حازم سعيد :

المدعو إبراهيم عيسى والمشهور بـ " أبو حمالات " قام هذا الأسبوع بتقديم مذكرة اعتماد إفلاسه الفني والمهني والخلقي بعد أن أعيته الحيلة وعجز عن كل نقدٍ موضوعي يمكن أن يقدمه للرئيس أو للحرية والعدالة أو الإخوان ، بسخريته من الرئيس هو والمدعو عمرو سليم رسام الكاريكاتير بسخريتهم وكلامهم عن قفا الرئيس ومحاولتهم رسمه والتندر على ذلك  .

من المشهور عندنا نحن زمرة مثقفي هذا البلد أن أبا حمالات هذا صنيعة جهاز مخابراتي هو وبكري وهي الرتبة الأولي فى سلم مخبري الإعلاميين ، يليها الدرجة الثانية وهم صنيعة أمن الدولة وعلى رأسهم صحفي الجنس الذي أراد ألا ندافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ليس مصرياً .. وهو الكاتب الذي أدمن الحديث عن الفضائح الجنسية للفنانات والمشاهير .

 

لماذا يسخرون ؟

لأنهم لا يطيقون الفكرة الإسلامية بحالٍ من الأحول ، الإسلام الذي يشيع مراقبة الله سبحانه وما يستتبعها من تطبيق قيم الحق والخير والحرية والعدل والجمال بين البشر ، هؤلاء لا يطيقون الطهارة الخلقية ، ولا يملكون جرأة البعد عن المعاصى والفتن والشهوات ، لذا آثروا أن يحاربوا كل من ينشر هذه الأفكار الراقية بين الناس ، ناهيك أن يملك سلطة تطبيقها بالحكمة والموعظة الحسنة بين الخلق ، وبتدرج غير ممل يضمن حب الناس لهذه الفكرة واعتناقهم لها ، بل وأكثرمن ذلك الجهاد فى سبيلها وتبنيها والدفاع عنها بما يملكون من أوقات وأعمار وأنفس وأموال .

إذا سادت هذه القيم فلا مجال للشهوات والمثيرات غير الأخلاقية التي يمكن أن يرتعوا فيها ، وهذا ما لا يطيقون .

وإذا طبقت هذه الأخلاق فلن يوجد مجال للواسطة ولا المحسوبية ولا الرشاوي ولا التربح من خلال المنصب أو المكانة الإعلامية ، وستختفى السبوبة التي ينعمون بها ، فلا مجال إلا للدفاع عن هذه السبوبة .

إذا تغلبت قيم الحق والخير والفضيلة والتزكية والنماء والتراحم بين أفراد المجتمع فلا مجال للبيزنس الخفي ولا لابتزاز الآخرين ، ولا مجال لحفلات التعارف والابتزاز والتهديد بالفضائح ، ولا مجال للأعمال الخلفية فى المدن والقرى السياحية ، ولا مجال للهدايا العينية التي تسد لسان الإعلامي عن الهجوم ، لأن القيم هي التي تحكم المجتمع ، وهذه قيم تحرم هؤلاء من الدنيا التي يعيشون فيها ، فأنى لهذه القيم أن تسود ، إنها صيحة يطلقونها على غرار صيحة حيي بن أخطب الشهيرة والتي أطلقها فى حق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : " عداوته ما حييت " .

 

دلالات السخرية :

السخرية بهذا الشكل السمج من رئيس الجمهورية الذى لم تمر مائة يوم على تربعه على عرش البلاد ، هي أكبر دلالة على إفلاس هؤلاء .

نعم كنا نسخر من الرئيس السابق ، وطالما " قطعناه " سخرية واستهزاءاً ، وطال الأمر معنا سنوات ، حتى أن بعضنا اخترع مزحات رياضية أحياناً لنثبت بالأرقام والمعادلات أنه كان ينتمى لبعض فصائل الحيوان ، ولكن هذا يختلف عن ذاك ، فلقد كنا نعارض بمنطق وحجة ومن كثرة ما كنا نسوق من الدلائل والحجج كنا نحب أن نخرج من " الخناقات الذهنية " الجادة والرهيبة وننطلق إلى عالم النكات والضحك والترفيه لنخفف عن عقولنا زحمة المشاغبة والجدال .

وكنا نملك من الحجج والبراهين والاستدلالات ما يكفي لأي إنسان أن يقتنع بفساد وفشل الأنظمة السابقة ، أما الآن فالنظام لم يملك ولم يحكم بعد ، وما زال فى طور تطهير البلاد من عشش وأكمنة الفساد التي خوخت وضربت فى جذور وأعماق كل التشكيلات والهيئات الإدارية لكافة أنواع المجالس والنظم والإدارات والوزارات التي تحكم مصر .

ثم إن القرارات التطهيرية والإصلاحية الجادة التي اتخذها الرئيس مرسي قطعت السبيل على كل من يريد أن يطعن فيه وفى شرعيته أو فى قدرته على إحكام الأمور ، والقرارات التي اتخذها الرئيس مضت بنا سبلاً وطرقاً من الأمل والتفاؤل فى المستقبل وأخذت بلب ووجدان كثير من المصريين ، المعارض قبل المؤيد .

وسعة الحركة التي يقوم بها الرئيس فى الداخل والخارج ، فى مجال السياسة أو فى أنظمة الاقتصاد أو على الجانب الاجتماعي .

فى مجال تطبيق قيم العدل والحق والإنصاف ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، وآخر ذلك تكريم عائلات الراحلين السادات والشاذلي اعترافاً بدورهما فى حرب أكتوبر ، واستضافة هؤلاء الأهل وإعزازهم ونقل تقدير الرئيس – بخلفيته الإخوانية – لهؤلاء الأشخاص ، ثم زيارة الرئيس لرفح وتكريمهم للمسيحيين وتأمينهم على أنفسهم وممتلكاتهم ، بما فى مثل تلك المعاني من جذب لقلوب الناس واقتناعهم بشخصية الرئيس العادل المنصف .

كل ذلك لم يعطي مجالاً للمشككين أو المعارضين لأن يجدوا حجة أو منطقاً أو براهين يسوقونها لمعارضة الرئيس ، فأعيتهم الحيلة وأعجزتهم البلاغة واضطرتهم للسخرية بهذا الشكل الفج والمنعدم للأخلاق .

دلالة أخرى لهذه السخرية هي سوء خلق وفساد طوية هؤلاء المطبلين ، عملاء المخابرات ، وببغاوات النظم السابقة ، والذين صنعوهم على أعينهم ليتخذوا شكل معارضة كرتونية لإلهاء الناس وتفريغ كبتهم بهذه المعارضة التي لا تقدم ولا تؤخر ، حتى إذا أراد الناس أن يثوروا وجدوا فى حفنة الكلام الفارغ الذي يسوقونه متسعاً ومتنفساً يفرجون فيه همهم ، وتخف وطأة ثورتهم .

سوء الخلق والفجاجة وانعدام الرؤية المهنية ، واختلال المنطق ، دلالات أخري حية لهذه السخرية .

 

كيف نرد على سخريتهم ؟

أما كيف نرد على سخريتهم ، فلذلك إشارة ثم إجابة .

أما الإشارة فهي أن هؤلاء أتفه قدراً وأحقر شأناً من تكلف الرد عليهم ، كل ما فى الأمر هي أن يلقموا حجراً بمثل هذه المقالة ، ليكونوا كالكلب الذي تلقمه حجراً حين يعوي عليك ، فتخيفه الحجارة ويعطيك ظهره وينصرف لا يلوي على شئ .

فإليكم أيها المفلسون هذه المقالة ألقمكم بها فكفوا عن عوائكم وانصرفوا مأزورين غير مأجورين ، مشتومين محقرين لا مشكورين.

ثم إجابة تتلخص فى فكرة واحدة ، وهي أن نكون جميعاً نحن أنصار الرئيس مرسى ، ونحن أبناء ثورة يناير المباركة ، وأخص بعد التعميم فصيلاً منها بل فى قلبها ، أعني أبناء الإخوان المسلمين ، وأبناء الحرية والعدالة ، علينا أن نكون جميعاً يد واحدة تعمل وتبنى بجدٍ لإنجاح مشروع الرئيس مرسي ، ومشروع النهضة الذي سخروا منه .

إن علينا أن نكون " قوم عمليون " فنعمل جادين ولا نلتفت لهذه الترهات والسفالات والبذاءات ، وعلينا أن نتكاتف لإنجاح البلد فى كل الميادين اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ، ولنكن جميعاً – كل فى ميدانه ومجال  عمله – جهازاً منتجاً  بناءاً رقابياً قوياً يعمل ضد أنظمة السرقة والفساد التي عششت فى هذا البلد ومنها الإعلاميون الفاسدون كأمثال أبى حمالات .

---------------