تشهد الضفة الغربية المحتلة حاليًا موجة غير مسبوقة من اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، في تصعيد ممنهج يهدف إلى تهجير السكان والسيطرة على الأراضي.
يتزامن هذا العنف مع موسم قطف الزيتون، الذي تحول إلى ساحة مواجهة مفتوحة، حيث يعمل المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ووثق نشطاء حجم هذه الاعتداءات، عبر مقاطع فيديو وتغريدات تظهر وحشية الممارسات التي تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في الضفة الغربية.
موسم الزيتون: ذروة العنف الممنهج
أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن الاعتداءات التي نفذها المستوطنون وجيش الاحتلال ضد الفلسطينيين خلال موسم الزيتون الجاري بلغت 259 اعتداء موثقًا.
هذه الاعتداءات لم تقتصر على التخريب، بل شملت اعتداءات جسدية مباشرة، وتخريبًا للممتلكات، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
ويؤكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA) أن موسم الزيتون الحالي شهد أعلى مستوى لهجمات المستوطنين منذ خمس سنوات، مشيرًا إلى تصاعد حوادث العنف بحق المدنيين الفلسطينيين.
هذا التصعيد ليس عشوائيًا، بل يأتي في إطار سياسة ممنهجة لحكومة الاحتلال المتطرفة، تهدف إلى تهجير الفلسطينيين والسيطرة على مزيد من أراضي الضفة الغربية، وسط صمت دولي يمنح المعتدين حصانة كاملة.
توثيق الانتهاكات: من حرق الحقول إلى التعذيب السادي
تداول ناشطون فلسطينيون ومؤسسات إعلامية مقاطع فيديو صادمة توثق وحشية هذه الاعتداءات في مناطق متفرقة من الضفة، بما في ذلك بلدة السموع جنوب الخليل وقرى في قلقيلية ونابلس.
الاعتداء على المزارعين: وثقت مقاطع فيديو استمرار اعتداءات المستوطنين على المزارعين في الضفة الغربية خلال موسم قطف الزيتون، حيث أفيد بإصابة مزارعين جراء هجوم مليشيات المستوطنين عليهم أثناء قطف ثمار الزيتون قرب قرية الرشايدة شرق بيت لحم.
#متابعة| إصابة مزارعين اثنين جراء هجوم مليشيات المستوطنين عليهما أثناء قطف ثمار الزيتون قرب قرية الرشايدة شرق بيت لحم.
— شبكة فلسطين للحوار (@paldf) October 16, 2025
حرق وتخريب الممتلكات: شملت الاعتداءات حرق حقول زيتون واقتحام منازل ومزارع. وتظهر مقاطع فيديو توثيق اعتداءات المستوطنين على المزارعين في سنجل شمال رام الله.
تغطية صحفية: "فيديو يوثق اعتداءات المستوطنين على المزارعين في سنجل شمال رام الله". pic.twitter.com/iPHusrCwNS
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) August 9, 2023
الوحشية ضد الحيوانات: تضمنت الاعتداءات تعذيب وقتل حيوانات في إحدى المزارع بطريقة وُصفت بالوحشية والسادية. وتظهر لقطات اعتداء مستوطنين على المواشي في أريحا.
مستوطنون يعتدون على مزارعين فلسطينيين ويستولون على عدد من ماشيتهم في أريحا pic.twitter.com/LwIo0GxEkK
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 3, 2024
حماية الاحتلال: الحصانة الكاملة للمعتدين
يتم هذا التصعيد في ظل حماية كاملة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي غالبًا ما تتواجد في مكان الاعتداء دون التدخل لوقفه، بل وتشارك في بعض الأحيان في الاعتداءات. وقد أشار مصدر أمني إسرائيلي إلى أن هجمات المستوطنين في الضفة "خرجت عن السيطرة"، في اعتراف ضمني بفشل السلطات الإسرائيلية في لجم هذا العنف.
وتؤكد التقارير الحقوقية أن عنف المستوطنين يتصاعد على أساس يومي مع إفلات شبه كامل من العقاب، مما يشجع على المزيد من الانتهاكات. وتظهر مقاطع فيديو استمرار العنف من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية ضد المزارع والقرى الفلسطينية.
ختاما إن ما يحدث في الضفة الغربية هو عملية تهجير قسري تتم تحت غطاء العنف المنظم، حيث يتم استخدام اعتداءات المستوطنين كأداة لتحقيق أهداف سياسية وجغرافية.
إن تصاعد العنف إلى أعلى مستوياته منذ سنوات، وتوثيقه بمقاطع فيديو تظهر وحشية غير مسبوقة، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية للتحرك الفوري.
فما لم يتم اتخاذ إجراءات رادعة وعاجلة، ستستمر الضفة الغربية في التحول إلى ساحة لتصفية الوجود الفلسطيني، في ظل صمت دولي يمثل غطاءً لهذا العدوان الممنهج.

