في صرخة إنسانية تحمل كل معاني الألم والخوف والرجاء، أطلقت والدة الطالب عبد الرحمن محسن السيد عباس الزهيري مناشدة عاجلة إلى جميع المسؤولين للمطالبة بإنهاء معاناة تمتد منذ أكثر من ست سنوات وأربعة أشهر، عقب اختفاء نجلها واحتجازه وهو لا يزال قاصرًا دون محاكمة أو السماح لأسرته بزيارته أو الاطمئنان عليه.
"أريد أن أعيش ما تبقّى من عمري وأنا أرى ابني"
الأم حُرمت من ابنها الوحيد بين البنات”، قالت إن ابنها عبد الرحمن كان يبلغ سبعة عشر عامًا فقط حين تم توقيفه في 29 أغسطس 2019 بينما كان طالبًا في الصف الثاني الثانوي. وأضافت أنه تم اقتياده من الشارع، قبل أن يبلغهم الأمن الوطني لاحقًا بأنه محتجز لديهم، دون توضيح الأسباب أو المكان أو وضعه القانوني.
واليوم، وقد أوشك الابن على بلوغ الرابعة والعشرين، تقول والدته إن سنوات احتجازه مضت دون محاكمة، ودون حتى السماح للأسرة برؤيته رغم مناشداتهم المتكررة.
مرض ومعاناة وانتظار لا ينتهي
تروي الأم بصوت يملؤه الانكسار أنها خضعت لعمليتين في القلب خلال فترة احتجاز ابنها، وتعيش اليوم بقلق دائم:
“نفسي أطمن عليه.. آخده في حضني. هو ابني الوحيد. عايزاه يعيش حياته ويتعلم ويكبر وسط أهله، ويكون سندًا لأخواته البنات، لا عبئًا على أحد.”
وتضيف أن حرمانه من التعليم، ومن حياته الطبيعية، ومن أسرته، ومن أي عملية إعادة تأهيل، هو عقوبة لا يتحملها شاب كان مجرد طالب في مرحلة الدراسة الثانوية.
توجّهت الأم بندائها إلى عبدالفتاح السيسي، مطالبة بالنظر إلى حالة ابنها بعين الرحمة، والعدل، والإنصاف، وإعمال سلطات العفو الرئاسي لرفع الظلم عنه.
وتقول في مناشدتها: “نطلب أن يعفو عن زلات أبنائه حتى لو أخطأوا، وأن ينظر إلى الشباب بعين الرحمة. ابني قضى أكثر من ست سنوات محرومًا مننا ومن حياته.. أرجو أن يُمنح فرصة ليعود إلى بيته ويتعلم ويفيد وطنه.”
تضامن حقوقي
من جانبه، أعلن مركز الشهاب لحقوق الإنسان تضامنه الكامل مع مناشدة الأم، مطالبًا بالكشف الرسمي عن مكان احتجاز عبد الرحمن، وتمكين أسرته من زيارته، والإفراج الفوري عنه، باعتبار قضيته مثالًا صارخًا على طول فترات الحبس دون محاكمة، وما يترتب عليها من آثار نفسية واجتماعية قاسية على العائلات.
قضية تتجاوز شخصًا واحدًا
تمثل قصة عبد الرحمن نموذجًا لفئة واسعة من الشباب المحتجزين دون محاكمات واضحة أو إجراءات قانونية مكتملة، ما يدفع أسرهم إلى الظهور بمناشدات إنسانية متكررة، تطلب ما يعتبرونه حقًا أصيلًا: معرفة مصير أبنائهم ورؤية العدالة تتحقق.

