في ظل تصاعد شكاوى المسافرين والمراقبين من تدني مستوى الخدمات داخل مطار القاهرة الدولي، وجهت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، انتقادات لاذعة للإدارة الحالية للمطار، معتبرة أنه تحول إلى نموذج صارخ للإدارة العشوائية، ما يؤثر سلبًا على سمعة مصر كوجهة سياحية ومركز إقليمي للنقل الجوي.
مشكلات متفاقمة.. تأخير وإجراءات غير منظمة
قدمت عبد الناصر طلب إحاطة رسميًا إلى رئيس حكومة السيسي، مصطفى مدبولي، ووزير الطيران المدني، سلطت فيه الضوء على تفشي الترهل الإداري وسوء الخدمات داخل مطار القاهرة الدولي، مؤكدة أن ما يحدث لا يتماشى مع الاستراتيجية الحكومية المعلنة لتطوير قطاع الطيران وزيادة معدلات السياحة.
وأوضحت النائبة أن المسافرين يواجهون مشكلات يومية، بدءًا من إجراءات السفر غير الفعالة حتى الصعود إلى الطائرة، مشيرة إلى أن خدمة إنهاء الإجراءات عبر الإنترنت شبه معطلة، حيث لا توجد أماكن مخصصة لتسليم الحقائب، مما يضطر الركاب إلى الاصطفاف في طوابير طويلة، ما يؤدي إلى تكدس صالات السفر.
كما انتقدت إجراءات التفتيش التي تعتمد على الفصل بين الركاب حسب الجنس، وهو ما اعتبرته لا يتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة في المطارات العالمية، ويثير استغراب السائحين الأجانب. وأشارت إلى أن المشكلة لا تتوقف عند سوء التنظيم، بل تمتد إلى تعامل الموظفين مع الركاب، حيث اشتكى العديد من المسافرين من سوء المعاملة، وغياب الاحترافية في الأداء.
أزمة مصر للطيران.. خسائر مالية وإدارة ضعيفة
لم تقتصر انتقادات عبد الناصر على المطار فقط، بل امتدت إلى شركة مصر للطيران، الناقل الوطني، التي تعاني من مشكلات متراكمة، أبرزها التأخير المستمر للرحلات وعدم وجود آليات واضحة للرد على شكاوى الركاب.
وأوضحت أن الشركة تواجه أزمة مالية خانقة، حيث بلغت خسائرها المتراكمة نحو 16 مليار جنيه بنهاية عام 2024، على الرغم من تلقيها دعمًا حكوميًا بقيمة 20 مليار جنيه لسداد الديون وتغطية مستحقات العاملين.
وأشارت النائبة إلى أن التخبط الإداري، وسوء استغلال الأسطول الجوي، والقرارات العشوائية مثل شراء طائرات جديدة دون دراسات جدوى دقيقة، ساهمت في تفاقم أزمة الشركة. كما أوضحت أن تشغيل عدد أقل من الرحلات مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا يزيد من الأعباء المالية على الشركة، دون وجود خطة واضحة لتقليص حجم الأسطول أو تحسين مستوى الخدمات.
الخصخصة المحتملة.. مخاوف من بيع المطار للمستثمرين الأجانب
في سياق متصل، تزايدت المخاوف مؤخرًا من توجه الحكومة إلى طرح إدارة مطار القاهرة الدولي للمستثمرين الأجانب، فقد بحث رئيس حكومة السيسي مقترحًا من تحالف مصري – فرنسي، يضم مجموعتي حسن علام المصرية، ومطارات باريس (ADP) الفرنسية، بشأن التعاون في تشغيل المطارات وإدارتها، ضمن برنامج الطروحات الحكومية بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية.
وتشير التقارير إلى أن مؤسسة التمويل الدولية حددت قطاع المطارات ضمن القطاعات الأربعة الأكثر ربحية وجاذبية للاستثمار، ما دفع الحكومة إلى تلقي عروض من عدة شركات أوروبية لإدارة بعض المطارات الرئيسية، بما في ذلك مطار القاهرة الدولي، وسفنكس، والعلمين، وشرم الشيخ، والغردقة.