د. محمد القطب 
 
أخى أليس هذا ما بايعنا الله عليه من الجهاد فى سبيله (وذروة سنامه الجهاد فى سبيل الله)
أخى أليس هذا ما بايعنا  الله عليه من التضحية فى سبيله (ولا جهاد لا تضحية معه)
استيقظت من نومى على رسالة محمول من أخ مجاهد تستنفر كل غيور لنصرة رئيس مصر الشرعى المنتخب (المحاصر فى الإتحادية) من براثن الخونة من رجال الحزب الوطنى وبلطجيتهم (كل من قبضنا عليهم كان خريج سجون) الذين تحالفوا مع العلمانيين ليأخذوا جميعا أوامرهم من إمرأة (السفيرة الأمريكية آن باترسون) باقتحام قصر الإتحادية وقتل الرئيس مرسى وإعلان مجلس رئاسى من الثلاثى (العميل الأمريكى والعميل الصهيونى والناصرى الحاقد على الإسلام) (جلساتهم مع السفيرة الأمريكية تم تسريبها صوت وصورة).
أول ما دار فى ذهني (أنهم أصيبوا بالسعار) فالدستور الذى سيصوت عليه غالبية الشعب المصرى بنعم خلال أيام معدودة أصابهم بثلاثة صواعق : الصاعقة الأولى : وذلك للعلمانيين حيث تمهد المادة (219) بتفسيرها لكلمة مبادئ الشريعة الإسلامية الواردة فى المادة (2) من الدستور – تمهد لتحكيم الشريعة الإسلامية مما يعنى أنه دستور سيقيم الدولة الإسلامية التى حلمنا طوال عمرنا باقامتها.
الصاعقة الثانية : وذلك لرجال الحزب الوطنى الفاسد باقرار مادة العزل من ممارسة الحياة السياسية لمدة عشر سنوات (وهى فترة كافية لاجتثاث القذارة التى نشروها فى مصر).
الصاعقة الثالثة: وذلك للأمريكان والصهاينة حيث يجعل الدستور قرار الحرب فى يد مجلس الشعب وليس قرارا لرجال المؤسسة العسكرية الذين عينهم مبارك (راجع مخطط وثيقة السلمى وكذلك خطة المحكمة الدستورية للإنقلاب على الرئيس مرسى وإعادة طنطاوى وعنان).
المهم أنى حزمت متاعى وهرعت إلى القطار الساعة الثانية ظهرا لألقى مجموعة من إخواني على محطة قطار........... فنركب سويا وطوال الطريق وأنا أفكر فى خاطرة واحدة : والله إن هذا جهاد فى سبيل الله إننا لن نقاتل مجرد بلطجية مأجورين خارجين على الحاكم الشرعى للبلد- وإن كان قتالهم وحده يعد جهادا- ولكننا نحارب اليوم مخطط أمريكا واسرائيل لإجهاض حلم الدولة الإسلامية الوليد.
وانخرطت أنا واخوانى فى نكات مضحكة على شاكلة البلطجى المحشش الذى سألوه عن توقعاته لهذا اليوم فقال أنه هيبقى يوم مش عاطفى.
ثم نزلنا محطة سراى القبة ففوجئنا بالتوتر يسود الطريق والأهالى يقولون لنا خذوا بالكو فى ضرب عند القصر الجمهورى.
ولم نسرالا بضع خطوات حتى خرج علينا مجموعة من البلطجية ومعهم شوم يصرخون فينا لنرجع ويمطروننا بوابل من الشتائم وكدنا نشتبك معهم لولا وجود بعض الإخوان من القاهرة هدأونا وطلبوا منا مرافقتهم للوصول الى الفصر الإتحادية من طريق آخر... وعندما هممنا بالسير فى الطريق الآخر فوجئنا بنفس المجموعة من البلطجية تتبعنا لتمنعنا.. ثم صادف ذلك دخول الطريق لمظاهرة كبيرة من الإخوان ومؤيدى الرئيس فانضممنا إليها وعندما  حاول البلطجية ايقاف المظاهرة الكبيرة اصطدمنا معهم مما أدى لفرارهم واستمرار مظاهرتنا فى طريقها حتى وصلنا قصر الاتحادية.
وأمام القصر رفع أذان العشاء وكنا قد نوينا جمع التأخير للمغرب مع العشاء فصلينا المغرب وعندما هممنا بصلاة العشاء فوجئنا بدقات الحجارة على أعمدة النور (وهى علامة الخطر ووجوب الإستعداد للمعركة تعلمناها من أيام هجمات البلطجية على ميدان التحرير أيام الثورة ) فانطلقت الى مكان الإنذار لتأتينا المعلومات أن البلطجية يعبئون المولوتوف وأنهم قادمون من اتجاه ميدان روكسي، يهمس أخ لي قبل نشوب المعركة: هل الذى يقتل منا اليوم شهيد قلت له من مات اليوم لتكون كلمة الله هى العليا فهو شهيد بإذن الله.... انضمت الى اخوانى فى اقامة المتاريس ونقل الحجارة والزلط الى منطقة المواجهة وكان بجوارى اخوان من مدينة ........ فقلت لهم أسرعوا بدعوة الاخوان من داخل الميدان الى الصف الاول فهنا موطن الجهاد... وهنا موطن يقبل الله فيه الدعاء حين تلحم الصفوف بعضها بعضا... ثم بدأ الهجوم من شارع البنك الأهلى.... جحافل من البلطجية ..... لا أبالغ ان قلت آلاف تهاجم بشراسه بالحجارة وقنابل المولوتوف فاندفع عشرات من شباب الإخوان وبعض الأخوة السلفيين يدافعون عن الطريق المؤدى الى القصر ونحن لا نملك الا الحجارة.
أعداد هائلة من قنابل المولوتوف انهالت علينا ...أحد الأخوة بجوارى نزلت المولوتف على رأسه فاشتعلت رأسه كلها فهجمنا عليه لنطفئها وأحد الأخوة بجوارى اشتعلت النيران فى ساقه وفخذه فهجمنا عليه بأجسادنا فأطفأناها ثم تدافع الاخوان يلقون الحجارة على المهاجمين فتراجع البلطجية للخلف ....فتقدمنا بالمتاريس للأمام أمتار كثيرة والأخوة من حولى يصرخون بالروح بالدم نفديك يا إسلام .....هذا الهتاف كان يدفع الدماء فى عروقنا ويعيد إلينا قوتنا المنهكة خلال أربع ساعات من المعركة فنواصل الكر على البطجية ... أخ يصرخ فينا إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فيصطف الإخوان ويمطرون البلطجية بالحجارة فى كثافة فيتراجع البلطجية للخلف مرة أخرى فنتقدم بالمتاريس للأمام وهكذا وهنا حدث ما لم نتوقعه ... طلقات خرطوش بكثافة غير عادية دقائق متصله لا تسمع فيها إلا طلقات الخرطوش ولا ترى مصدرها والأخوة من حولى يتساقطون واذا بأخ بجوارى يسقط أرضا بعدها بلحظة أشعر وكان سيخا من نار قد اخترق فخذى ولما رآنا الاخوان فى الصفوف التى تلينا نتساقط أمامهم أمطروا البلطجية بالحجارة بكثافة شديدة أجبرت مصدر الخرطوش على التراجع ثم أفرغ الله على صبرا فتضاءل ألم رجلى كى أتابع الجهاد مع  اخوانى ... كنا نقذف بالحجارة فى الصف الأول ويسند بعض إخواننا المتاريس بأذرعتهم حماية لنا من قصف البلطجية ثم وجدت نفسى أسند بذراعى متراسا من المتاريس مع إخوانى يكاد المتراس أن ينهار علينا وهنا حدث أيضا مالم نتوقعه رائحة نفاذة تعرفتها ذاكرتى على الفور من أيام انتخابات 2005 انها قنابل مسيلة للدموع.
يا نهار أبيض من أين أتى البلطجية بقنابل مسيلة للدموع بل والأدهى من أين أتوا بالبنادق التى تطلق منها تلك القنابل احساس عارم بالخيانة من أجهزة الشرطة ومن أمن الدولة شعور انتاب كل من كان فى  الموقعة بالتخطيط والحركة المنظمة هجوم علينا من خمسة اتجاهات استدراج لنا فى مواطن معينة هجوم من شوارع جانبيه لا يتيسر معرفتها لبلطجية أتوا من أطراف القاهرة (هكذا تقول البطاقات الشخصية) وليسوا أهل المكان.
وفى الشوارع الجانبيه استشهد اخوان لى – لن تقر عينى ولن يهدأ لى جفن حتى أثأر لهم – استشهدوا بطلقات رصاص حى جاء غدرا من أعلى أسطح المبانى.
 
كان معى فى المعركة أخ فقد عينه فى حادثة سيارة من 15 سنة فاذا به يقاتل بجوارى مخاطرا بعينه السليمة (هكذا يكون المجاهدون) حتى اذا حمى الوطيس واحمرت الحدق وبعد اربع ساعات من القتال المتصل كان هتافا فيها الله أكبر ...اللهم ثبتنا..... اللهم نصرك على عدوك وعدونا ... اللهم اشلل ايدى اعداءك الذين يحاربون دينك.
  
بدا أن البلطجية يتراجعون للخلف مؤقتا ليعيدوا تنظيم صفوفهم الا أننا ادركنا ان تراجعهم كان نتيجة دخول تشكيل من الأمن المركزى يبدو أنهم أفاقوا من غيبوبتهم بعد أربع ساعات من دوى طلقات الخرطوش والرصاص الحى أو أنهم- أى الشرطة - قد  أيقنوا بصلابة المدافعين عن الإتحادية فى تلك الجبهة وألا قدرة للبلطجية على اختراق موقعنا فجاءوا فاصلين بيننا وبينهم كى يسمحوا للبلطجية للتوجه إلى جبهة أخرى – وهذا ما حدث فعلا – حيث توجه البلطجية الى الجبهة الغربية حيث استمر القتال هناك ساعتين أخريتن انتهت قبل الفجر بنصف ساعة بصمود الإخوان واستعصاء اختراق تلك الجبهة أيضا على البلطجية مما اضطرت معه قوات الأمن للفصل بين الفئتين أيضا.... على أى حال كان دخول قوات الأمن دليل على انتصارنا فى أى جبهة لذا كان دخولهم دائما مصحوبا بتكبيرنا  الله أكبر ولله الحمد .... فقد حققنا هدفنا فى حماية تلك الجبهة وأفسدنا خطة الأمريكان الذين راهنوا على أحد أمرين اما امكانية اقتحام القصر الجمهورى وقتل مرسى أو قتل قوات الشرطة والحرس الجمهورى للبلطجية ليميجوا الشعب المصرى بالدم المسال ويسقطوا شرعية مرسى بحجة أنه اسال دماء شعبه ولكن قرار الإخوان السليم بنزول رجال الإخوان الى ساحة المواجهة قلب المعادلة رأسا على عقب .... فاللهم ارحم شهدائنا.
وأقول لاخوانى أكثروا من الدعاء فإن الله يحب عبده اللحوح: لقد دعوت الله إن قدر لى أن أصاب ألا أصاب فى وجهى كى لا يحزن أبى وامى فأجابنى الله الى ذلك فأصبت فى كل موضع من جسدى إلا وجهى (ببركة الدعاء) وإلا ظهري (إذ ثبتني الله فلم أولهم يومئذ دبرى).
وأقول لاخوانى أيضا: اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
وأقول لأعدائى الذين قتلوا اخوانى...... إن لى معكم ثأرا لن أنساه.


 
						
											 
 
					     
 
					     
									 
									 
									