ميدل إيست آي: غضب مصري بسبب تقرير إسرائيلي يتكهن بغارة على السد العالي
السبت 15 فبراير 2025 06:00 م
أثار تقرير نشره موقع إسرائيلي عن سيناريو افتراضي لهجوم عسكري على السد العالي في أسوان موجة من الغضب في مصر والعالم العربي، مما زاد من التوتر بين القاهرة وتل أبيب.
نشر موقع "نزيف" المتخصص في التحليلات العسكرية تقريرًا يناقش إمكانية استخدام صواريخ خارقة للتحصينات وأسلحة متطورة لتدمير السد أو التسبب في انهياره الجزئي في حال اندلاع حرب بين إسرائيل ومصر.
كارثة محتملة
بحسب التقرير، فإن انهيار السد سيؤدي إلى تدفق ملايين الأمتار المكعبة من المياه عبر وادي النيل خلال دقائق، مما قد يغرق مناطق مثل الأقصر وأسوان ويدمر البنية التحتية. كما أشار إلى أن انهيار السد قد يؤدي إلى: شلل كامل في أنظمة النقل والاتصالات، وعمليات إجلاء جماعية يقودها الجيش المصري، وتدمير المناطق الصناعية والمباني القديمة، وحالة من الفوضى في وسط القاهرة.
ووفقًا للتقديرات التي وردت في التقرير، فإن عدد القتلى قد يصل إلى 1.7 مليون في حالة وجود إنذار مبكر، لكنه قد يرتفع إلى 10.5 مليون إذا حدث الانهيار بشكل مفاجئ، مما سيؤدي إلى مجاعة وانتشار الأوبئة وانهيار الدولة.
ردود فعل غاضبة
ورغم أن التقرير كان افتراضيًا، إلا أنه أثار جدلًا واسعًا في الإعلام العربي، حيث تم تناوله باعتباره تهديدًا مباشرًا لمصر، خاصة في ظل تصاعد التوترات بسبب الحرب في غزة.
وأفادت وسائل إعلام مصرية وعربية بأن إسرائيل تناقش "خطة لضرب السد العالي"، ووصفت بعضها التقرير بأنه "تصعيد غير مسبوق وخطير".
يُذكر أن السد العالي، الذي بُني بمساعدة الاتحاد السوفيتي خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر، يُعد من أهم مشاريع البنية التحتية في مصر، حيث يلعب دورًا حيويًا في تنظيم تدفق مياه النيل وتوليد الكهرباء.
موقف مصر الرسمي
رفض خبراء عسكريون مصريون التقرير ووصفوه بأنه "غير مسؤول وسخيف". وصرّح اللواء محمود كبير لقناة العربية بأن "هذه الادعاءات لا تستحق الالتفات إليها"، بينما اعتبر اللواء أسامة محمود كبير أن التقرير "عبثي ولا ينبغي أخذه بجدية".
تصاعد التوتر المصري الإسرائيلي
تأتي هذه التطورات وسط تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية، حيث رفضت القاهرة التعاون مع الخطط الأمريكية والإسرائيلية لنقل الفلسطينيين إلى سيناء، وأدانت بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. كما دخلت في خلافات دبلوماسية مع تل أبيب بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
يعكس الجدل حول التقرير الإسرائيلي حالة عدم الثقة العميقة بين الجانبين، ويؤكد حساسية الأوضاع في المنطقة، حيث تراقب القاهرة عن كثب أي تهديد يمس أمنها القومي.