محمد السروجي 
أجواء  من الإرهاب الفكري والابتزاز السياسي والترويع الشعبي بل وكل أشكال  الاستنزاف المادي والمعنوي تمارس من بعض الشخصيات و القوى المسماة بالمدنية  مدعومة بإعلام الفتنة وشق الصف الذي اخترقه المال السياسي الحرام -  المخزون الاستراتيجي لبقايا نظام المخلوع مبارك - كرد فعل أشبه ما يكون  بحالات الصرع المرضي على خلفية الإعلان الدستوري الأخير ، مشهد أفرز جملة  من التحولات والشواهد على المستوى المحلي والإقليمي والدولي منها :
**  الفكر الانقلابي الخشن لبعض القوى المسماة بالمدنية والشخصيات السياسية و  القضائية  التي احترفت الفعل السياسي في تعطيل المسار الديمقراطي والتحايل  على إرادة الشعب تارة وإسقاط مؤسساته تارة أخرى "راجع حوار تهاني الجبالي  عن التنسيق مع العسكر لتأجيل الديمقراطية  - راجع السيناريو المتداول  إعلامياً عن انقلاب 2 ديسمبر القادم بالحكم الذي تسرب لحل مجلس الشورى  والتأسيسية والطعن في شرعية مرسي وإعادة الحكم العسكري"
** حالة  الفرز والتصنيف المدهشة التي وضعت بقايا النظام الساقط من شبكات الفساد  وتجار السلاح والمخدرات وفرق البلطجة جنباً إلى جنب مع بعض الشخصيات والقوى  المدنية  التي طالما تشدقت بتطهير البلاد ومحاكمة بقايا النظام ودعم  الثورة "راجع ما نشر حول الاجتماع الذي تم في احد فنادق القاهرة وضم كل من  خيري رمضان وتامر أمين وعادل حمودة ومجدى الجلاد وعمرو موسى ومحمد فرحات  رجل الأعمال وخالد العزازى ورجل الأعمال محمد الأمين مالك قنوات سى بى سى  ".
** محاولة ترويع الرأي العام على خلفية تظاهرات الثلاثاء الموافق  27\11 والدفع في تعطيل المدارس والمصالح والمؤسسات وكأن كارثة أو مجزرة  سوف تحدث ، والواقع أن المصريين تعايشوا مع أجواء الاحتجاج والتظاهر  والإضراب بل وللأسف قطع الطرق أحياناً
** إفلاس بعض الشخصيات والقوى  السياسية في الضغط الشعبي والجماهيري على القيادة السياسية فتخلت طواعية  غير مجبرة عن النهج السلمي في التعبير والمعارضة وأدخلت فرق البلطجة مدفوعة  الأجر التي اعتدت على الممتلكات الخاصة والعامة بل وقتلت الأبرياء
**  صدور تصريحات غير مسئولة من بعض القيادات السياسية تطالب بالتدخل في شئون  البلاد على غرار تصريحات الدكتور البرادعي ""إنني أنتظر لأرى بيانات إدانة  قوية للغاية من الولايات المتحدة ومن أوروبا ومن أي شخص يهتم حقا بكرامة  الإنسان وأتمنى أن يكون ذلك سريعا" فضلاً عن الكلام غير المسئول عن الشريعة  الإسلامية والهلوكوست
** حالة الفزع التي أصابت حيتان الأموال  المنهوبة والمهربة الذين باتوا أقرب ما يكونوا للحاق برفاقهم في النضال  المحموم لنهب البلاد نزلاء سجون مصر ، ملفات تفتح الآن كانت مغلقة وبقصد من  المجلس العسكري وبعض قضاة الفساد وبقيادة تنفيذية للنائب العام المخلوع  عبد المجيد محمود
** نخبوية الصراع القائم في بعض الميادين والشوارع  وغالبية الفضائيات ، وهؤلاء في مربع صغير جداً والغالبية الغالبة من شعب  مصر مشغول بهموم حياته وقوت يومه الذي نعاني منه حتى الآن لأسباب قلة العمل  وكثرة الكلام
** الأداء الأمني الضعيف وغير المرضي لأسباب نتفهمها  جميعاً وأهمها الاختراق الفلولي لمؤسسة الشرطة التي قامت على الفساد والقمع  ثم جاءت ثورة 25 يناير فنسفت المصالح الضيقة والفساد المستشري ، فحدث ما  حدث من الترهل والتراخي بل وغياب الضمير الوطني لدى غالبية القيادات العليا  والوسيطة لهذه المؤسسة
** خطورة القنابل البشرية الموقوتة  والمنتشرة في بقاع مصر من أطفال الشوارع والبلطجية والمسجلين خطر ما يؤشر  أن الانفلات الأمني يحتاج لمعالجات أمنية واجتماعية وفكرية سريعة
**  وطنية ومسئولية المربع الإسلامي بقيادة الإخوان المسلمين الذين اختاروا  الطريق الصعب حماية للثورة وبناءً للدولة وتحملوا الأذى والعنف والبطش  والهجوم الكاسح من إعلام الفتنة حفاظاً على وحدة الشعب وتجنباً لحالات  الاشتباك والعنف المبيت بليل
خلاصة الطرح ... مصر في المرحلة  الأخيرة من المخاض الأليم للميلاد العظيم ، والرهان على إسقاط الدولة  وإجهاض الثورة بأبواق الفتنة وشق الصف ، رهان فاشل .. حفظك الله يا مصر .
______________
المستشار الإعلامي لوزير التربية والتعليم       


 
						
											 
 
					     
 
					     
									 
									 
									