في تطور جديد يعكس تصاعد الحملة الأمنية ضد المعارضين، قررت نيابة أمن الدولة العليا، حبس التيكتوكر محمد أحمد علام، الشهير بـ"ريفالدو"، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وذلك بعد توجيه عدة اتهامات له، من بينها "الانضمام إلى جماعة إرهابية"، و"نشر أخبار كاذبة"، و"التحريض على ارتكاب جريمة إرهابية".
جاءت هذه الإجراءات بعد نشره مقاطع فيديو تنتقد عبد الفتاح السيسي وتسلط الضوء على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في البلاد.
 

اعتقال وإخفاء قسري قبل الظهور في النيابة
   ظهر "ريفالدو" بمقر نيابة أمن الدولة العليا في التجمع الخامس، بعد اعتقاله يوم 11 يناير وسط تقارير عن تعرضه للإخفاء القسري في أحد مقرات الأمن الوطني قبل عرضه على النيابة، واستمرت جلسة التحقيق معه لنحو عشر ساعات، بحضور المحامي الحقوقي نبيه الجنادي.

وكانت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان قد عبّرت عن مخاوفها المتزايدة بشأن سلامة "ريفالدو"، خاصة مع ورود تقارير عن انتهاكات تعرض لها أثناء احتجازه.
كما أشارت إلى أن اعتقاله يأتي في سياق حملة أمنية موسعة تستهدف النشطاء والمعارضين مع اقتراب الذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام المخلوع حسني مبارك.
 

حملة تضييق على المعارضين الرقميين
   يبلغ "ريفالدو" من العمر 24 عامًا، ويقيم في منطقة عين شمس بالقاهرة، وقد اشتهر بمحتواه النقدي الذي يبثه عبر منصة "تيك توك"، حيث يتناول القضايا السياسية والاجتماعية بأسلوب ساخر يجذب آلاف المتابعين.
ومع ذلك فإن حرية التعبير في مصر باتت مقيدة بشكل متزايد، حيث يواجه صناع المحتوى والنشطاء الرقميون خطر الاعتقال بسبب منشوراتهم أو مقاطع الفيديو التي يشاركونها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، ذكرت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في بيان لها أن "السلطات الأمنية تواصل ارتكاب الإخفاء القسري بحق ريفالدو منذ اعتقاله تعسفيًا بسبب نشاطه السياسي"، مشيرةً إلى أنه لم يُعرض على أي جهة تحقيق رسمية حتى لحظة ظهوره في النيابة، ما يثير مخاوف بشأن تعرضه لسوء المعاملة أو التعذيب أثناء احتجازه.
 

استهداف عائلة "ريفالدو".. تصفية الحسابات مع المعارضين
   ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها "ريفالدو" أو عائلته للملاحقة الأمنية، ففي نوفمبر 2022، اقتحمت قوات الأمن منزل عائلته بحثًا عن شقيقه الأكبر يوسف علام، الناشط السياسي المعروف.
وخلال هذه المداهمة، خضع هاتف "ريفالدو" الشخصي للتفتيش، وتم العثور فيه على فيديو ساخر كان قد سجله مع أصدقائه حول تظاهرات 11 نوفمبر، ما أدى إلى اعتقاله حينها.

ورغم الإفراج عنه في مايو 2023، استمر "ريفالدو" في نشر محتوى ناقد للسلطة، خصوصًا بعد اعتقال شقيقه يوسف في أغسطس 2024. ويُعتقد أن اعتقال "ريفالدو" الأخير جاء كرد فعل على مواقفه الداعمة لشقيقه ولغيره من المعتقلين السياسيين.
 

قمع متزايد قبيل ذكرى 25 يناير
   يأتي هذا التصعيد الأمني في إطار حملة أوسع تستهدف الأصوات المعارضة، تزامنًا مع اقتراب الذكرى الرابعة عشرة لثورة يناير، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة اعتقالات طالت صحفيين، ونشطاء، ومدونيين على منصات التواصل الاجتماعي، مما يشير إلى مخاوف السلطة من أي دعوات قد تحرك الشارع مجددًا.

ورغم التأكيدات الحكومية بشأن تحسين أوضاع حقوق الإنسان، فإن التقارير الحقوقية الدولية والمحلية تشير إلى تزايد القمع وتقييد الحريات في مصر، مما يضع تساؤلات حول مستقبل حرية التعبير في البلاد، ومدى قدرة السلطات على الاستمرار في نهج التضييق دون ردود فعل محلية أو دولية.

https://www.facebook.com/nabeh.alganadi.14/posts/3401270526694719