في خطوة مفاجئة أثارت تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، دعا عمرو أديب الإعلامي المصري-السعودي المؤيد للنظامين، إلى استئناف حملات الإفراج عن سجناء الرأي في سجون السيسي، مشددًا على أهمية الحرية للجميع، وذلك خلال حديثه في برنامجه الشهير "الحكاية" المذاع عبر قناة "إم بي سي مصر".

هذه الدعوة، التي جاءت في توقيت حساس قبيل شهر رمضان، أثارت تساؤلات حول مدى جديتها وإمكانية تنفيذها، لا سيما وأن ملف المعتقلين السياسيين ظلّ محل انتقادات مستمرة من منظمات حقوقية محلية ودولية.
 

تصريحات أديب.. نداء جديد أم إعادة تدوير للمطالب؟
   خلال الحلقة، أكد أديب أن "الجبهة الداخلية المصرية في أقوى حالاتها"، معتبرًا أن هذا هو الوقت المناسب لإطلاق سراح سجناء الرأي، حيث قال: "خلال أيام سيحل علينا شهر رمضان المبارك، ولدي أمل في أن تعود حملات الإفراج عن سجناء الرأي، أنا مع الحرية للجميع".

وأشار إلى أن الآلية التي كانت معتمدة للإفراج عن المساجين يجب أن تعود، مشددًا على ضرورة تنفيذ الإفراجات بشكل شامل وليس انتقائي، وأضاف: "لم أحدد أسماء معينة، بل يجب أن يتم الإفراج بشكل كامل".

كلام أديب، الذي طالما كان أحد أبرز المدافعين عن نظام السيسي، جاء بمثابة مفاجأة للكثيرين، خاصة أنه لم يكن من المعتاد أن يُطرح ملف المعتقلين السياسيين على لسان الإعلاميين المقربين من السلطة بهذا الشكل.
 

السياق السياسي.. هل هناك بوادر انفراجة في ملف المعتقلين؟
   تأتي هذه الدعوة في ظل متغيرات داخلية وإقليمية قد تدفع سلطات السيسي لإعادة النظر في بعض الملفات الحقوقية، ففي الأشهر الأخيرة، كثّفت المنظمات الحقوقية ضغوطها على نظام السيسي، وطالبت بإصلاحات جذرية في ملف الحريات، بينما تزايدت الإشارات إلى أن هناك رغبة رسمية في تحسين الصورة أمام المجتمع الدولي.

كما شهدت مصر تحركات لافتة من قبل المعارضة، كان أبرزها تنظيم "الحركة المدنية الديمقراطية" يومًا تضامنيًا مع سجناء الرأي، وهو ما يُعد تطورًا نادرًا في المشهد السياسي، حيث نجح عدد من السياسيين لأول مرة منذ سنوات في تنظيم مؤتمر صحفي حضره أهالي المعتقلين للمطالبة بالإفراج عن ذويهم.
 

تفاعل شعبي متباين.. بين الترحيب والتشكيك
ما إن انتهت حلقة "الحكاية"، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة من التفاعل، حيث انقسم المستخدمون بين مؤيد ومشكك في جدية الطرح.

وكتب أحد المغردين: "عمرو أديب دلوقتي بيطالب بالإفراج عن كل سجناء الرأي، مش اسم أو اتنين، طب إيه بقى يا مصر؟".

بينما استعاد آخرون تصريحات سابقة لأديب في عام 2021، عندما عبّر عن سعادته بالإفراج عن الصحفي محمود حسين، ودعا حينها السلطات إلى إعادة النظر في مسألة الحبس الاحتياطي، وهو الأمر الذي لم يسفر عن تغييرات ملموسة.
 

شاهد:

https://www.youtube.com/watch?v=tS-Srk-Syxg
https://www.facebook.com/kotbelaraby/posts/10161727751416749
https://www.facebook.com/share/p/1AAQEEnDMB/