لأول مرة منذ تعيينه، يزور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الشرق الأوسط منتصف فبراير، وفق موقع (أكسيوس) الصهيوني.
وستكون هذه أول زيارة لروبيو إلى المنطقة منذ توليه منصبه، وتأتي وسط الجدل الذي أثارته خطة ترامب للاستيلاء على غزة.
في حين أشادت إسرائيل بالخطة وبدأت في اتخاذ خطوات لتنفيذها، فقد أعربت مصر، الأردن، السعودية ودول أخرى عن معارضتها الشديدة لها.
وأرسل خمسة وزراء خارجية عرب ومسؤول فلسطيني رفيع رسالة مشتركة إلى روبيو يعبرون فيها عن قلقهم من خطة ترامب لترحيل الفلسطينيين من غزة، وطالبوا بإشراك الفلسطينيين في عملية إعادة الإعمار.
وقالت أكسيوس إنه من المتوقع أن يشارك روبيو في مؤتمر ميونيخ الأمني الذي يبدأ في 14 فبراير في ألمانيا، وفقًا لمسؤول ألماني رفيع، ومن ثم ينطلق إلى "إسرائيل"، الإمارات، السعودية وربما دول أخرى في المنطقة.
وفقًا لمصدر فلسطيني، أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية المسؤولين الفلسطينيين أن روبيو سيزور السلطة الفلسطينية إذا زار إسرائيل"، إلا أنه لم يصدر تعليق رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن ذلك.
تخفيف الضغوط
وأشارت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إلى أن مسؤولي الإدارة الامريكية يحاولون تخفيف تصريحات ترامب فقالت: "غالبًا ما يدلي ترامب بتصريحات تتجاوز ما يرغب مساعدوه في أن يقوله، وأحيانًا يحاولون التراجع عنها. لكن التصريحات الوحيدة التي تهم حقًا هي تصريحات ترامب نفسه".
وقد حاول ماركو روبيو، وزير الخارجية، أيضًا التخفيف من وقع بعض تصريحات ترامب، مشيرًا إلى أن الرئيس كان يقترح فقط إخلاء غزة وإعادة بنائها، وليس الاستيلاء عليها بشكل دائم.
وقال روبيو: "الشيء الوحيد الذي فعله الرئيس ترامب — وهو أمر كريم جدًا برأيي — هو عرض استعداد الولايات المتحدة للتدخل، وإزالة الأنقاض، وتنظيف المكان من كل الدمار، بما في ذلك الذخائر غير المنفجرة، حتى يتمكن الناس من العودة إليه لاحقًا".
من جانبه، أبلغ ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس إلى الشرق الأوسط، أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين خلال غداء مغلق في مبنى الكابيتول أن ترامب "لا يريد وضع أي قوات أمريكية على الأرض، ولا يريد إنفاق أي أموال أمريكية على غزة"، وفقًا لما قاله السيناتور جوش هاولي من ولاية ميسوري.
وسأل أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين "ويتكوف" عمّا إذا كانت تصريحات ترامب الليلة الماضية قد جاءت في لحظة انفعال، فردّ ويتكوف بأن الإدارة كانت "تعمل على هذا المخطط منذ فترة"، وفقًا لما أضافه هاولي.
كما أكدت كارولين ليفيت متحدثة البيت الأبيض، أنه لم يكن هناك أي خطة مكتوبة بشأن فكرة ترامب بالاستيلاء على غزة قبل الليلة الماضية.
وقالت: “الخطة كُتبت في تصريحات الرئيس الليلة الماضية كما كشفها للعالم”.
وبحسب صحيفة " تايمز أوف إسرائيل" أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستيلاء على قطاع غزة وإخلائه من الفلسطينيين حالة من الذعر بين القادة العرب، وسعى مستشار الأمن القومي مايك والتز صباح اليوم التالي إلى تهدئة بعض المخاوف.
وفي مقابلة مع شبكة CBS New، أشار والتز إلى أن خطة ترامب ربما كانت مجرد وسيلة لتحفيز نظرائه العرب على طرح أفكار جديدة حول كيفية إعادة إعمار غزة.
وقال والتز "لا أحد لديه حل واقعي، لذلك يطرح (ترامب) بعض الأفكار الجريئة والجديدة على الطاولة… سيجبر ذلك المنطقة بأكملها على تقديم حلولها الخاصة إذا لم تعجبهم فكرة السيد ترامب".
يبدو أن مستشار الأمن القومي يصوّر اقتراح ترامب باعتباره مجرد تكتيك تفاوضي، حيث يضع الرئيس عرضًا بعيد المدى للغاية على الطاولة بينما يكون مستعدًا فعليًا لقبول ما هو أقل، طالما أنه يشكل تحسنًا عن الوضع الحالي.
وكان هذا التكتيك هو نهج ترامب في التعامل مع النزاعات مع كندا والمكسيك وبنما وكولومبيا خلال أول أسبوعين من ولايته.
بدائل ترامب
قال دبلوماسي عربي: "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعوّل على إنقاذ السعودية بعد أن تجاوز الرئيس الحدود بفكرة الترحيل – الرياض لن تعرض التطبيع لإيقافه كما فعلت الإمارات مع الضم".
وقالت الصحيفة الصهيوني إنه بعد خمس سنوات، يشير والتز إلى أن ترامب لا يزال منفتحًا على مقترحات بديلة للخطة التي أعلن عنها في مؤتمره الصحفي المشترك الأخير مع نتنياهو.
وأن ترامب عبّر مرارًا عن افتقاده للثقة في إمكانية استمرار وقف إطلاق النار، تحول تركيزه بعيدًا عن هذا المأزق ليختبر فكرته حول الاستيلاء على غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن ترامب لم يكن يحاول الضغط على حماس أو التأثير عليها من خلال هذا الاقتراح، وفقًا للمسؤول “الإسرائيلي” في واشنطن، وأن الرسالة موجهة فعليًا إلى السعودية!
ويأمل ترامب أن تسير الرياض على خطى أبو ظبي، وتعرض تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل تخليه عن خطته الأخيرة، تمامًا كما فعلت الإمارات مع خطة الضم “الإسرائيلية”، بحسب المسؤول “الإسرائيلي” .