لا يزال الغموض يحيط بمصير الطالب محمد صبري عبد الحميد عبد العزيز، طالب كلية العلوم بجامعة القاهرة، والذي دخل عامه السادس في دائرة الاختفاء التام بعد نقله عام 2019 من محبسه إلى قسم بولاق الدكرور تمهيدًا للإفراج عنه، لتختفي آثاره منذ تلك اللحظة دون أي معلومة رسمية حول مكان وجوده أو وضعه الصحي.
بدأت قصة محمد في يناير 2016 حين جرى توقيفه، ليتعرض بعدها لمرحلة من الاختفاء القسري استمرت ثلاثة أشهر كاملة قبل ظهوره لأول مرة أمام نيابة أمن الدولة. ومنذ ذلك التاريخ، دخل الشاب في سلسلة محاكمات ممتدة استمرت أكثر من ثلاث سنوات، قبل أن يصدر بحقه حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات على خلفية اتهامات تتعلق بـ"الانضمام".
ومع حلول عام 2019 وبلوغه نهاية مدة محكوميته، كانت أسرته تنتظر خروجه، لكنها فوجئت، وفق ما ترويه، بعدم وجوده في أي من المقار الأمنية عقب نقله من محبسه إلى قسم بولاق الدكرور، حيث كان من المفترض إنهاء إجراءات الإفراج. ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخباره نهائيًا، لتتحول القضية إلى واحدة من أطول حالات الاختفاء المرتبطة بطلاب الجامعات المصرية.
تقول الأسرة إن حياة محمد ومستقبله "ضاعت" بالكامل، مشيرة إلى أن كل محاولاتها للبحث عنه في السجون والأقسام والمقار الرسمية لم تسفر عن أي معلومة. وتؤكد أن غياب الرد الرسمي يزيد مخاوفها حول حالته الصحية والنفسية، خاصة بعد مرور سنوات طويلة على اختفائه.
وفي هذا السياق، جدّد مركز الشهاب لحقوق الإنسان مطالبه بكشف مصير الطالب المختفي منذ سنوات، مؤكدًا أن استمرار هذا الوضع يعد انتهاكًا صارخًا للقانون والدستور والمواثيق الدولية. وشدد المركز على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لكشف حقيقة ما جرى للشاب وإنهاء معاناة عائلته الممتدة.
ويطالب المركز بـالخطوات الآتية:
- الإعلان الفوري عن مكان وجود محمد صبري وتمكين أسرته ومحاميه من التواصل معه.
- فتح تحقيق جاد وعاجل في واقعة اختفائه بعد انتهاء مدة عقوبته بشكل رسمي.
- ضمان عدم تعرضه للتعذيب أو سوء المعاملة, وحفظ حقوقه القانونية والإنسانية كاملة.
ومع مرور السنوات دون أي بارقة أمل أو توضيح رسمي، تتزايد المخاوف الحقوقية والإنسانية بشأن مصير محمد، الذي تحول من طالب جامعي يحلم بمستقبل علمي إلى حالة غياب مطلق لا يعلم أحد نهايتها.
https://www.facebook.com/elshehab.ngo/posts/1252630620244716?ref=embed_post

