قدم السياسي الناصري حمدين صباحي اعتذارًا علنيًا عن أخطائه خلال مسيرة ثورة 25 يناير، مؤكدًا على ضرورة التعلم من هذه الأخطاء من أجل مستقبل ديمقراطي أفضل.
جاء ذلك في مقال حمل عنوان "نصيبي من الخطأ مساهمة في النقد الذاتي"، حيث أعلن صباحي تحمله المسؤولية عن مجموعة من الأخطاء التي ساهمت، برأيه، في انتكاسة الثورة.
اعتذار علني ومسؤولية تاريخية
كتب صباحي في مقاله: "أكتب هذه الرسالة لأقول لهم: أشهد أنني أخطأت، وأقدم لكم اعتذاري. اعتذار لا يقتصر على من أحبوني، وإنما يمتد إلى كل من أحببتهم، وقد أحببت كل من شاركوا في 'جنة التحرير'، سواء اتفقوا معي أو اختلفوا، من الشهداء والجرحى والمعتصمين والمتظاهرين، إلى الذين لم يدخلوا الميدان لكنهم استحضروه في قلوبهم، إلى كل من دعا أن ينصر الله الثورة ويحمي الثوار".
وأضاف: "كل امتناني لمن يشاء أن يتكرم بقبول اعتذاري، لكنني أرجو ما هو خيرٌ وأبقى: أن نتشارك التعلم من أخطائنا، كي لا تنكسر ثورةٌ أخرى".
خمسة أخطاء مصيرية
أقر صباحي بخمس نقاط رئيسية اعتبرها أخطاء جوهرية ساهمت في انكسار الثورة:
- الفشل في تشكيل مجلس رئاسي مدني ليتولى السلطة خلال المرحلة الانتقالية بعد تنحي حسني مبارك.
- التراخي في التوافق على مرشح ثوري واحد خلال انتخابات الرئاسة عام 2012، مما أدى إلى انقسام أصوات الثورة.
- العجز في مواجهة بوادر الردة بعد 3 يوليو 2013، وعدم اتخاذ مواقف أكثر صلابة.
- الترشح في انتخابات 2014 التي اعتبرها لاحقًا خطوة غير محسوبة.
- التقصير في بناء تنظيم سياسي قوي قادر على توحيد صفوف الثورة وتحقيق أهدافها.
وأكد صباحي في ختام مقاله أن الثورة ليست طريقًا مستقيمًا بلا عقبات، بل هي مسيرة طويلة تمر بانتكاسات وانتصارات، وشدد على أن النجاح يتطلب تجديد الإيمان بأهداف الثورة، وممارسة النقد الصادق لتجنب تكرار الأخطاء.
وقال: "لم يكن الإنسان ليتمكن من بناء حضارته وتجديدها عبر التاريخ لولا قدرته على اكتشاف أخطائه والتعلم منها، وهذا هو جوهر النقد ومقصده، ثم تأهيل النفس للتصحيح وامتلاك مقومات تمكين الصواب".
بين الإشادة والانتقاد.. ردود فعل متباينة
أثار هذا الاعتذار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رحب البعض به واعتبروه خطوة شجاعة في النقد الذاتي، بينما انتقده آخرون ووصفوه بالمُتأخر وغير المجدي.
علق الحقوقي المعارض في الخارج، هيثم أبو خليل، على الاعتذار قائلاً: "هذه خطوة تستحق الاحترام، فالنقد الذاتي هو البداية الحقيقية للإصلاح".
في المقابل، تساءل معارضون عن سبل تنفيذ بعض الأفكار التي ذكرها صباحي، مثل تشكيل "مجلس رئاسي مدني"، مشيرين إلى أن جبهة الإنقاذ التي كان جزءًا منها ساهمت في تمكين السلطة العسكرية بعد 2013.
https://x.com/haythamabokhal1/status/1883113951036363076
https://x.com/Zeinobia/status/1883150813813731700
https://x.com/YaseenFarghaly/status/1883150701209219407
https://x.com/Moustafa_7akam/status/1882821401041875224