د/ محمد صبحى رضوان
رأينا تجربة فريدة فى مصر ولا أبالغ اذا قلت انها التجربة الوحيدة فى تاريخ مصر الحديث التى يتم فيها بشكل معلن وشفاف انتخابات رئيس لأكبر الأحزاب المصرية الآن وهو حزب الحرية والعدالة فى جو من الصفاء والحب والإخاء .
وللحق عندما تابعت المشهد إنشرح صدرى وسعدت سعادة كبيرة خاصة أن الفائز وهو الدكتور الكتاتنى أول ماذكر فى كلمة تتويجه رئيسا للحزب هو اسم منافسة الدكتور عصام العريان وهذا أضاف للمشهد بعد رائع لما يجب ان تكون عليه المنافسة السياسية واعتقد ان ذلك ايضا نتاج لتربية راقية فى مدرسة الاخوان المسلمين.
وقبلها بالامس صرح الدكتور الكتاتنى انه لو فاز فلا يمكن أن يستغنى عن الدكتور عصام العريان فهو جدير بأن يكون له دور مهم فى ظل رئاستي للحزب .
وبنظرة تحليلية سريعة هناك عدة أمور أدت الى هذه النتيجة أجملها فى الآتى :
- الصورة الذهنية الرائعة التى تركها الدكتور الكتاتنى أثناء توليه رئاسة مجلس الشعب والقدرة الإدارية الجيدة التى لمسها المتابع فى شخصيتة.
- احساس المحيطين بالرجل بقدرته على الاحتواء والاستيعاب وهذا عامل نفسى مهم لعب دورا كبيرا فى ترجيح كفته.
- الآمال التى يعقدها اعضاء الحزب على الدكتور الكتاتنى فى النهوض بالحزب وانتشاله من الوضع الحالي الذى لم يكن يتمناه أو يتوقعه أعضاؤه والذى سبب حرجا كبيرا فى الشارع مع طوائف عديدة من الشعب المصري , وهذا يمثل تحديا داخليا كبيرا يرى الاعضاء ان الدكتور الكتاتنى مؤهل للتعاطى معه بشكل أفضل .
- فى المقابل أتيحت للدكتور عصام فرصة جيدة وهو قائم بأعمال رئيس الحزب فلم يلمس المنتمين للحزب أي تطور أو تغيير ناهيك عن رجل الشارع العادي , صحيح المرحلة كانت ملتبسة فى كل الاتجاهات وفى القلب منها السياسي لكن هذا لا يعفيه من المسئولية
- كانت الفترة التى ذكرتها سابقا فرصة مواتية للدكتور العريان ليظهر كفاءة عالية وادارة جيدة يعبر بها عن نفسه ولكن للأسف لم يحسن استغلالها .
- أخذ البعض على الدكتور العريان كثرة تنقله على الفضائيات وهذا شيئ لايعيبه ولكن للاسف كان يستدرج واحيانا يتطوع للادلاء بأراء كانت تعتبر بالنسبة لخصومه السياسيين وخصوم حزب الحرية والعدالة هدايا ثمينة قدمها لهم على طبق من فضة, كما كان يقحم نفسه أحيانا فى حوارات فضائية فى بعض القضايا وعن بعض الشخصيات والتيارات السياسة كانت تؤثر عليه بالسلب , بالطبع كلها مواقف كانت تأخذ من رصيده وتجر البساط من تحت قدميه .
- صحيح يتمتع الدكتور عصام بحيوية الشباب والقدرة الجيدة على الحديث وهذا من وجة نظرى جعل بعض أعضاء المؤتمر العام قلوبهم معه وعقولهم مع منافسه وبالطبع فى السياسة ترحج كفة العقل على القلب .
بفيت نقطة أخيرة وهي ان جميع الآمال التى عقدها اعضاء المؤتمر العام ويعقدها أعضاء الحزب الربعمائة ألف منعقدة على الدكتور الكتاتنى للنهوض بالحزب بشكل عاجل و اعادة تنظيمه وهيكلته وتنمية موارده داخليا مع الزيادة المضطردة فى عدد أعضائه , ثم القدرة على الانفتاح على جميع القوى والتيارات والأحزاب السياسية خارجيا مع العمل على تقديم الخدمات الممكنة لطبقات الشعب الكادحة وذلك حتى يستطيع الحزب احراز الاغلبية التى تمكنه من تشكيل الحكومة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة .
وبلاشك كلها تحديات تواجه رئيس حزب الحرية والعدالة الجديد فهي ياترى سينجح فيها ؟ هذا ما نتمناه وماستثبته الأيام المقبلة .

