تماماً كما هو المشهد الآن داخل ساحة المعترضين على الرئيس مرسي ، خلاصته ببساطة : ( سمك – لبن – تمر هندي ) .
حكم فضيلة المرشد والإخوان 
هذا المرشد الرباني ، الذي لو عرفوا جهاده وربانيته وارتباطه بكتاب الله الكريم - نحسبه كذلك والله وحسيبه - هذا الرجل الذي لو سمعوا كلامه ، وهو خريج مدرسة سيد قطب فى تذوق آيات القرآن وتدبره ، لو سمعوا كلامه وعرفوا قدره ، ما قالوا هذا الكلام الذي لا يفقهوه.
أما سقوط حكم فضيلة المرشد فهي دعوى متهافتة منذ بدايتها لأن فضيلته لا يحكم – هكذا بكل ببساطة – والذي يحكم فى مصر الآن رئيس اسمه الرئيس محمد مرسي الذي هو رجل من رجال الإخوان المسلمين والذين ورثوا هذه الدعوة المباركة بكل فخر وشرف .
وكونه من الإخوان لا يعني أن الإخوان هي التي تحكم ، نعم هو يحمل فكر الإخوان ، بل كان – ولا زال – يورثه بالأقوال ثم بالأفعال والقدوة الحسنة المشرفة ، ولكن ذلك لا يدل بحالٍ من الأحوال على أن الإخوان - الجماعة والتنظيم - هي التي تحكم ، خاصة عندما تعد مستشاري الرئيس فلا تجد إلا ثلاثة أو أربعة ، وعندما تعد الوزراء لا يتجاوزون نفس الرقم ، وحين تعد المحافظين تجدهم حول ذات هذا الرقم ، وهو رقم لا يعكس عشرة فى المائة من الكيانات التي تنتسب إليها مستشارين أو وزارات أو محافظات .
وأما الدعوى التي يلبسونها على الناس بالإعلام وفى مظاهراتهم بأن يسقط حكم الإخوان ، فهي محاولة فاشلة لتغطية كرههم وحقدهم على الإسلام .
العلمانيون والليبراليون الفاشلون يعرفون أن الدستور يعني حرية رأي وتعبير ، وهو ما يعني قدرة الإسلاميين على التعبير عن أرائهم وفكرهم بكل أريحية ، والعلمانيون يعرفون أن الشعب المصري متدين بفطرته ويقبل على الإسلام الذي يحسن الإسلاميون عرضه والدعوة إليه .
   العلمانيون والليبراليون الفاشلون يعرفون أنهم إن استقرت مصر وتغير النائب العام الفاسد وجاء نائب عام جديد وأعطيت صلاحيات حقيقية وجادة وسادت مبادئ العدل والحرية والمساواة بين الناس ، فإنهم لن تكون لهم الصدارة وسيحرمون من شهوات السرقة والنهب والنصب على الناس ، وسيحرمون من شهوات الرئاسة التي يحلمون بها .
الموضوع كله شهوات فى شهوات ، يعرفون أنه لا مكان لها بالحرام فى مجتمع الفضيلة الذي يقوده وينشده التيار الإسلامي مجتمعاً .
هذه هي المعادلة باختصار ، وهم بدلاً  من أن يقولوا : يسقط حكم الإسلام ، يقولون يسقط حكم الإخوان ، وبدلاً من أن يقولوا : يسقط يسقط شرع الله ، يقولون : يسقط يسقط حكم المرشد .
فنانو مصر
بهذا التفسير البسيط تجد حل معادلة تواجد كثير من الفنانين الذين شهد عليهم وسجلت لهم فى ظل النظام السابق مواقف فاضحة يمنعنا خلقنا الإسلامي وتربيتنا الإخوانية عن تتبعها وتعييرهم بها ، أقول : تجد حل هذه المعادلة سهلاً ويسيراً وممكناً .
هؤلاء القوم يعرفون أن ما هم عليه خطأ وانحراف عن الجادة وعن المنهج السليم ، ولو تتبعت اعترافات التائبين منهم والتائبات لعرفت حجم معاناة الضمير التي يعانون منها ، ولعلمت أن مشاهد القبل واللمسات والتأوهات التي تعج بها أفلامهم إنما هي عين الحقيقة وليس التمثيل ، ولعلمت أن بقية الفطرة التي تترسب فى جذور ضمائرهم تقض عليهم مضاجعهم بعد كل انحراف يقومون به فى أفلامهم باسم الفن .
وهؤلاء القوم يعرفون أن الإسلام سوف يفرض عليهم حرمة هذه القبلات واللمسات والتأوهات ، ويفرض عليهم الجد وعدم الخضوع بالقول والابتذال فى الهيئة والزي ومنكرات الأخلاق ، ويعرفون أن حياة الشهوات التي يرفلون فيها لابد عليها من قيود ، خوفهم مع يقينهم يبرران هذا العدد ممن يسمون بالفنانين الذين تواجدوا بمليونية الفلول يوم الثلاثاء 27/11/2012 .
حين حمل عمرو موسى على الأعناق
هذه المليونية التي جمعت الأضداد والنقائض ، وحملت فى طياتها الأعاجيب ، حين حمل عمرو موسى أحد أركان النظام السابق على الأعناق .
وحين جمع الميدان أعضاء الحزب الوطني وشاتمي ثوار 25 يناير من الفنانين والفنانات من أمثال وفاء عامر مع عمرو موسى ( المحمول على الأعناق ) مع السيد البدوي مع البرادعي مع حمدين صباحي مع خالد يوسف مع ممدوح حمزة مع ساويرس مع المسيحيين الذين احتشدوا بالآلاف – فى تصرف طائفي من الطراز الأول - ، يعني سمك لبن تمر هندي ، ومن كل فيلم أغنية .
الغوغاء والعامة والصبيان والبلطجية وتجار المخدرات
هذه المليونية التي يفرح بها أمثال جورج إسحاق الذي أعمته خصومته الانتخابية مع الإخوان عن رؤية الحقائق ، وهي أنهم أصبحوا من الفلول ، وأنهم مكنوا الفلول من ميدان التحرير .
واستعانوا بتجار المخدرات والبلطجية ليحشدوا لهم زملاءهم ، وكذلك ليكثروا سواد الموجودين بالتحرير بالصبية والأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم إحدى عشر أو اثنى عشر سنة .
لقد كنت واقفاً أمام محلات أحد أقاربى وكنت أزوره فإذا بصبي فى عمر العاشرة وهو يسير بأحد المسيرات المعترضة على الرئيس مرسي – وكان كل روادها بين العاشرة والسابعة عشر - يقفز أمامي من بين المتظاهرين ( على مقدمة سيارة راكنة أمام الرصيف ) لما رأى لحيتى وقال لي : يا ولاد ........ ، فى لفظ فظيع رهيب ، وأقبل نحوي ثلاثة ممن تعطيهم عمر الخامسة عشر وقالوا لى بصوت ( الصنايعية وولاد البلد ) : معلش يا شيخ هو عشان شاف دقنك ، امسحها فينا يا شيخ .
هذا أحد المشاهد التي تعطيك انطباعاً عن المشاركين بمليونية الغوغاء والتي كان من أهم علامات خذلانها عنوانها : " للثورة شعب يحميها " ، ونحن نرد عليهم بما نعتقده ونقتنع به ونؤمن به ونعيش من أجله : " لمصر رب يحميها " و " للثورة رب يحميها " . 
لقد استعان هؤلاء بالبلطجية وتجار المخدرات الذين حاولوا ولا يزالون جر البلد إلى سيناريو الفوضى والعنف والبلطجة ، واستعانوا بالصبية والدهماء الذين لا يفهمون لماذا خرجوا ولماذا يهتفون .
وقد فعلها مذيع البث المباشر بالجزيرة حين فضح كثيراً منهم بأسئلته عن سبب خروجه فى المظاهرة ، أو هل قرأ مسودة الدستور ، أو حتى هل قرأ أو سمع عن الإعلان الدستوري أو المواد التي لا تعجبه فيه ، وكلهم يحار فى الإجابة وكلهم لا يعرف .
ومن أندر وأظرف ما بثه وهي طرفة رائعة ، حين سأل أحدهم عن هتافه يسقط يسقط حكم المرشد ، ما الذى لا يعجبك فأجاب : إن المرشد يحكم مصر ولازم مصر ميحكمهاش المرشد ، فرد عليه : طيب إيه القرار اللى خده المرشد ومش عاجبك ، فقال له : مهي المشكلة إنه مبياخدش قرارات ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!! . يعني بيحكم ولا مبيحكمش ؟؟؟ 
التناقض بين الأمس واليوم .. وتدخل الجيش
ولأنهم بلا هدف ولا رؤية سوى العداوة والفجورفى الخصومة مع الرئيس مرسي ، فإنهم بلا خطة ولا منهج ولا سقف مطالب .
وهذا يبرر لك أيضاً ما تراه من تناقض رهيب فى السلوكيات والمواقف ، بين الأمس واليوم ، فتجد حركات ومنظمات كنت تعدها ثورية مناضلة تقف فى خندق الفلول ، وتشارك فى مليونية يشارك فيها الفلول .
وتجد شخصاً كحمدين صباحي وغيره كان يطالب بإقالة النائب العام وحق الشهداء والمحاكمات العادلة والقصاص من قتلة الثوار ، تجده يثور اليوم ويعترض ويرفض الإعلان الدستوري الذي كفل كل ذلك ، لأنه جاء من الرئيس مرسي ، ولأن ذلك مما يقوى شعبية الرئيس بين الناس ، وهو مما يقلل من احتمالات نجاح أمثال حمدين فى انتخابات رئاسية لاحقة .
وهذا يبرر لك ما تراه من تناقض رهيب مع ما ادعوه فى السابق من مناصرتهم للحريات والديمقراطيات ، من أمثال السيد البرادعي الذي يستقوي بالغرب وبأوروبا وأمريكا ، ويبرر لك كذلك استعداءه  الجيش للانقلاب على الديمقراطية وعلى الرئيس المنتخب وعلى صلاحياته .
العنف والفوضى
هذا كله يسير وفق ما هدد به المخلوع من قبل : أنا أو الفوضى ، فهم يحاولون جر البلد إلى سيناريو من الفوضي ، هذا المناخ الذي يتقنون العيش فيه ، بدءاً من أيام خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه ، حين حاصره العامة والدهماء والغوغاء من المصريين وقتلوه شهيداً رضى الله عنه .
والناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، لا يستضيئون بنور الحق ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق .
فهؤلاء الأتباع من الهمج الرعاع هم حجر الزاوية لسيناريو الفوضى ، وأول علاماته هو الهجوم والعنف على مقرات الإخوان ، فى محاولة يائسة فاشلة لجرالإخوان للعنف والفوضى .
ولكن ولله الحمد والفضل والمنة فإن ما يتمتع به إخواننا وأساتذتنا فى دعوة الإخوان من الحكمة بدءاً من فضيلة المرشد الذي يهتف الدهماء بسقوط حكمه ، أقول : إن ما يتمتع به قادتنا من الحكمة تمنع بفضل الله الإخوان من الانجرار إلى هذا السيناريو الباهت المقروء للفوضى والعنف والعودة لحكم العسكر مرة أخرى .
كبسولة
أتابع وأرصد بدقة تصريحات وأقوال ومواقف كل من ترك جماعة الإخوان ، وأهتم بهذا الرصد وأحلله لأسباب تتعلق بالعمل التربوي الإخواني ، وأزعم أني من أكثر من تابع كل من ترك التنظيم الإخواني على مدار السنوات الماضية ومن أمثلتهم الدكتور حبيب والأستاذ كمال الهلباوي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والأستاذ مختار نوح والأستاذ هيثم أبو خليل والدكتورإبراهيم الزعفراني والأستاذ عصام سلطان والمهندس أبو العلا ماضي وغيرهم .
وأختلف مع بعضهم فى مواقف وأتفق فى مواقف ، أحترمهم كلهم على طول الخط حتى لو اختلفنا ، خاصة الرائعين العظيمين المناضلين الشريفين ماضي وسلطان ، وجهادهم الحالي والسابق ضد العلمانيين والليبراليين وفضحهم والوقوف حجر عثرة أمامهم هو جهاد مشكور مأجور إن شاء الله .
البعض ممن ترك الإخوان لم يكن على هذا المستوى الذي أذكره خاصة الثلاثي المليجي والشرنوبي والخرباوي ، وأكثر من أعجب منه هو هذا الأخير الذي يهوى الإعلام العلماني أن يطلق عليه – القيادي السابق بالإخوان - والذي كلما رأيته أو سمعته أو قرأت عنه ، أحسست أن الإخوان فعلوا فيه شيئاً جعل شعاره : " عداوتهم ما حييت " .
فما الذي تراه فعله الإخوان فيه فجعلوه يمتلئ بكل هذا الحقد والحنق والغيظ والغل من الإخوان ؟! أنا لا أتخيل إنساناً أبداً يري فصيلاً أو اتجاهاً بهذه النظارة السوداء دائماً ، ولا يرى له حسناتٍ أبداً . هل يعرف أحدكم أعزائي ما الذي فعله فيه الإخوان ليراهم بهذه النظارة السوداء القاتمة المعتمة دائماً وأبداً وعلى طول الخط ؟ ! الله أعلى وأجل وأعلم .
---------------------


 
						
											 
 
					     
 
					     
									 
									 
									