في أوائل أغسطس 2025، نشرت صحيفة The Guardian بالتعاون مع +972 Magazine ومنصة Local Call تحقيقًا كشف عن تعاون خطير بين مايكروسوفت والاحتلال الإسرائيلي من خلال وحدة الاستخبارات العسكرية المعروفة بـ«الوحدة 8200».
التحقيق استند إلى وثائق مسرّبة وشهادات داخليين، وأظهر أن المنصة السحابية للشركة، Azure، تُستخدم لتخزين مكالمات فلسطينية يومية بشكل جماعي بأعداد هائلة تُقَدَّر بـ200 مليون ساعة صوتية حتى يوليو 2025، أي ما يعادل نحو 11,500 تيرابايت من البيانات
فهذا التطور الخطير يفضح أحد أكبر معاقل التكنولوجيا العالمية، كشف تقرير بريطاني حديث عن تورط شركة مايكروسوفت في ما وصفه بـ"إبادة الفلسطينيين" من خلال تسجيل بيانات ضخمة تقدر بـ200 مليون ساعة من المراقبة والتسجيل، مسجّلة عبر تقنيات الشركة التي تُستخدم ضمن أدوات الاحتلال الإسرائيلي في قمع الفلسطينيين وممارسات العنف ضدهم، هذا الكشف يطرح تساؤلات أخلاقية وقانونية عن دور الشركات العالمية في دعم الاحتلال.
التقرير صدر في بريطانيا في 2025، حيث تم تجميع وتحليل بيانات تُظهر استخدام أنظمة وبرمجيات من مايكروسوفت في أعمال المراقبة والاعتقالات القسرية، فضلاً عن تسجيل ساعات طويلة من عمليات الرصد اللحظي للفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأتي هذه البيانات ضمن سياق التصعيد الصهيوني في الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عقدين، حيث شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في العنف والاعتقالات الجماعية، خصوصًا بعد بدء عمليات "تطهير" في مدن فلسطينية عدة.
أساليب الاحتلال الإلكتروني
وفق التقرير، بلغت ساعات التسجيل آلاف الساعات يوميًا توثق خلالها انتهاكات تنوعت بين اقتحامات المنازل، الاعتقالات التعسفية، وأعمال القتل المستهدفة، مستعينة بأنظمة تقنية عالية الكفاءة من مايكروسوفت لتتبع الفلسطينيين.
مجموع الساعات المسجلة بلغ 200 مليون ساعة، ما يوضح حجم المراقبة الهائل وتورط الشركات التقنية الأجنبية في هذه العملية.
كما أشار التقرير إلى أن استخدام برمجيات مثل "Azure" و"Windows Defender" يتم بشكل مباشر لدعم أنظمة مراقبة الاحتلال وأجهزة أمنه.
في هذا الإطار، يمكن إرجاع جزء كبير من التصعيد إلى سياسات حكومة الاحتلال التي تعطي الضوء الأخضر للقوات الإسرائيلية لتطبيق حملات عسكرية وإجراءات أمنية صارمة بحق الفلسطينيين، تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب"، بينما تتحول هذه الحملات إلى ما يصفه الفلسطينيون إبادة جماعية ببطء.
ماذا تكشف البيانات؟
البيانات تُستخدَم في:
- توجيه ضربات جوية.
- الاعتقالات، الابتزاز، وتبرير القتل بعد التنفيذ كما أبلغ مسؤولون استخباراتيون.
- أنظمة الذكاء الاصطناعي تُدخَل في المعادلة، مثل أداة تُقيّم رسائلك وتُعطيها “درجة خطر” بناءً على كلمات مثل "استشهاد" و"أسلحة".
إنكار مايكروسوفت
أعلنت مايكروسوفت إجراء مراجعات داخلية وخارجية، وادّعت أنها “لم تجد دليلًا حتى الآن” على استخدام خدماتها في استهداف أو إيذاء سكان غزة، لكن الداخلية والمسؤولون في وحدة 8200 أشاروا إلى أن البيانات ساهمت فعليًا في الاستهداف العسكري
تداعيات التقارير
أكدت شخصيات سياسية بارزة التأثير الكبير لهذه التقارير، ففي تصريح حديث قال الناطق باسم حركة المقاومة الفلسطينية: "إن هذه الأرقام تكشف حجم التواطؤ العالمي مع الاحتلال، وخاصة من قبل شركات تكنلوجيا عالمية كبرى مثل مايكروسوفت التي لا تتورع عن دعم هذا النظام العنصري".
من جانب آخر، دعا نواب في البرلمان البريطاني إلى فتح تحقيق رسمي في مدى التورط القانوني لشركات التكنولوجيا الغربية في انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرين إلى أن استمرار دعم هذه الشركات للأنظمة الاستعمارية يعد دعمًا فعليًا للإبادة.
وفي تصريحات صحفية، شددت الخبيرة البريطانية بيفرلي ميلتون إدواردز على أن استمرار هذا الدعم التكنولوجي يُطيل أمد الاحتلال ويزيد من معاناة الفلسطينيين، مؤكدة أن المقاومة الفلسطينية مستمرة رغم كل هذه الممارسات الظالمة.
احتجاجات ورفض داخلي وخارجي
موظفون سابقون في مايكروسوفت، مثل حسام نصر وعبد محمد، اتهموا الشركة بالتواطؤ مع "جيش الاحتلال" ودعوا لحملة "لا لـ Azure للابارتهايد."
في أبريل 2025، نظم الضابط “إبتِهال عبّاسد” احتجاجًا صادحًا خلال حدث الـ50 عامًا على تأسيس مايكروسوفت، متهمة الشركة بالتورط في إبادة فلسطينية.
من جهة أخرى، أكثر من 60 مساهمًا في الشركة (بقيمة تتجاوز 80 مليون دولار) قدموا اقتراحًا في يوليو 2025 لمجلس الإدارة، يطالبون فيه بنشر تقرير يُقيّم فعالية إجراءات الشركة في حماية حقوق الإنسان (HRDD)، وسط اتهامات بالتواطؤ في "اقتصاد الإبادة" وفق تقرير الأمم المتحدة
سرية المعلومات داخل مايكروسوفت
كشف تقرير في مايو 2025 أن مايكروسوفت غيّرت سياساتها الداخلية لمنع استعمال كلمات مثل "فلسطين" و"غزة" و"إبادة" في البريد الإلكتروني، كجزء من محاولة لإسكات الأصوات المعارضة
الاحتلال الإسرائيلي وممارساته
بدأ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في عام 1948 مع قيام دولة إسرائيل، مستهدفًا سكان فلسطين الأصليين بالقمع والتطهير العرقي المستمر حتى اليوم.
في العقود الأخيرة، شهدت الأراضي الفلسطينية حصارًا مستمرًا وحملات عسكرية متكررة، مع تصاعد استخدام التكنولوجيا والمراقبة في العقود الأخيرة.
التوسع في مستوطنات الضفة الغربية بزيادة تتجاوز الضعف منذ العام 2000 أدى إلى تصعيد الأوضاع الإنسانية والسياسية بشكل ملحوظ.
وفي عام 2005، سحب الاحتلال مستوطنيه من قطاع غزة، لكن منذ ذلك الحين وقطاع غزة يتعرض لغارات عسكرية متكررة وأعمال حصار اقتصادي خانق، مشكلا واحدًا من أكبر أزمات حقوق الإنسان في العالم الحديث.
أهمية التقرير
يطرح التقرير البريطاني الموثق لتورط مايكروسوفت تحديًا حقيقيًا للمنظمات الدولية والدولية المختصة بحقوق الإنسان، فلا يمكن إغفال دور الشركات التقنية في تسهيل عمليات الاحتلال والاعتقال القسري وقتل المدنيين، تتطلب هذه القضية مراجعة عاجلة وفرض عقوبات على الشركات التي تسهل الانتهاكات.
في هذا الصدد، تؤكد الأمم المتحدة منذ سنوات في عدة تقارير على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، لكنها تعاني من عجز سياسي واضح، فيما يدعو الفلسطينيون منظمات حقوق الإنسان لتحريك ملفات التحقيق والمحاسبة الدولية.
الاحتلال وتأثير التكنولوجيا في إبادة الفلسطينيين
يعكس تقرير الساعات الـ 200 مليون التي سجّلتها أنظمة مايكروسوفت تورطًا خطيرًا للشركات العالمية في دعم عمليات الاحتلال الإسرائيلي، ويمثل هذا إنذارًا عالميًا لحجم الانتهاكات باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ليس فقط من قبل قوات الاحتلال بل وأيضًا بدعم الشركات الكبرى.
تؤكد الأرقام والتواريخ والتصريحات السياسية أن عملية القمع والإبادة ليست حوادث فردية بل جزء من منظومة استعمارية ومؤامرة دولية، تقف خلفها أجندات اقتصادية وسياسية، يجب أن يقف المجتمع الدولي بحزم لوقفها.