يعقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اجتماعًا مع قادة مصر والأردن وقطر والإمارات في الرياض لمناقشة خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب.
تأتي هذه القمة وسط تحركات عربية لمواجهة تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي دعا إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا قبل أن يقنعه ملك الأردن، الملك عبد الله الثاني، بالتخلي عن هذا الطرح مقابل خطة تقودها القاهرة.
 

من سيمول إعادة الإعمار؟
  أحد أهم التحديات أمام الخطة المصرية هو تمويل إعادة إعمار غزة، حيث قدر تقرير مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي أن تكلفة إعادة الإعمار ستصل إلى أكثر من 50 مليار دولار، منها 20 مليار دولار مطلوبة في السنوات الثلاث الأولى.
ومع الضغوط الاقتصادية على مصر والأردن، يتوقع أن تتحمل السعودية والإمارات وقطر الجزء الأكبر من التمويل.
 

نموذج استثماري مشابه لمصر؟
   اقترح ترامب أن يكون هناك "حقوق تطوير" مقابل إعادة الإعمار، وهو ما قد يعني أن الدول الخليجية ستتبنى نموذجًا مشابهًا لمشروع رأس الحكمة في مصر، حيث دفعت الإمارات 35 مليار دولار لتطوير المنطقة.
لكن هناك قلقًا خليجيًا من أن يتم تدمير غزة مجددًا في حال اندلاع حرب أخرى مع إسرائيل، مما يجعلهم مترددين في تمويل إعادة الإعمار دون ضمانات سياسية.
 

الموقف الإسرائيلي ومستقبل غزة
   ترفض إسرائيل أي خطة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية أو توحيد غزة والضفة الغربية تحت حكومة فلسطينية واحدة، وهو ما تصر السعودية على أنه شرط أساسي لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
في الوقت ذاته، تواجه الخطة المصرية تحديًا أمنيًا، حيث ترفض إسرائيل بقاء حماس أو السلطة الفلسطينية في حكم غزة.
 

هل ستتخلى حماس عن السيطرة الأمنية؟
   رغم القتال العنيف، لا تزال حماس تمتلك ترسانة عسكرية وقدرة على تجنيد مقاتلين. من جهة أخرى، أبدت السلطة الفلسطينية استعدادها لمواجهة حماس للسيطرة على القطاع.
ووفقًا لمسؤول مصري، فإن الخطة المصرية تتضمن تشكيل قوة شرطة محلية من سكان غزة غير المنتمين إلى حماس أو السلطة الفلسطينية، إلى جانب تعيين تكنوقراط محليين لإدارة القطاع في المرحلة الأولى.

هناك أيضًا تكهنات بأن محمد دحلان، القيادي الفتحاوي المقرب من الإمارات، قد يلعب دورًا رئيسيًا في إعادة ترتيب الحكم في غزة.
وقد أبدت الإمارات استعدادها لنشر قوات حفظ سلام عربية في القطاع، بشرط إعادة هيكلة القيادة الفلسطينية.
لكن التحدي الأكبر هو إقناع حماس بالتخلي عن سلاحها، وهو أمر قد يكون صعب التحقيق نظرًا لتجارب سابقة مثل لبنان في التسعينيات، حيث احتفظ حزب الله بسلاحه رغم تشكيل حكومة لبنانية جديدة.
 

ما التالي؟
   مع دخول قوات خاصة أمريكية ومصرية لتأمين بعض المناطق في غزة كجزء من اتفاق الهدنة، يبقى مستقبل القطاع معلقًا بين التنافسات الإقليمية، وضغوط إسرائيل، والخلافات الفلسطينية الداخلية، مما يجعل القمة السعودية محطة محورية في رسم ملامح المرحلة المقبلة.

https://www.middleeasteye.net/news/reconstruction-gulf-rivalries-what-expect-saudi-arabia-gaza-summit