شهد البيت الأبيض ليلة سياسية–رياضية استثنائية، بعدما شارك نجم كرة القدم العالمي كريستيانو رونالدو في حفل عشاء رسمي بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مشهد عكس تداخل الرياضة بالدبلوماسية وصنع النفوذ العالمي.
جاء حضور رونالدو وسط اهتمام إعلامي واسع، خصوصاً بعد أن وصفت الإدارة الأمريكية استضافته بأنها “شرف”، وفق تصريحات لترامب قبل بدء الحفل. وقال الرئيس الأمريكي إن وجود رونالدو، باعتباره اسماً عالمياً وصورة بارزة في الدوري السعودي، يعكس ما اعتبره “دوراً محورياً” في التحولات التي تشهدها المملكة في مجالي الرياضة والترفيه.
دبلوماسية الرياضة وتحوّلات المملكة
يرتبط ظهور رونالدو في الفعاليات السياسية رفيعة المستوى بمرحلة جديدة من الاستثمارات السعودية الكبرى في مجال الرياضة، ضمن رؤية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
ويرى محللون أن المملكة تسعى عبر نجوم الرياضة العالميين إلى تعزيز حضورها الثقافي والدولي، رغم الانتقادات التي توجهها منظمات حقوقية وتتّهم الرياض باستخدام النشاط الرياضي لـ"تبييض سجلها الحقوقي".
وخلال الحفل، كرّر ترامب إشادته بالعلاقات الأمريكية–السعودية، واصفاً الرياض بأنها "حليف رئيسي من خارج الناتو". كما تطرق إلى رونالدو موجهاً حديثاً ضاحكاً للحاضرين: “ابني من أكبر معجبيك… وأظن أنه بات يحترمني أكثر لأنني عرّفتُه عليك”.
حضور كثيف لرموز التكنولوجيا والأعمال
لم يقتصر الحفل على حضور الشخصيات السياسية، إذ شهد مشاركة لافتة لعدد من قادة التكنولوجيا، أبرزهم إيلون ماسك والرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك. وتأتي زيارة ماسك للبيت الأبيض بعد غياب طويل منذ تركه منصبه في وزارة "الكفاءة الحكومية (Doge)"، وسط خلافات سابقة بينه وبين ترامب وصلت إلى إعلان ماسك نيته تأسيس حزب سياسي جديد.
ملفات مثيرة للجدل تلاحق رونالدو
ورغم بريق المناسبة، لا تزال بعض القضايا تلاحق اللاعب البرتغالي، أبرزها الادعاءات المتعلقة بالاعتداء الجنسي في 2009، والتي نفاها بشكل قاطع. وفي 2019 أكد الادعاء الأمريكي أنه لن يوجَّه اتهام إلى رونالدو لعدم كفاية الأدلة.
استثمارات ضخمة ونفوذ رياضي متصاعد
منذ انتقاله إلى السعودية عام 2023 لقيادة نادي النصر، أصبح رونالدو أحد أبرز أعمدة مشروع المملكة الرياضي. تشير تقارير اقتصادية إلى أن راتبه السنوي تجاوز 200 مليون دولار، قبل أن يوقّع تمديداً جديداً بقيمة إجمالية بلغت 400 مليون دولار، ما جعله –بحسب تقديرات بلومبرغ– أول لاعب كرة قدم يدخل نادي المليارديرات بثروة صافية قاربت 1.4 مليار دولار.
ويقول محللون في مراكز أبحاث دولية إن الرياض تستثمر بكثافة في استقدام الشخصيات الرياضية الكبرى “لوضع نفسها على الخريطة العالمية”، خصوصاً في ظل التنافس على استضافة بطولات دولية كبرى، وفي مقدمتها كأس العالم 2034.

