يُعد غياب الفنان محمد سلام عن الموسم الدرامي الرمضاني لعام 2025 حدثًا لافتًا، إذ تأتي هذه الخطوة بعد 15 عامًا من الظهور المستمر في الأعمال الدرامية التي أصبحت جزءًا من المشهد الفني الرمضاني.
فمنذ مشاركته في الجزء الأول من مسلسل "الكبير" عام 2010، اعتاد الجمهور على مشاهدة سلام في أعمال متنوّعة، لكن هذا العام، تغيّب النجم وسط علامات استفهام حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
تصريح مفاجئ وقرار صادم
في أكتوبر 2023، أعلن محمد سلام عبر مقطع فيديو نشره على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي انسحابه من مسرحية "زواج اصطناعي"، والتي كانت مُدرجة ضمن فعاليات موسم الرياض تحت إشراف رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ.
وأرجع سلام قراره إلى تضامنه مع أهالي غزة في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع آنذاك، وهو ما اعتبره البعض موقفًا إنسانيًا مشرفًا، بينما أثار استياء آخرين، خصوصًا في الأوساط الفنية السعودية، التي كانت تترقّب مشاركته في تلك الفعالية الكبرى.
غياب غير مسبوق
منذ ذلك الإعلان، لم يظهر سلام في أي عمل فني جديد، سواء درامي أو سينمائي أو مسرحي، وفقًا لمنصة "متصدقش" المتخصصة في التحقق من الأخبار.
ورغم أن الجزء الثامن من مسلسل "الكبير" وفيلم "بضع ساعات في يوم ما" كانا آخر أعماله، إلا أنهما صُوّرا قبل اتخاذه قرار الانسحاب من المسرحية.
الجدير بالذكر أن شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية" المملوكة للمخابرات العامة ، التي تمتلك نفوذًا واسعًا في المجال الفني، كانت قد أعلنت عن مسلسل جديد لسلام بعنوان "كارثة طبيعية"، من المقرر عرضه على منصة "ووتش إت"، إلا أن المشروع تعرض لسلسلة من التأجيلات المتتالية، دون إبداء أسباب واضحة.
عقوبات غير معلنة
ربط العديد من المراقبين بين تصريح سلام بشأن انسحابه من المسرحية واختفائه التدريجي من المشهد الفني.
فبينما يستمر رفيقاه أحمد مكي ودنيا سمير غانم في أعمالهما الرمضانية المقبلة، يبدو غياب سلام "متعمدًا"، وكأنه نتيجة لقرار سياسي أو عقوبة غير معلنة على موقفه المثير للجدل.
تجدر الإشارة إلى أن سلام لم يُصدر أي بيان رسمي يوضح فيه موقفه أو يكشف عن الأسباب الحقيقية وراء غيابه، ما زاد من غموض المسألة وأثار تساؤلات حول مستقبله الفني.
تشابه المصير مع آمال ماهر؟
ما يتعرض له محمد سلام اليوم يعيد إلى الأذهان ما مرت به المطربة آمال ماهر، التي اختفت عن الساحة الفنية لسنوات بعد خلافها العلني مع تركي آل الشيخ عام 2018.
فبعدما تقدمت ببلاغ رسمي تتهمه فيه بالاعتداء عليها، تعرّضت أعمالها للحذف من منصات الموسيقى مثل "يوتيوب" و"أنغامي"، كما أُجبرت لاحقًا على الظهور الإعلامي لنفي شائعات اختفائها.
ورغم أن تفاصيل الحالتين ليست متطابقة، إلا أن القاسم المشترك بينهما هو أن كليهما اتخذ موقفًا مخالفًا للمصالح السعودية، وهو ما أثّر بشكل مباشر على مسيرته الفنية، سواء من خلال التهميش أو فرض قيود غير معلنة، من قبل تركي ال شيخ، المسئول ععن الترفية بالسعودية.