م/ محمد شكري علوان

• أخبرنا القرآن الكريم – المحفوظ بكرم الله ولطفه من أي تحريف أو نقص – أن كيد الشيطان ضعيف ، وسجل القرآن ذلك بصيغة لا تقبل الشك أو التردد  قال سبحانه وتعالي ( ... إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) . صدق الله العظيم . إذن كيف استطاع إبليس عليه لعنة الله أن يفعل في بني أدم ما نراه ونحسه ونعيشه ، من استحواذ وإذلال ، وصرف عن طريق الخير والهداية ؟!!

 بل كيف  امتد الأمر لما هو أكبر وأشد , حتى صارت  ظهور العديد من بني ادم مطية لإبليس عليه اللعنة ، يركبها ويوجهها ، وجعل زمام الكثيرين  بيده ونفذ فيهم ما قصه القرآن الكريم في قوله تعالي ( لأحتنكن ذريته إلا قليلا ) ؟!!

• إنهم وكلاء الشيطان وأولياؤه من الجن والإنس ،  قد استحوذ عليهم وجندهم لتحقيق أهدافه وساقهم كالخراف حيت اكتسبوا الصفة الشيطانية،  فأصبحوا جند ً له وأتباع   " يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غرورا "

• نعم إن الطاغية والمستبد من بني البشر لا يختلف تكوينيا عن باقي البشر ، ومع ذلك  استبد بهم ، و استباح أموالهم وأعراضهم  ، وامتطي ظهورهم   ، كيف تم له ذلك ؟!  ، لا شك أن ذلك كله تم بأحد أمرين أوبهما معا ً، إما عن طريق وكلائه حيث يصبح له ملايين الأيدي والأرجل ممن جندهم للشر، أو  بطريق السكوت والذل من الرعية التي قبلت الهوان والدونية ، وكذلك فعل إبليس عليه لعنة الله ، قال تعالي : "  وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾  سورة ابراهيم 

• وكلاء إبليس في أمتنا
 وكلاء إبليس : قوم من جلدتنا يتحدثون بلغتنا ، يحاولون تحويل الأمة عن وجهتها ودينها وتراثها ، يعرقلون مسيرة النهضة ، ينشرون الفوضى الأخلاقية ، يدعون إلي مذاهب هدامة، ينشرون الحقد والكراهية بين أبناء الوطن ، يبغونها عوجا ، هدفهم الإفساد في الأرض والمتعة الفانية ، يخاصمون تعاليم السماء، ويحاربون شرعة الله

وكلاء إبليس: أناس انحرفوا عن الجادة ، مدلسون في كلامهم وأفعالهم ، يَعرضون جوانب الإسلام الحنيف عرضا غير علمي  ، مخالفا لحقيقة وروح الإسلام ويفسرون بعض أقوال علمائه تفسيرا ملتويا مغرضا ليصدوا الناس عن دين الله عز وجل .

وكلاء إبليس: نخب ما ندري من أي ماء شربوا ومن أي منهل أخذوا ، أصبحوا جنودا للشر ، قائدهم الغرب يأتمرون بأمره ، صاروا حربا علي أمتهم ودينهم ، سلما لإبليس والغرب ، انقلبوا أعداء لهوية الامة ودينها وللعقل المسلم الذي ينتسبون إليه.

وكلاء إبليس: قوم يحكمون الهوى ، ويخاصمون الوحي ، وينادون بفصل الدين علي الدولة .

وكلاء إبليس: قوم أصيبوا بمرض الاستخزاء، وابتلوا بنفوس ضعيفة يستقبحون ميراثهم وتاريخهم، يجهلون قدر هويتهم، ويستحسنون ما بأيدي الأعداء.

وكلاء إبليس: طبقة مترفة أعماهم الترف، لا يهمهم الخلاص الاجتماعي، ولا العدالة للبشر، همهم بقاء الوضع علي ما هو عليه، يحاربون كل تطور وتغيير، ليحافظوا علي مصالحهم وامتيازاتهم

• ومن مناسك الحج نجد العلاج
من مناسك الحج نتعلم  كيف حارب إبليس ووكلائه ، إنها الإشارات الكريمة تتعلمها الأمة وتذاكرها بدروس عملية سنويا ، حيث لا يري الشيطان أحقر ولا أذل منه في أيام الحج وخاصة يوم عرفة ، ثم تأتي الإشارة الكريمة المعلمة للأمة أنها في جمع ورمي الجمرات:

- في جمع الجمرات وإعدادها من المزدلفة دعوة لكل مسلم للاستعداد الكامل للدفاع عن قيمه مدينه وشرعته ضد إبليس عليه لعنة الله ووكلائه ، فوكلاء إبليس دائما خطر علينا كامن وداهم ، حيث محاولاتهم لا تقف عند حد.

- ومن موسم الحج ووحدة المشاعر نتعلم أن المقاومة لإبليس ووكلائه وجنده وحزبه لا تؤتي ثمارها إذا كانت فردية ، فماذا تغني بعض الحصوات ، ولكن الإصلاح الجماعي والمجتمعي هو السبيل إلي قهر هذا العدو لذا يجب إن يكون الرمي جماعيا

- ومع تعدد مواقع الرمي في الحج نعلم إن وكلاء إبليس يبدلون الأماكن والمواضع والصور والإشكال ، كما يغيرون الشعارات والرايات ، وقد   يرتدي أحدهم ثوب الناصح الأمين وهو العدو اللدود فاحذر

إن وكلاء إبليس في بلادنا كُثر،  قد بدت من أفواههم البغضاء والحقد والحسد علي دين الله عز وجل ، وندرك بان ما تخفي صدورهم أكبر ، ودائما سيظل القران يطاردهم " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" ، "انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا"

حفظ الله مصر وشعبها وتقبل من حجاج بيته