حازم سعيد :
هذه هي المقالة الثانية التي أتعرض فيها لتصرفات وخطوات وأفعال وردود أفعال بعض مدعي الثورة ، وأرصد فيها توالي سقوط الأقنعة ، أستعرض فيها تناقضاتهم وتآمرهم على الثورة ، وإن شئت فقل أعماهم المرض والغرض فعارضوا وتآمروا كرهاً فى الإخوان وفى رئيس من الإخوان ، حتى سقطت أقنعتهم وظهروا ضمن قافلة الفلول ، وأبسط الدلالات على ذلك أن رئيساً لم يمر عليه فى الرئاسة مائة يوم يتآمرون عليه بهذه الصورة ويلوون أعناق الحقائق حتى أن البدوي يصرح فى أحد مؤتمراته أن الحكومة التي لم تتجاوز المائة يوم بالكاد مر عليها ستة أشهر ؟!!!
أكد التآمر الاجتماع المفضوح الذى شهده مطلع هذا الأسبوع بين ساويرس وبهجت والبدوي وحسن راتب ومحمد أمين ملاك الفضائيات والصحف : المحور والحياة والدستور ودريم والصباح وسى بى سى ومودرن والوطن والأون تي في واليوم السابع ومصراوي ... الخ ، ونفا البدوي المشاركة فيه لاحقاً ، وهو الاجتماع المغلق والذى أعقب أزمة النائب العام بساعات واجتهد المشاركون فيه الحفاظ على سريته وعدم تناول ما طرح فيه بالإعلام .
لنا مع الفضائيات والصحف ومواقع النت التي يملكها هؤلاء ومع برامج التوك شو التي تتناول الإخوان وتتناول الرئيس مرسي - بالنقد والتجريح والإهانة وقلب الحقائق ولوي أعناق النصوص والأفعال - هذه الوقفات :
- تزامن الموضوعات واتحاد طريقة تناولها :
لقد رصدت بمفردي أكثر من عشرة مواقف على مدى أسبوعين تزامنت فيه طريقة الطرح والتناول لعدد من القضايا كانت صادمة بالنسبة لي – كمتابع – وسر الصدمة أني لم أكن أتصور درجة الجرأة ( وإن شئت فقل البجاحة ) لكي يصل التآمر والدس لهذا المستوى من الوضوح والعلانية .
ولو أنها موضوعات ساعة لقلت أنها مصادفة لأن موضوع الساعة يفرض نفسه ، ولكنها موضوعات لو قدر لواحد أن يتناولها فلا يمكن أبداً أن يتزامن معه فيها خمسة أو ستة فى آن واحد ، حتى ما هو من موضوعات الساعة ، لو شاهدت فضائية ونظرت لكيف ينقدون الإخوان ، وكيف ينقدون الرئيس مرسي ، ثم انتقلت لقناة أخري وأغمضت عينك حتى لا تشاهد الوجوه الجديدة واستمعت ، لما أحسست بأنك غيرت القناة ، أسوق لك أكثر من مثال ، ولو أردت أن تبحث للأمثلة عن أدلة عينية تستطيع أن تذهب لجوجل أو اليوتيوب وتكتب عنوان ما أسوقه لك من موضوعات :
أولاً : الحديث عن شعبية الرئيس غيرذات مرة ، والغريب أنهم حين يتناولون الموضوع تجده فى نفس اليوم وعلى نفس القنوات وفى نفس الصحف وكله بطريقة واحدة تتحدث عن انهيار أو انخفاض ( فى أحسن الصور) شعبية الرئيس ، والتماس شواهد لانخفاض الشعبية ، والإتيان بمن يطلقون عليهم ( باحثين ) ليدللوا على هذا الانخفاض ويحللوا أسبابه ... الخ .
على أفضل الأحوال حين يريدون أن يصبغوا أنفسهم بالحياد ، ولو كنت متابعاً ، أو لم تكن وبحثت على جوجل كما دللتك فستجد ما أرصده لك صحيحاً مائة بالمائة ، أقول لو أرادوا ان يصنعوا هالة من الحياد فستجد أن عنوان التحقيق عن شعبية الرئيس يتسم بالحياد ، ثم تجد داخل التحقيق سماً زعافاً ، حيث سترى أن الذى يؤيد الرئيس هو أقل القليل وكلماته مبتورة ، وسترى أن الذين يرون أن شعبيته تنخفض أو أنهم لن يؤيدوا الرئيس لاحقاً هم الكثرة الغالبة .
ثانياً : إظهار موقف الرئيس مرسي مع النائب العام على أنه عجز من الرئيس مرسي وضعف فى الشخصية وأنه هزيمة من قبل الزند والنائب العام وأنصارهما ، مع التجاهل التام لبيان المستشار مكي وزير العدل ، وهو البيان الذي وضح فيه قبول النائب العام لمنصب سفير الفاتيكان ، وأنه هو الذى ( رجع فى كلامه ) ، والسكوت التام عن الموقف الرائع للرئيس مرسي بقبول التماس مجلس القضاء بعودة النائب العام لمنصبه والموافقة على رغبته فى ( الرجوع فى كلامه ) ، وعدم الحديث إطلاقاً عن احترام الرئيس مرسي لعدم تغول السلطة التنفيذيةعلى القضائية واعتبار أن ذلك لم يكن .
ثالثاً : إظهار الإخوان بأنهم المعتدون فى يوم جمعة " كشف الحساب " ، وأنهم هم الذين حطموا منصة التيار الشعبي رغم عدم وجود دليل واحد ، والصمت التام والمطبق عن حرق أوتوبيسات الإخوان وتجاهل قذف الإخوان بالحجارة وبالطوب ، والاستهبال فى افتراض أن ميدان التحرير ملك لتيارات بعينها وأنه لا يجوز للإخوان النزول معهم وجعل هذه الفرضية منطلقاً للهجوم على الإخوان ( بغض النظر عن رأيى الشخصي حول خطأ الإخوان فى اجتهادهم بالنزول للتحرير يوم جمعة الحساب ) .
رابعاً : الهجوم على الجمعية التأسيسية ، وفرض شائعات حولها بدءاً من تشكيلها والهالة التي أحاطوا بها الجمعية وأنها حازت سيطرة الإسلاميين ، ومروراً بمواد موهومة لم يقترحها أحد وعمل مناظرات حول هذا الإفك المنسوب للجمعية لتخطيئها ( فيما لم تفعله ) ، وسبق أن ذكرت لك فى مقال سابق موقف محمود سعد ومنال عمر حول هذه القضية كمثال .
الأمثلة التي ضربتها لك عزيزى القارئ مجرد عينة من أكثر من عشرة مواقف رصدتها خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر ، والذى يهمني فيها هو التزامن وطريقة التناول والطرح والملاحظات ، ونمطية الأداء لمقدمي البرامج المختلفة أو التحقيقات والتقارير الصحفية التي تعرضت لهذه الموضوعات ، والتي كلها بلا استثناء ضد الرئيس مرسي .
- وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح :
بعيداً عن موضوع التزامن سوف تجد سمتاً عاماً لكل هذه الفضائيات والبرامج والصحف فيما يتعلق بالسكوت عن أية إنجازات للرئيس وعدم تناولها أو طرحها بالنقاش وافتراض مرورها كأن لم تكن ، وإن حدث وفضحهم الرئيس بخطاب أو كلمة أظهر فيها بعضاً من قراراته أو إنجازاته مثل إسقاط الديون عن الفلاحين فستجد الصمت التام وعدم التناول أو التعرض أو التحليل وإغماض العين والقفز لما بعد ذلك المنجز ، على هذا فقس عشرات الإنجازات والمواقف التي قام بها الرئيس مرسي خلال الفترة الماضية من مثل جلب الاستثمارات وأية اتفاقيات تخص ذلك ، وملف الأمن الذى تحسن بصورة مبهرة ، بخلاف عشرات القرارات اليومية للرئيس فى كافة المجالات ، كان يطبل للمفسد المخلوع لأجل ما هو عكسها أياماً وشهور ، والآن لأن صاحب الإنجاز هو الرئيس مرسي صاحب الأجندة الإسلامية الإخوانية ، فلا تجد سوى الصمت التام والموت الزؤام كسكوت شهرزاد عن الكلام المباح سواءاً بسواء .
- استضافة شخصيات إخوانية ضعيفة :
وهذه جريمة يشاركهم فيها بعض رموزنا ، والقصة تبدأ بمصادفة تقود الضيف إلى أحد حلقات التوك شو ( سواءاً لعلاقة مع معد برنامج أو مخرج أو موقف شارك فيه ويعلق عليه ) ، فما أن ( يخطئ ) أو ( يعك ) الضيف الإخواني ، أو يظهر عليه بعض الارتباك أو الضعف أو عدم القدرة على أن يجاري الضيف اللسن المتحدث المرتب فى أفكاره والذى لا يقاطعه المذيع مما يسهل عليه عرض فكرته ، مع ظهور ضعف صمود الضيف الإخواني أمام مقاطعة المذيع أو المذيعة .... أقول : ما أن يحدث ذلك إلا وتجد هذا الضيف الإخواني هو النجم البارز على المحطات الفضائية لمدة أسبوع أو شهر مقدم ، كل يوم ستجده يطل عليك من شاشة من الشاشات ، ومع كل يوم يرتفع عندك ضغط الدم ، ويكسب الضيوف الناقدون جولات ضد فكرة لم يحضر من يمثلها ، وتشوش الحقائق لدى الناس بل تنقلب ، لأن الإخوان لم يحضروا الجولة من الأساس .
هؤلاء خبثاء ويتحركون بخطط واضحة وبمكر وبتدبيرٍ بليل ، ولا تقودهم الصدفة أو العشوائية مثلما يفعل للأسف بعض رموزنا الذين ينبغى علينا أن نوجه لهم كلمة أدخرها لنهاية المقال .
- الفرضيات والمسلمات وتحليلها :
واستمراراً لمسلسل الخباثة يقوم مقدموا البرامج أو مستضافوهم ممن يطلق عليهم ( باحثون ومحللون وخبراء ومتخصصون ومدققون ) بفرض فرضيات وتقعيد قواعد بعينها وادعاء أنها نتيجة بحثية ، والاستهبال فى طرحها والدندنة حولها والكلام عن أنها قناعة وحقيقة راسخة وأنها الشمس فى رابعة النهار .
ذلك الغيم الذي يصوروه لنا شمساً يطنبون فى أسبابه وفى نتائجه وفى دلالاته رغم أنه خيال محض ، وكذب مفترى .
تلك سنة دائمة ، أتمني لك إن كنت مدمناً على مثل تلك البرامج ( عافاك الله منها كما عافاني - ولولا ضرورة توظيفى الإخواني لما شاهدتها أبداً ) .. أقول : لو كنت مدمناً مثل تلك البرامج فستجد بين طيات كلمات المذيعين أو الضيوف الناقدين للفكرة الإخوانية دائماً تلك الفرضيات وحالة الاستهبال فى تناولها والتعامل معها فى كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة .
- أدب الحديث والمقاطعة :
وهي النقطة الأخيرة فيما أرصد لك فى هذه المقالة – قارئى الكريم – وخلاصتها أنه حين يتحدث معارض الإخوان فالسكوت المطبق هو الحل من مقدم البرنامج ، ولو أردت أن تتعلم أدب الحديث ورقته وذوقه وفنه فعليك أن تتخير فترات حديث معارض الإخوان والرئيس مرسي أو ناقدهم ، ولسوف تتعجب من الحمل الوديع الذي يقدم البرنامج لدرجة أنك تخاله لا يتنفس أثناء حديث العلامة الفهامة الباحث المحلل المدقق الذي يكيل التهم ويفرض الفرضيات ضد الإخوان .
أما إن أردت أن تتعلم الشراسة واللجاجة والخصومة والمجادلة فعليك أن تتحين حديث الضيف الإخواني ، وستجد حصافة المذيع الذي لا يترك لفريسته القابعة أمامه أي فرصة لإكمال جملة واحدة ، أو فكرة معبرة ، العجيب أن هذا السلوك المتناقض يصدر فى نفس الجلسة ويتكرر مرات بنفس النمطية مع قدرة رهيبة على تبديل الدور فى نفس الوقت بسرعة متناهية ... والرابط الذي أسوقه لك فى نهاية المقال عزيزى القارئ هو مجرد عينة عشوائية ساقها القدر فى طريقي ضمن عشرات بل مئات ، لو تخيرت لك أحدها عشوائياً فستجد ما أحدثك عنه يطبق كالنظرية على الجميع ، وأنا أرجوك أن تستمع للحلقة وتقرأ الملاحظات التي أسوقها لك قبل الرابط وتتدبر فيها ...
- همسة فى أذن رموزنا الإعلاميين :
وبها أختم ، حيث أنك أيها الرمز الإعلامي الإخواني تسئ إلى دعوتك أكثر مما تحسن بقبولك ضيافة هؤلاء دون الرجوع إلى قيادتك ، ودون أن تكون معداً ومدرباً ، ورغم أنك تحدث لغطاً فإنك تعيد الكرة وتقبل الاستضافة ، لا أملك لك إلا أن أذكرك أنك بهذا تهدم الثغرالذى أوقفت نفسك عليه دون أن يوقفك أحد ، تريث أخي الكريم واعلم أن هؤلاء معهم السم الزعاف ، ولا يستضيفونك حباً فيك ولا لأن عندك فكراً تقدمه ، بل يستضيفونك لضعفك ، فاتق الله فينا وفى دعوتك ودع المجال لغيرك ممن يحسن ، وهنا لن أستعرض بالطبع أسماء من يسئ ، ولكني يكفينى أن أدلك على نماذج ممن يحسنون لعلك إما أن تقتدي بهم أو – وهوما أندبك إليه – تتوقف حتى تهيئ نفسك وتدربها ويشهد لك ذوو الخبرة والكفاءة فى هذا الباب بأنك تستطيع ، حينها وحينها فقط سنقول لك جميعاً أقدم وعلى بركة الله ، أما الآن .... فلا ...
أدلك على نموذج حوار الدكتور عصام العريان الأخير مع فضائية دريم ، والذى ألقم فيه الإعلام حجراً ضخماً ، والثاني نموذج الدكتور البلتاجي بقناة صدى البلد ، والذى كان فيه هادئاً متزناً يعلم ما يقول .
------------
رابط حلقة الأون تي فى ( وهي عينة واحدة لها أخوات بالعشرات إن لم يكن بالمئات ، رجاء أن تلاحظ فيها عدة ملاحظات : مستوى الضيف الإخواني وطريقة طرحه للموضوعات ، مساحة سكوت المذيعة الواسعة حين يتحدث الضيف الذى وجه النقد للإخوان وللرئيس مرسى وفرض فرضيات حول ضعف شعبية الرئيس مرسي وهاجمه هو والإخوان ، وفى المقابل كم المقاطعات التي قامت بها أثناء حديث الضيف الإخواني وتشتيته الرهيب بالمقاطعة فى كافة الاتجاهات ، والملاحظة الأخيرة التي أرجوك أن تتأملها هي الفرضيات التي أسستها منذ مقدمتها التى حاولت فيها أن تكون محايدة ثم تصدمك فى نهاية المقدمة بفرضية انهيار شعبية الرئيس وأن لها أسباب ، وكذلك الفرضيات التي يقوم بها الذى قالوا عنه أنه باحث ومحلل وما يلقيه كمسلمات حول شعبية الرئيس وحول الإخوان ) :
رابط حوار الدكتور عصام العريان مع دريم :
رابط حوار الدكتور البلتاجى مع صدى البلد ( الجزء الأول ، وبقية الأجزاء على صفحة رولا خرسا على اليوتيوب ) :

