد ، التي تستحق الآن بجدارة أن تكون : كلنا حسنى مبارك ، أو كلنا فلول ، أو كلنا ضد الإخوان ، سمها ما شئت ، فقد تدنست الصفحة وأجرمت وصارت محرضاً رئيساً على الفتنة والعنف .
وتورطت الصفحة أمس واليوم فى الشحن الرهيب والتحريض للاعتداء على الخطباء الذين يقولون نعم للدستور ، وهي الجناية التي حاولوا التنكب عنها بحذف تدويناتهم التحريضية اليوم بعد ورطة احتجاز الشيخ المحلاوي .
سقطة وسقطات ..
الآن تنكشف كل الأقنعة .. واحد تلو الآخر ، مرة حمدين ومرة البرادعي ومرة أبو الفتوح ومرة أسراء عبد الفتاح ومرة وائل غنيم ، ومرات شباب الثورة ، ومرات 6 أبريل ، تهاوت كل الأقنعة وتساقطت ، الكل انكشفت عنه سحابة الثورية .
لتسفر لنا الأيام عن وجوه عجيبة أظهرت الثورة مرات ومرات ، وهي تبطن التعاون مع الفلول ، وتعشق التخندق بخنادقهم ، بل ويتورطون الآن فى العنف والفوضي .
لتمتد الجرائم فتشمل حصار المجاهد الذي جاهد وهم فى بطون أمهاتهم ، وقال كلمة الحق وهم لم يفطموا عن الرضاعة ، وصدع بأقوال ما كانوا يفهمون مما تتألف لأنهم لم يكونوا ينطقون بعد .
وهكذا تفتضحون واحد تلو الآخر .. كل من ادعى أنه ثوري أو أنه يقف مع الحق أو أنه ضد الفساد ، أو أنه ينتصف للمظلومين .
أيها السادة .. لقد انقشعت سحابات الزيف عن وجوهكم ، وزالت الأقنعة .. وظهرت سقطاتكم الواحد تلو الآخر ، ولا عزاء لمن انخدع بكم من قبل ، وغره كلامكم المعسول ، وأنا ولله الحمد لم أخدع بكم ودائماً كنت أراكم على حقيقتكم ما عدا واحد ما كنت أتخيل المواقف التي يقفها الآن ولا أتصور أنها تصدر ممن عاش بين الإخوان يوماً ما ..
صمت حملان الفضائيات ..
الفضائيات المجرمة مررت حادثة حصار الشيخ المحلاوي ، والاعتداء على حرمة بيت الله وإلقاء المولوتوف عليه ، ومنع الأذان والصلاة بالمسجد ، فى حين طبلت وزمرت لاعتداء البعض على سيارة رئيس تحرير صحيفة أو لمخرج سينمائي معارض للرئيس مرسي ، واعتبروا الاعتداء على هذين الفردين جريمة وانتهاك .
لقد تجاهلوا تماماً الاعتداء على المسجد وحصار الشيخ الطاعن فى السن والذي اقترب من التسعين من عمره .
وهذا يؤكد إجحاف العلمانيين ومقدمي التوك شو ، ويؤكد منهجهم الانتقائي الفاشل ، ويؤكد أنهم قوم ليسوا أبرياء وليسوا أصحاب رأي ، وأنهم يريدون للفاحشة أن تظهر بين المؤمنين ، وأنهم يريدون الفوضى لمصر ، ولا يريدون لها الاستقرار ، ولسوف يمحق الله كيدهم ويذهبه جفاء ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، فلقد فعلوا مثل ذلك فى استفتاء 2011 ، وكبتهم الله ، ولسوف يكبتهم الله بإذن الله فى هذه الجولة التي ندخلها متوكلين على الله ومحتسبين ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
استكمال المؤامرة ..
أحسب أن هذا الإجرام ليس لمجرد إسكات إمام ينطق بكلمة تعارض رأيهم ، ولا أنه يتحدث فى المسجد فى غير الشأن الذي خصص له المسجد ، وهؤلاء أجهل من أن يعرفوا ما الشأن الذى من أجله وجد المسجد ، ولم يتذوقوه ، ولا يعرفوه ، حتى أنهم لم يصلوا الجمعة ، ووقفوا خارج المسجد طيلة الخطبة انتظاراً وترصداً للمصلين وللشيخ المجاهد .
وأظن أن هذا الإجرام هو استكمال لسيناريو المؤامرة التى حاول الفلول جرنا إليها طيلة الفترة الماضية ، ووصل الأمر لإسقاط شهداء من الإخوان عند الاتحادية حتى ينجر الإخوان إلى دائرة العنف والفوضى ، ولكن الإخوان أبوا وفوتوا الفرصة ، واحتسبوا شهداءهم عند الله ، واستمروا فى جهادهم الذي سيكتب لهم فى التاريخ ، وآمل أن يكتب لهم عند الله ، فلقد صبروا على شتيمة وسباب وانتهاكات وقتل حتى تصل البلد إلى حالة المؤسسية والسلمية فى تداول السلطة ، وعدم تغول الفرعون الحاكم مرة أخرى ، وهو الهدف الثوري الذي ناضلوا ليصلوا إليه ، وهم الآن على بعد خطوة واحدة منه .
فهذا الإجرام هو لجر الإخوان ولجر الإسلاميين لدائرة العنف والانتقام ، وما ينجم عنه من فوضى تعم أرجاء مصر كلها ، وما الذى حدث الليلة ويحدث للشيخ المحلاوي إلا جزء من هذا السيناريو ، فإن مقام الشيخ كبير ، ومحبوه يعمون مصر كلها ، وهذا الحصار هو استفزاز للإسلاميين ، خاصة الجهاديين ، حتى ينجروا إلى الرد بعنف على هؤلاء المتظاهرين فتشتعل الفتنة ، ويؤجل الاستفتاء ، وتدخل البلد إلى دوامة الفوضى التي يريد حمدين والتيار الشعبى والبرادعي وموسى وحمزة أن تذهب مصر إليها ، وهو ما يفوته عليهم الإسلاميون إلى الآن .
تخاذل الأمن والداخلية ..
هناك فارق كبير جداً بين أن تحلم ضد المتظاهرين ، وتكف عن انتهاك يقتل أو يسيل دماً ، وبين أن توقفهم عند حدهم وتردع بغيهم وإجرامهم ، وهذا تستطيعه الداخلية ، بمجرد قنبلة غاز أو دخان ، لا تؤذى ، وتفك الحصار .
فما الذي يمنع الشرطة عن ذلك ؟
دائماً تتركنا الشرطة عند المعارك الفاصلة ، فعلتها معنا عند المقرات ، ثم عند الاتحادية حتى قتل منا الشهداء ، وعند مسجد القائد إبراهيم الآن .
وفى كل مرة لا تتدخل الشرطة إلا بعد أن يتيقنوا من صمود الإخوان ومن أنهم لن يخلص إلى مقراتهم ، ولا إلى الاتحادية ورئيسهم الشرعي المنتخب .
وعندما تظهر الشرطة يختفى المجرمون ، وتكتفى الشرطة بإطلاق قنبلة غاز هنا وهناك فتتفرق الجموع الإجرامية ، وهذه حالة من الاستهبال والتباطؤ والتراخي والإجرام ، لا أستطيع أن أفهم لها تبريراً .
ولا يمكن أبداً أن يكون إحجام الداخلية نوعاً من الحياد ، لأنه كيف تكون محايداً ، وطرف يلقى الآخر مولوتوف ويقنصه بالرصاص ويضربه بالخرطوش ، وكيف يكون حياداً ، والإجراميون يلقون مولوتوف على بيت الله ، كيف ذلك ؟
ولا يمكن أن يكون نوعاً من الحكمة ولتفويت الفرصة على المتآمرين ، بل إنه فعلاً نوع من الإستهبال ، لأنك إن ألقيت قنبلة غاز فرقت المتظاهرين ، ولم تقتل أحداً منهم ، فكيف لا تفعل ذلك ؟؟؟؟؟!!!!!
الشيخ المحلاوي ..
أما المجاهد العلامة الشيخ المحلاوي ، فهذا قدرك وقدر المجاهدين الأجلاء أيها العلامة الفذ .
ولئن كانوا حاصروك ، فلقد حوصر عثمان من قبل ، من أجدادهم من الرعاع والسوقة والحشاشين والهمج الذين قتلوه صابراً صائماً قارئاً للقرآن محتسباً ليرتفع شهيداً عند الله كما بشر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
ولئن كانوا أهانوك ، فلقد أهانوا نبيك صلى الله عليه وسلم من قبل ، فهذا أكبر عزاء لك ، وأي إهانة بعد إهانة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
ولئن كان الله يؤخر عقابه عليهم ، فلقد أخر عقاب من سبك وشتمك أنت نفسك من قبل ، إلى أن أخذه أخذ عزيز مقتدر .
أيها المجاهد العلامة ، يا من جاهدت ونحن فى أرحام أمهاتنا ، وصدعت بكلمة الحق عند سلطان جائر ، ونحن نحبو ، ولا نفهم ما ساس ولا يسوس ، وسجنت واعتقلت وشردت ، وكنت صابراً محتسباً ، وهم يلهون ويعلبون مع الأطفال ، وبعض ممن يحاصرك الليلة لم يكن ولد بعد ..
أيها المجاهد العظيم ، لا يجوز لمثلي أن يعظك ، ولا حتى أن يقول لك كلمة تثبيت ، فإننا نتعلم من مثل جهادك وصدعك وجرأتك فى الحق ، نتعلم منك كيف يكون الثبات ، وكيف تكون العزة ، وكيف يكون الصدع بالحق ، وهذا يكفيك ..
وفوق كل ذلك .. حسبك الله .. أنت ومن معك من المؤمنين .. وأظن أن هذا يكفيك ويعزيك ويرضيك ..
كبسولة :
أنا واحد ممن قرأ كثيراً " لـ " و " عن " الشيوعيين ، الذين يمثلهم التيار الشعبي الآن ، ومما قرأته لهم وعنهم اتجاههم الدموي الرهيب ، والذي يحدث الآن لمقرات الإخوان ، وحدث لشهدائهم ، ويحدث الآن لمسجد القائد إبراهيم والشيخ المحلاوي ، هو تأكيد لهذه الأيديولجية الإرهابية الدموية العنيفة ، التى طالما وصموا الإخوان بها بالباطل .
فهل سيطول صبر الرئيس مرسي على هؤلاء الدمويين ؟ ومتى سيوقفهم عند حدهم ؟


 
						
											 
 
					     
 
					     
									 
									 
									