أحمد شحاتة

عندما يكون ميثاق الشرف الإعلامي هكذا: نحن الإعلاميين المصريين أسرة مهنية واحدة، ... نعلن التزامنا بهذا الميثاق، ونتعهد باحترامه وتطبيقه نصا وروحا، في كل ما يتصل بعلاقتنا بالآخرين وفيما بيننا، ثم يذكر الميثاق أكثر من 40 بندا يوجب على الإعلاميين الالتزام بها، وأي مصري يطالع هذه البنود يجد أنها بنود رائعة من شأنها الإعلاء بقيمة الإعلام وجعله منارة تنير الطريق للجميع، ومنزلة يتوثب إليها الكثيرون، وقيمة رفيعة تحفظ على المجتمع حريته وكرامته وتصون للأمة وحدتها ووطنيتها فيشعر بفخر وسعادة غامرة أن هذا هو ميثاق إعلامنا، ولكن عندما يرى ويسمع ويشاهد ممارسات هذا الإعلام في الفضائيات يشعر بالخزي والعار أن هذا هو إعلامنا، وهذه إطلاله صغيرة على بعض بنود "ميثاق الشرف الإعلامي" ومدى التزام إعلاميينا بتطبيقه في الفضائيات المصرية ولا سيما الخاصة:

عندما ينص ميثاق الشرف الإعلامي على: الالتزام فيما يذاع بمقتضيات الشرف والأمانة والصدق، بما يحفظ للمجتمع مثله وقيمه .....، وعندما تجد الإعلامي "وائل الإبراشي" ينشر تقريراً عن غياب الأمن في الشارع المصري من محافظات مختلفة وهو تقرير قديم تم تصويره قبل عرض الحلقة بشهر، ولم يشر "وائل الإبراشي" إلى ذلك، ويتصل به المتحدث باسم وزارة الداخلية ويكشفه أمام الرأي العام. فماذا تقول !!!

وعندما تجد أيضا نفس الإعلامي "وائل الإبراشي" ينشر أخبار كاذبه عن تهديد الإسلاميين للمواطنين في السويس بعد حادث مقتل شاب على يد أفراد ملتحين ويوحي للمشاهدين أن الناس لا تستطيع الخروج من بيوتها، ويتصل مدير أمن السويس بإحدى القنوات ويكذب هذه الإشاعة فماذا تقول!!!

عندما ينص ميثاق الشرف الإعلامي على: الالتزام بعدم الانحياز في معروضاته إلى الدعوات العنصرية أو المتعصبة أو.....، وعندما تجد الإعلامية "لميس الحديدي" في حفل تنصيب البابا تواضروس، تحاول زرع الكراهية بين الأخوة المسيحيين وبين مؤسسة الرئاسة التي ينتمي رئيسها إلى التيار الإسلامي، بتهويلها لعدم حضور الرئيس للحفل، فماذا تقول!!!

وعندما ينص ميثاق الشرف الإعلامي على: يلتزم الإعلاميون باحترام الاديان والعمل على عدم اثارة الفتن... أو التحريض على العصيان... كما يمتنعون عن تحقير السلطات.....، وعندما تجد الإعلامي "إبراهيم عيسى" يسب الدين، وعندما تجد نفس الإعلامي "إبراهيم عيسى" يستهزأ بالقرآن، وعندما تجد الإعلامي "عمرو أديب" يحقر السلطات ويسب الرئيس ورئيس الوزراء وينعتهم بالفشلة ويسب الشعب المصري كله وينعته بالفاشل، فماذا تقول!!!

عندما ينص ميثاق الشرف الإعلامي على: الالتزام بعدم إذاعة الوقائع مشوهة أو مبتورة أو غير كامله على نحو غير أمين، وعندما تجد الإعلامية "لميس الحديدي" تختلق خبر كاذب بأن محافظة شمال سيناء تقيم معسكرات لاستقبال الفلسطينين برفح المصرية والشيخ زويد أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة. فماذا تقول!!!

عندما ينص ميثاق الشرف الإعلامي على: الالتزام بتحري الدقة في توثيق المعلومات، ونسبة الأقوال والأفعال إلى مصادر معلومة .....، وعندما تجد الإعلامي "خيري رمضان" في تعليقه على كلمة الرئيس مرسي بجامعة القاهرة يقول أن المرشد العام للإخوان المسلمين لم يحضر الحفل لأن منزلته أعلى من منزلة رئيس الجمهورية ولا يصح أن يكون الرئيس أمام المرشد، رغم أن المرشد حضر الحفل بالفعل وجلس متواضعا في الصفوف الخلفية ولم يجلس في الصفوف الأمامية وفيديو الحفلة يوضح ذلك. فماذا تقول!!!

عندما ينص ميثاق الشرف الإعلامي على: الالتزام بعدم استخدام وسائل العرض الإعلامي في اتهام المواطنين بغير سند، أو في استغلال حياتهم الخاصة للتشهير بهم أو تشويه سمعتهم .....، وعندما تجد الإعلامي "عمرو أديب" يسب ويشتم بألفاظ لا تليق ويقول على الإخوان تجربتكم بنت ستين كلب، فماذا تقول!!!

عندما يقول ميثاق الشرف الإعلامي: كل خطأ في إذاعة المعلومات يلتزم عارضه بتصحيحه فور إطلاعه على الحقيقة .....، وعندما تجد على مدار الساعة هذا الكم الهائل من الأخطاء المهنية والأخلاقية والمخالفة لميثاق الشرف الصحفي ولا تجد أي من هؤلاء الإعلاميين السابق ذكرهم يلتزم بتصحيح الأخبار الكاذبة التي نشروها. فماذا تقول!!!

أي إعلاميين هؤلاء، الذين يعرضون الأكاذيب، وينشرون التضليل، ويفترون الشبهات، ويزرعون الضغائن، ويثيرون الفتن بين الناس، أي إعلاميين هؤلاء الذين لا نرى منهم إلا كل قبيح ولا نسمع منهم إلا كل بذيء، أي إعلاميين هؤلاء الذين لا يحرصون على قيم المجتمع، ولا يحترمون خصوصيات الأفراد، ولا يحافظون على سلامة الوطن ووحدة النسيج الاجتماعي، أي إعلاميين هؤلاء الذي لا يبالون بهيبة مصر ويحقرون السلطات، ويذهبون بهيبة الدولة، أي إعلاميين هؤلاء الذين لا يلتزمون بأدنى درجات أدب الحوار وحسن التعبير وعرض وجهات نظرهم بحرية دون تجريح للآخرين، أي إعلاميين هؤلاء الذين يقلبون برامجهم من حوارت راقية ووجهات نظر متبادلة إلى مقاطع من الردح على الهواء مباشرة.

_________
[email protected]