تورط فى ذلك مجموعة كبرى من الأسماء على رأسها السيد البرادعي وعمرو حمزاوي ومجموعة الأتباع والصبيان الذين يسيرون على نهجهم ، ومعهم مجموعة قنوات الفلول الذين أرادوا إلى تحويلها لقضية رأي عام وحرية وحقوق إنسان وغيره من هذا الكلام الفارغ الذي زايدوا به وعليه .
أولاً : تناقض العلمانيين فيما يختص بالقانون :
السادة العلمانيون على مدار السنة الماضية ناقضوا أنفسهم مرات ومرات ، فحين نادوا باحترام القضاء والقانون عندما تغولت الدستورية وتعدت اختصاصاتها وحلت مجلس الشعب وأصرت على ذلك المرة تلو الأخرى ، ثم هم أنفسهم الذين نادوا بقدسية هذا القانون حين تغولت الدستورية مرة أخرى وحكمت بحل التأسيسية فى محاولة ممجوجة من هذه الدستورية لتعطيل المسار وإعطاء فرصة للمجلس العسكري المنحل للتغول والسيطرة على مقاليد الأمور بالبلاد ، وهم أيضاً : الذين بكوا وتباكوا وطالبوا باحترام القانون وعدم تغول السلطة التنفيذية على السلطة القضائية الممثلة فى النائب العام حين أرادت مؤسسة الرئاسة تنفيذ أحد أهم مطالب الثورة بالتخلص منه .
أقول : حين نادوا بهذه القدسية وهذا الاحترام كان يفترض فيهم أنهم أصحاب مبدأ سيثبتون عليه ، ولكن يصدم المرء حين يرى هؤلاء القوم أنفسهم بشخوصهم وأعيانهم هم الذين اعترضوا على القانون حين أجلت المحكمة الإدارية الطعن على التأسيسية ، واعتبرت ذلك مماحكات من القضاء ومجاملة للإخوان ، ثم ها هي ذى الفلول العلمانية تعتدى على القانون الذى طالبت باحترامه ليل نهار حين أراد وزير الإعلام أن يطبقه على قناة دريم ووقف الاستثناء الصادر لهم من الفقي للبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي بما يحمله هذا الاستثناء من أموال مهدرة وضائعة على هذا الشعب المسكين لتجد التأويلات والمماحكات الفارغة من هؤلاء الطغمة العلمانية غير المنصفة .
وإن تعجب فاعجب من عمرو حمزاوى ، وأخص بالعجب موقفين – وهو الأستاذ الجامعي فى علم السياسة - ، أما الموقف الأول فحين يقول على الفضائيات بملء فيه أن الديمقراطية لا تكون بصناديق الانتخابات ، طيب إزاى يا عم الحاج ، إحكي لنا وأنت الفاهم الخبير ، إزاي نطبق الديمقراطية ، وأنت لا تريد التسليم بنتيجة الأغلبية ، ولا حكم الصناديق .
عد نفس الكلام وهو يرى حيثيات واضحة لمنع بث دريم لا تخطؤها العين – ولا تحتاج لذرة إنصاف ولا لعقل ولا لروية – ولكنه يدعي أنها ديكتاتورية الإخوان ، مع أن الموضوع أوضح من الشمس فى رابعة النهار ، حين تعلم أنه استثناء والوزير يقول نحن بعد الثورة ولا استثناءات على حساب الشعب ، وحين تعلم أن المدى المقرر للاستثناء قد انتهى ، وحين تعلم أن الاستثناء يعنى تفويت أموال بالملايين على هذا الشعب المسكين نتيجة عدم تحصيل رسوم البث المقررة على الجميع من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي ، وحين تعلم أنه لنفس السبب أو قريب منه أغلقت قبل الثورة القنوات الإسلامية ولم تصدر من أحدهم أي همهمة ولا بنت شفه ، وحين تعلم أن هذا الاستثناء يعني أن الناس ليسوا بسواسية وأن القانون يطبق على مجموعة فضائيات ولا يطبق على الأخرى بلا مبرر وبتمييز رهيب بين الناس ..
رغم هذا النور الساطع ، وهذا الوضوح القاطع ، يقول السيد الأستاذ الدكتورالمتخصص فى علم السياسة عمرو حمزاوي أن غلق دريم هو أحد صور تسلط الإخوان وإعادة إنتاج نظام مبارك وأنه ديكتاتورية وتحايل منهم لتكميم الأفواه ، قال السيد الأستاذ الدكتور ما نصه : " الإخوان يتحولون لحزب يقمع معارضيه بأذرع مختلفة " .... آه ياني .. طب أرد أقول إيه ؟ بلاش .. ردوا انتم .
ثانياً : الغرور والصلف والكبر العلماني : 
إن ما قاله السيد عمرو حمزاوي وما يفعله ليبراليو وعلمانيو التأسيسية بانسحاباتهم المتكررة ومحاولتهم اللحوحة لإفشال التأسيسية ومنطقهم فى عدم احترام الأغلبية وما أفرزته وتفرزه من قرارات بالأغلبية ، كل ذلك يؤكد حالة غرور وصلف وكبر علماني رهيب .
مشكلة العقلية العلمانية على طول عمرها هو هذا الداء ، إحساسهم المريض بأنهم هم الذين يفهمون ويفقهون ويحسنون التدبر والتدبير ، وأن أمثالنا من العامة والسذج والجهلاء – لأننا إسلاميون – لا نفقه ولا نحسن التدبير .
ومشكلتهم أنهم جالسون فى أبراج عاجية منعزلون عن الشعب وهمومه ، ولسوف يظلون بمثل هذا الصلف والغرور كذلك ، فدعهم فى عزلتهم يعمهون .
ثالثاً: العلمانية دين :
ولقد أثبتت هذه التصريحات وأخواتها أن العلمانية دين وعقيدة ، وأنت حين تراهم وهم يتخبطون يوماً بتصريح وموقف ، وفى اليوم الثاني بتصريح مناقض تماماً ، وموقف مغاير على الإطلاق لما اتخذوه بالأمس فلسوف تدرك معنى كلامي أن العلمانية دين .
خذ على ذلك دليل حين ترى مثل التي تسمى " فاطمة ناعوت " وهي تصرح أنها لا ترفض فكرة أن تتزوج ابنتها من مسيحي ، وحين ووجهت بذلك وهوجمت وعلمها من يهاجموها أن الدين الإسلامي الذي يفترض أنها تنتسب إليه يحرم ذلك ، إذا بها تقول وما المانع أن تتزوج ابنتى زواجاً مدنيا من مسيحى ، وأن عقلها العلماني لا يرفض ذلك ، وأنها مسلمة لأنها خرجت إلى الدنيا فوجدت أبويها مسلمين بالصدفة ، وأن جميع الناس كذلك .
أولم أقل لكم أن العلمانية دين ، وأن أمثال عمرو حمزاوي الذى لم ير واجباً على نفسه أن يعلم ابنته من زوجته الأجنبية الإسلام ، وأنه ترك لها الخيار لتكون مسيحية أو مسلمة هي وشأنها ، أليس هذا ديناً .
أوليس فعل علمانيي التأسيسية وتهديداتهم المتكررة دين ؟ أنا أزعم أنه دين ، هذا والله أعلى وأعلم .
رابعاً : حادثة أسيوط :
أما حادثة أسيوط ، فإن القلب فيها ليحزن والعين لتدمع على هذه الزهور التي قطفت اليوم ، وهوقدر الله ولا شك ، ولكن هذا الإيمان والاحتساب لا ينفيان المسئولية وضرورة محاسبة المتسبب عن هذه الجناية والكارثة ، هذا أولاً ، ثم العمل الجاد والحقيقى والملموس لتجنب مثل هذه المأساة فى المستقبل ، ولكم حاربنا وهاجمنا وانتقدنا الفاسد مبارك الذى تسبب فى مثل هذه الكوارث ولم يتخذ إجراء وقائى مستقبلي ..
وليسوا سواءاً ، فشتان بين مبارك الفاسد المفسد الحرامي الذي أفسد البلاد والعباد ، وبين الصالح مرسي الذى تسلم تركة خربة مهترئة لا يمكن إصلاحها أبداً بين يوم وليلة ، ولا يمكن لعاقل ولا منصف أبداً أن يحمل مسئولية ما حدث للرئيس مرسي .
وهذا هو ما يتيقنه العلمانيون وعلى رأسهم الأخ المزايد البرادعي الذى لم نسمع له صوتاً ولا حساً وغزة تقصف ليل نهار ، وصمت صمتاً مطبقاً ، وحين اتخذ الرئيس مرسي قرارات صارمة ضد اليهود لم نر له أثراً ، وقبلها عندما أقال الرئيس مرسي المجلس العسكري ملأت تويتراته النت أسفاً وحزناً ، على عكس الشعب المصري كله ، والآن يزايد على القطار وأنه لا يكفي إجراء إقالة وزير النقل ، يا سلام ، طب مسمعناش صوتك ليه يا حاج لما انت بتخاف على مصالح البلد كده أيام كارثة العبارة ولا مسرح بنى سويف ولا حوادث القطارات أيام المخلوع . طب ما هى دي من آثار المخلوع هي كمان ، عاوز تشيلها للريس مرسي ليه ؟
ثم أيضاً موضوع آخر لفت نظري فى تناقض هؤلاء العلمانيون ، عندما احتفل الإخوان بآيات قرآنية وأناشيد حماسية جهادية ثورية بذكرى أول سنة لثورة 25 يناير المباركة ، انهالوا طعناً وتجريحاً ولمزاً وغمزاً ، انظر لهم الآن وكل المصريين مشدودين لمباراة كرة بين الأهلي والترجي ويهللون ويفرحون لفوز الأهلي بالبطولة ، في يوم ملئت فيه بيوت أكثر من خمسين مصري حزناً وحسرة وكمداً على أرواح بريئة أزهقت ، ولم يتحدث أحد عن هذا التناقض ، ولو أرسل الرئيس مرسي تهنئة للأهلى بالفوز ، فانظر لكم النقد والشتيمة اللى هياخدهم بسبب هذا الموقف فى يوم حزن ، يعنى حلال لكل الناس حرام على مرسي .... ذلك كله سببه الهوى الذى هو عمى ...
خامساً : الهوى عمى :
مشكلة إخواننا العلمانيين أنهم لا يدركون حجم ما هم فيه من تخبط وعمى .
نعم إن الهوى عمى ، فما بالك إذا كان الهوى عن دين باطل ، وقع أصحابه في مجموعة أخطاء على رأسها أنهم عظموا عقولهم الشخصية على نصوص الوحي الشريف ، فعارضوا القرآن والسنة والسيرة المطهرة بعقولهم وأهوائهم المجردة فوقعوا فى التخبط .
وكم تمنيت أن أنظر لهؤلاء ، وأنا أقرأ لأساطين العلم عندنا نحن المسلمين بدءاً بتفاسير القرآن وشروح الحديث الشريف ومروراً بأقوال الصحابة والتابعين ومروراً بعلماء الفقه والأصول ، وانتهاءاً بأمثال شيخ الإسلام ابن تيمية ( فى سفره الجليل درء تعارض النقل الصحيح مع العقل السليم ) وأمثال تلميذه ابن القيم وأمثال الجبال ابن الجوزي والغزالي والذهبي والطبري والقرطبي وابن حجر والنووي وغيرهم ، وهم يتحدثون بفهم وفقه وعلم وعقل راجح يفوق أمثال هؤلاء الـــ  ؟
لم أجد لفظاً يعبر عنهم أمام هؤلاء الجبال ، فهم لا شئ ، نعم يمكننى أن أقول : عقل راجح يفوق أمثال هؤلاء اللا شئ ، فلقد أعماهم الهوى وأضلهم الدين العلماني البغيض عن رؤية الحق أو التبصر فيه ، فوقعوا فى ذل التناقض ، ووصم الشرفاء من الإخوان المسلمين بالديكتاتورية والفساد ، وصار حالهم كمن قيل فيها رمتني بدائها وانسلت .
-----------------


 
						
											 
 
					     
 
					     
									 
									 
									