حازم سعيد :
سيدي الرئيس .. وحق لك أن تكون سيدي ..
هذه رسالة أحد تلاميذك ، ومن ورثته مع غيرك دعوة الإخوان المسلمين بما تحمله من قيم الخير والنماء والنصيحة ، يتقدم بها إليك راجياً ، ثم ناصحاً أميناً ، يحاول ألا يخرج وهو يكتبها إليك عن آداب النصيحة ، أو رعاية حق أساتذة الإخوان العظام الذين علموه ، وأنت منهم .
 
سيدي الرئيس .. وحق لك أن تكون سيدي ..
إن الثغر الذي أقمت عليه ، هو ثغر ابتليت به وأنت تعلم حجم العبء والتبعة والمشقة ، ولذلك أعلم أنك بكيت وانتحبت بكاء المشفق من الأمانة ، الخائف من حساب رب العالمين .
وإن من التبعة : أن مشروعك الذي تحمله هو مشروع نهضة لمصر بل للعالم العربي .. بل الإسلامي .. بل والعالم كله بالإسلام ، وهو حلم مشروع ، أزهقت من أجله أرواح شريفة على مدار أكثر من ثمانين سنة ومنذ سقطت الخلافة الإسلامية العثمانية .
لقد استشهد من أجله مؤسس دعوتك التي ورثتها مع غيرك من الأساتذة لنا ، واستشهد قبله آلاف الشهداء فى حرب فلسطين ، ثم المئات فى السجون الناصرية ثم المباركية .. شهداء مذبحة طرة 57 ( 21 شهيد ) ، وإبراهيم الطيب وعبد القادر عودة ومحمد فرغلي وعبد الفتاح عبد إسماعيل وهنداوي دوير ويوسف طلعت ومحمود طلعت وإبراهيم صقر ومحمود عبد اللطيف ومحمد عواد وسيد قطب ويوسف هواش وكمال السنانيري ومسعد قطب وأكرم زهيري وطارق غنام وغيرهم ...
وأنفق في سبيل هذا الحلم أعمار وجهود ، وحل وترحال ، اعتقل من اعتقل وعذب من عذب .. عذاباً لا يطيقه بشر ، اضطهد من اضطهد ، وهجر من هجر ، ونفي من نفي ، وحرم من وظيفته وقوت عياله من حرم .
هذا الحلم ، هو حلم مشروع لملايين المصريين والمسلمين ، حلم نهضة مصر بالإسلام ، انتدبت من قبل الملايين بمصر من أجله ، ودعا لك الملايين بمصر والعالم العربي والإسلامي والعالم كله ، حتى المجاهدين بالثغور ، حتى العجائز بالقري والبوادي ، كلهم يدعون لك كي يوفقك الله لتمضي بهذا الحلم قدماً لتنجزه ، ولتكون عليه الحارس الأمين .
سيدي الرئيس .. وحق لك أن تكون سيدي ..
كنت تعلم العقبات والمكائد والدس والتآمر والمشكلات التي ورثها لك المخلوع ونظامه السابق ، والتي سيزرعها فى طريقك الصهاينة ومن والاهم من الأمريكان والأوربيين ، لأنهم لن يطيقوا لمشروعك النجاح .
وكنت تعلم خسة ونذالة العلمانيين - أذناب هذا الغرب - وأنهم لن يحمروا خجلاً ، ولن ينزووا ، بل وسيتآمرون علناً ليخلعوك .
وتظاهرنا وحشدنا وتجمعنا كي تأخذ لنا الحق الشرعي بأن تكون رئيسنا ، ثم تظاهرنا وحشدنا وتجمعنا كي تثبت على الطريق ، ثم تظاهرنا وحشدنا وتجمعنا كي ندعمك ونؤيدك ، ونقول لك نحن وراءك ، ونسدد معك بعد تسديد الله لك .
وها أنت يا سيدي الرئيس تري هؤلاء المنافقين وهم يتآمرون - ليس عليك - وإنما على مشروعك وحلمك وحلمنا الكبير ، وتتأكد لك أصابع الاتهام ، وتتجمع عندك كل الأدلة ، ويظهر لك جلياً كل خيوط المؤامرة .
بل ولا يكتفون بالدس بليل ، ولا يكتفون بالتآمر فى غرفهم المغلقة ، وإنما يخرجون على الملأ فى مؤتمرات يشتمونك ويحرضون ضدك ويحشدون للانقلاب عليك وعلى مشروعك وعلى شرعيتك .
يدونون على صفحاتهم ( وتويتراتهم ) شتائم وقذف وتهييج وتحريض ضدك وضد مشروعك ، يدفعون للبلطجية على الملأ ، ويعترف عليهم البلطجية بالأسماء والوقائع والأماكن .
يخرج إعلامهم - وببغاوات التوك شو - يقلبون الحقائق أمام عينيك ، ويلوون النصوص ، ويزيفون المشهد ، ويقلبون البرئ مداناً ، والمجرم حملاً وديعاً ، ثم أيضاً يشتمونك ويحرضون ضدك ويقذفونك .
سيدي الرئيس .. وحق لك أن تكون سيدي ..
لا نمن عليك بوقوفنا وراءك ، وإنما هو إرث الدعوة ، وفريضة العلم ، وأمانة وسدناها كما وسدت أمانتك .
وقد علمتنا فيما علمتنا أنت وأساتذتنا من دعوة الإخوان المسلمين ، أن هذا العلم ، وهذه الدعوة ، وهذا الإصلاح ، وهذا النهوض ، وأن الحلم الكبير الذي أنفقت وأنفق أساتذتنا ( كل ) ، ونحن ( جزء ) من أعماركم وأعمارنا من أجله ليس ملكاً لشخص منا ، بل هو ملك أمة أسسها محمد صلى الله عليه وسلم ، وقدر الله لها من يعيد تجديد حيويتها على رأس كل قرن لتكمل الأمة مسيرها .
لهذا يا سيدي الرئيس ، اسمح لي أن أقول لك أنه ليس من حقك ألا تغضب ، وليس من حقك أن تعفو عن هؤلاء الخونة المتآمرين ، وليس من حقك أن تصبر عليهم ، وليس من حقك أن تحلم إزاء مؤامراتهم .
لا يا سيدي الرئيس ، إن ما أردته من الحكمة والمسالمة والعفو عند المقدرة ليس لك أن تقرره ، ولقد عبر لنا ربنا الكريم فى محكم كتابه عن كيد هؤلاء ومكرهم بقوله سبحانه : " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " .
يا سيدي إن ما يمكر به هؤلاء يوشك أن يزيل حلمك وحلمنا ويؤخره لخمسين أو مائة سنة أخرى ، ويوشك أن يزيلك من مكان لا تملك أن تزيل نفسك منه بعد أن أوقفك الله عليه .
يا سيدي ليس من حقك أن تحلم على هؤلاء ، أو تؤخر العقوبة والتأديب ، فإن حلمك وتأخر عقابك لا يفهمه هؤلاء الحمقى ، وإنما يظنونه خوراً وضعفاً ، وهو ليس كذلك .
يا سيدي .. لو كانت القضية شخصية ، لقلنا لك أنت وشأنك ، أما وأنك رمز للحلم ، ورمز للمشروع الإسلامي ، ورمز للإسلاميين جميعهم ، فليس من حقك هذا الحلم والحكمة والصبر .
يا سيدي الرئيس كل يوم ، بل كل ساعة ، بل كل دقيقة تمر وأنت ساكت عليهم تجرأهم ، وتقوي شوكتهم ، وتعطيهم الفرصة لمزيد من الدس والخسة والتآمر .
سيدي الرئيس .. وحق لك أن تكون سيدي ..
اضرب هؤلاء ونحن وراءك نفديك بأرواحنا وأموالنا وأنفسنا ، فلقد أوقفنا أنفسنا للنهوض بمصر والعالم العربي والعالم الإسلامي والعالم كله بالإسلام .
اضرب يا سيدي وأرهم غضبة الحليم الذي طال حلمه ، وكثر عفوه ، وامتد صبره ، وهؤلاء لا يفقهون هذه اللغة من الحلماء الحكماء ، وإنما يردعهم زمجرة الأسود الغاضبين .
اضرب يا سيدي الرئيس واعتقل واسجن وحاسب هؤلاء الأغبياء المتآمرين .
يا سيدي الرئيس لن يصلح منطق الهدوء والصبر والاتزان وعدم اتخاذ إجراءات استثنائية مع هؤلاء ، فهم لا يفهمون ذلك .
كل عبده مشتاق للرئاسة كحمدين والبرادعي وموسي والبدوي ، وكل رجل أعمال طالما نهب مصر وخيراتها وعاش فى خدمة النظام السابق كساويرس وحمزة والأمين وملاك الفضائيات والصحف ، وكل رموز الحزب الوطني الفاسدين الذين خرجوا من جحورهم ، وكل غبي منافق من مقدمي التوك شو ، مهيجي الفتنة ومثيرى الفساد من أمثال عيسى والإبراشي وفودة ورمضان وأمين والحسيني والدمرداش وغيرهم من عشرات المجرمين المنافقين .
ولسوف تجدنا يا سيدي الرئيس رجالاً صامدين ، ندعمك ونؤيدك ونقوي شوكتك ، فنحن أهلك وعصبتك وعزوتك بعد الله سبحانه .
ولن نكف عن الدعاء لك ، وألسنتنا تلهج بذلك ليل نهار ، ولن نكف عن نصرتك وتأييدك بأموالنا وأنفسنا وأعمارنا .
ولكن يا سيدي الرئيس ... نرجوك اضرب .. ضربة حاسمة عاجلة .. تسكت هؤلاء الجناة المتآمرين ..
مناشدة .. ورجاء .. وتذكير .. ونصيحة ... وأنا أعلم أنك أنت ، يا سيدي الرئيس مرسي ممن يستمع جيداً ، ويفكر جيداً ، فرجاء يا سيدي الرئيس .. اضرب .. ونحن بعد الله معك .
----------
[email protected]


 
						
											 
 
					     
 
					     
									 
									 
									