أعلنت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، عن طرح نحو 35 ألف وحدة سكنية ضمن مشروعها الجديد "ديارنا"، موجهة لفئة متوسطي الدخل. لكن المفاجأة تمثلت في قفزات غير مسبوقة بأسعار المتر بلغت في بعض المدن نحو 40% مقارنة بآخر طروحات المشروع السابق "مسكن" نهاية العام الماضي.

الطرح الجديد يأتي ضمن خطة أوسع تتبناها الدولة لتوفير 400 ألف وحدة سكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل، في محاولة لسد فجوة متزايدة في سوق الإسكان، حيث تسيطر المشروعات الخاصة الفاخرة على النصيب الأكبر من المعروض، وسط عزوف متزايد من الشركات العقارية عن مشروعات الإسكان الاقتصادي والمتوسط.

الإسكان المتوسط يتحول إلى "فاخر"

رغم أن المشروع مخصص رسميًا لفئة "متوسطي الدخل"، إلا أن الأسعار المرتفعة تشي بتغيّر في المعايير. مصدر مطلع بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، طلب عدم نشر اسمه، أوضح  أن "ديارنا" يندرج تحت ما يُعرف بـ"الإسكان المتوسط الفاخر"، بمواصفات تشطيب أعلى من مشروعات سابقة مثل "سكن مصر" و"مسكن".

وقال المصدر إن "الأسعار تعكس مستوى جديدًا من الجودة والموقع والخدمات، وبالتالي فهي تستهدف الشريحة الأعلى من متوسطي الدخل، وليس الفئة الدنيا التي كانت تستفيد من طروحات سابقة".

أرقام تكشف القفزات

وبحسب تفاصيل الأسعار التي حصلت عليها "المنصة"، جاءت الزيادات كالتالي:

القاهرة الجديدة: ارتفع سعر المتر من 15,580 جنيهًا إلى 20,000 جنيه (بنسبة تقارب 30%).

مدينة أكتوبر: من 15,500 جنيه إلى 18,900 جنيه (22% زيادة).

المنصورة الجديدة: سجلت الزيادة الأعلى، من 12,600 جنيه إلى 17,500 جنيه (40% تقريبًا).

حدائق العاصمة: وصل السعر إلى 18,300 جنيه للمتر، وهي مدينة لم تكن ضمن الطرح السابق، ما يجعل المقارنة صعبة لكن يضعها في فئة الأسعار المرتفعة.

الحكومة: ارتفاع الأسعار لدعم الإسكان الاقتصادي

برر المصدر المسؤول هذه الزيادات بأنها جزء من "آلية تمويل ذاتية"، إذ أوضح أن الحكومة تسعى لتحقيق عوائد مالية من الشريحة القادرة جزئيًا، لاستخدامها في تمويل مشروعات إسكان للفئات الأقل دخلًا.

ويقول المصدر: "نحن بحاجة لتوازن بين تحقيق إيرادات تُمكّن الدولة من تنفيذ المشروعات وبين توفير وحدات تناسب مختلف الشرائح"، مضيفًا أن الوزارة تستعد لطرح مشروع جديد في يوليو المقبل تحت اسم "ظلال"، يستهدف فئة متوسطي الدخل بمساحات أصغر وتشطيبات متوسطة.