بعد قرار إلغاء المؤتمر الصحفي بين الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس حكومة احتلال نتنياهو، عبرت لجان السيسي الإلكترونية عن تفاؤلها بتغيير خطة ترامب في غزة بعد مخطط زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة، وتناوله العشاء بمطعم بمنطقة خان الخليلي، فضلاً عن ادعاءات على أن "العفي محدش يقدر يأكل لقمته" وعينات من ترهات تملأ الفضاء على فيسبوك وإكس تتحدث عن سطوة العربي سيطرة والمر بزيادة، بحسب الفيلم الشهير.
وعن المؤتمر الصحفي الذي عقد بالفعل قال عنه موقع أكسيوس نقلاً عن المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن ترامب ونتنياهو أجابا عن أسئلة الصحفيين خلال اجتماعهما الثنائي في المكتب البيضاوي بدلاً من عقد مؤتمر صحفي.
وخلاصة المؤتمر بين ترامب نتنياهو؛ "حرب غزة لابد أن تنتهي بإغلاق ملف الأسرى"، و"حرب قريبة في الأفق مع إيران والفرصة للمفاوضات والتوصل لاتفاق"، وكل ما يتعلق بالهجرة وقطاع غزة يندرج تحت نظرية الصدمة"، و"إسرائيل كغيرها من الدول ولا امتيازات جمركية خاصة بها "، و"مشاكلك مع أردوغان يجب حلها ".
الصحفي الإسرائيلي أنشيل بفيفير، مراسل صحيفة "الإكونوميست" قال: "ترامب لا يعامل نتنياهو كما عامل زيلينسكي في البيت الأبيض، لكن من نواحٍ كثيرة، هذا اللقاء أكثر إذلالًا. فهو لا يطالب "إسرائيل" بأن تتصرف كأنها دولة تابعة لأميركا، بل يفترض أنها كذلك بالفعل، ونتنياهو يكتفي بهز رأسه موافقًا، إنها ذروة إذلال نتنياهو.".
وأضاف "أجبر ترامب نتنياهو على القبول علنًا بأي اتفاق يتوصل إليه مع إيران، وأن "إسرائيل" قد لا تحصل على أي تخفيض في الرسوم الجمركية، ولا حل لقضية الأسرى في غزة".
وأشار إلى أن "الصديق العظيم” لترامب، أردوغان، بات يسيطر الآن على سوريا، ولم يُتح لنتنياهو حتى أن يعترض أو يضيف ملاحظة واحدة.
وعلق أحد المسؤولين "الإسرائيليين": "نتنياهو هو أول رئيس وزراء إسرائيلي يمنح أميركا السيطرة الكاملة على السياسة الخارجية لبلاده، السياسة الخارجية لـ"إسرائيل" أصبحت الآن ما يقوله ترامب إنها يجب أن تكون عليه"، بحسب ما نقل مراقبون.
مسلوب الإرادة
واستعرض محللون سياسيون مجريات اللقاء وانعكاساتها على غزة وفلسطين والمنطقة وقال المحلل السياسي سعيد زياد @saeedziad: "الملفات الثلاثة المركزية على طاولة لقاء نتنياهو ترمب هذا المساء كانت على الترتيب التالي: إيران، سوريا، غزة.. وفي جميعهم بدا نتنياهو خاضعًا لإرادة مضيفه دون أن يتمكن من التأثير على الخط العام الذي يتبناه البيت الأبيض.".
وأوضح أنه "في الملف الإيراني يذهب ترمب للمفاوضات، بعكس خيار التصعيد العسكري الذي يريده نتنياهو، وفي سوريا يتحدث ترمب كلامًا واضحًا لنتنياهو: أحبّ أردوغان، ويجب عليك أن تتفاهم معه، بمعنى يجب أن تتنازل له، وفي ملف غزة لم يأت ترمب بشيء جديد، وبدا متمسكًا بذات الرؤية العقارية السابقة.".
وأشار إلى أن "أصوات في دولة الكيان تصف ما جرى بأنه سيطرة أمريكية تامّة على الإرادة السياسية الخارجية لإسرائيل.".
وهو ما اتفق معه المحلل السياسي ياسر الزعاترة عبر @YZaatreh فكتب "حميمية العلاقة كما عكسها اللقاء السابق، وكذلك الحالي (نكتب قبل تسّرب أنباء اللقاء تبعًا لإلغاء المؤتمر الصحفي)، لا تحجب حقيقة أن نتنياهو قد أعلن التبعية الكاملة لترامب، وأصبح بمثابة متسوّل على بابه.".
وعن طلباته "تغيير قرار الرسوم الجمركية، والمضي بخطة التهجير من غزة، والمساعدة في ضرب إيران، واستعادة الأسرى بسطوة الضغوط، مع الإبادة والتجويع بضوء أخضر كامل من ترامب، فيما سبقت كل ذلك سيول الأسلحة التي كان "بايدن" قد أوقف بعضها" أشار الزعاترة إلى أن "هذا ليس نتنياهو القديم الذي كان يتحدّث كزعيم لقوى كبرى، وكل ذلك لأن "الطوفان" وما بعده قد كشف هشاشة "كيانه" من دون الدعم الأمريكي..".
وأكد أنه "يبقى أن ارتهان نتنياهو لترامب، ورغم حميمية العلاقة بسبب مجاملة الأخير للصهاينة والإنجيليين، لن ينفي أنه سيخضع تاليًا لمزاج "السيد الأمريكي" الذي قد ينقلب بين لحظة وأخرى.".
واعتبر أن ".. ترامب سيواصل العبث بعيدًا عن أولوياته الحقيقية في تقوية الحلف الغربي في مواجهة الصين وروسيا، وفي ذلك خسارة لبلده ولـ"الكيان" أيضًا".
https://x.com/YZaatreh/status/1909315831391236391
امتداح أردوغان
وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع "نتنياهو" عُقد اليوم في البيت الأبيض مع بنيامين نتنياهو، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات مثيرة للجدل، مشيدًا بدور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الملف السوري، وواصفاً إياه بـ"الرجل القوي جدًا والذكي جدًا".
قال ترامب: "أنا أحب أردوغان وهو يحبني. قلت له: لقد فعلت ما لم يفعله أحد منذ ألفي عام – لقد سيطرت على سوريا. سيطر عليها من خلال الوكلاء. حاول أن ينفي، وقال لي: بل أنت… ربما أنا بطريقة ما"، مضيفًا: "عليكم أن تسلموا له بذلك، لقد فعل شيئًا لم يكن أحد قادرًا على فعله".
وفيما يخص العلاقة التركية الإسرائيلية، توجه ترامب بالكلام إلى نتنياهو قائلاً: "لو لديك أي مشكلة مع تركيا، أعتقد أنني يمكنني حلها طالما أنك عاقل. أعتقد أنك بحاجة لأن تكون عاقلاً".
تصريحات ترامب تأتي في أعقاب سلسلة من الهجمات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في سوريا تقول تل أبيب إنها تشكل تهديدًا لأمنها القومي، وتشير مصادر إلى أنها قواعد تحاول تركيا نشر قوات بها أو توسيع نفوذها فيها، في إطار تنافس إقليمي متصاعد بين أنقرة وتل أبيب على النفوذ داخل الأراضي السورية.
وقائع مؤتمر
وجاءت وقائع المؤتمر الذي جرى بثنايا لقاء نتنياهو بالبيت الأبيض أكد فيه ترامب من جديد في ضيافته الثانية لنتنياهو بالمكتب البيضاوي، انه لم يغير خطته لتهجير الفلسطينيين وتنفيذ مشروعه العقاري في غزة، واستهزأ بمن يحاولون تقليد خطته.
وقال ترامب إننا وجدنا مع "إسرائيل" دولاً كثيرة مستعدة تقبل عندها الفلسطينيين المحصورين في غزة.
واصطدم "نتنياهو" مباشرة بالسيسي فقال "إننا لم نحاصرهم ونمنعهم من المغادرة ولكن دولاً غيرنا تمنعهم! "وهو ما حورته منصات إعلامية محلية فنقلت زعمًا أن "حماس تمنعهم".
وأعاد ترامب الحديث عن حرصه على رهائن "إسرائيل" في غزة ومقتنع بمواصلة "إسرائيل" ضغوطها الحالية، ولن يستقر الوضع حتى تكون هناك قوة حفظ سلام دولية بإشراف أمريكي لتنفيذ خطته على "قطعة الأرض العقارية على البحر" أي غزة لتطويرها. وبأن الحرب في غزة ستنتهي عند القضاء على خطر حماس والإفراج عن "الرهائن" الإسرائيليين "الممنوع عنهم الطعام الكافي"، وفق شهادة من خرجوا منهم!
ومن المتوقع أن يستثني ترامب مصر من زيارته للمنطقة حيث حدد ثلاث دول عربية يزورها هي: (السعودية والإمارات وقطر) القادم إليها طالبًا شحن مليارات الدولارات والعروض، لتأكيد الشراكة والاستثمار في الاقتصاد الأمريكي.