مع قرب بداية الفصل الدراسي الثاني، شهدت أسعار الأدوات المكتبية زيادة ملحوظة تتراوح بين 10% و20%، ما أثار قلق الأسر المصرية التي تعاني من تداعيات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
هذه الزيادة تشمل العديد من المنتجات الأساسية مثل الدساتير والكشاكيل والأقلام، مما يضع عبئًا إضافيًا على أولياء الأمور مع بداية الفصل الجديد.
 

الزيادة في الأسعار
   قال بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية والهدايا، إن أسعار الأدوات المكتبية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية الفصل الدراسي الثاني.
وأضاف أن الزيادة قد ترفع سعر الدستة بمقدار 10 جنيهات، في حين قد تزيد أسعار الكشاكيل بمقدار جنيه إلى جنيهين لكل كشكول، بينما سيتأثر أيضًا سعر الأقلام.
ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار نتيجة للعديد من العوامل الاقتصادية التي تؤثر على تكاليف الإنتاج في السوق المحلي.
 

العوامل المؤثرة في الزيادة
   وأوضح صفا أن أبرز العوامل التي أدت إلى ارتفاع الأسعار تتعلق بزيادة أسعار الورق المستورد، والذي يُعد من المواد الأساسية في تصنيع الأدوات المكتبية، حيث أشار إلى أن أسعار الورق المستورد قد ارتفعت لتصل إلى 35 و36 ألف جنيه للطن، وهو ما يشكل زيادة بنسبة كبيرة عن الأسعار السابقة.
وذكر صفا أن مصر تعتمد على استيراد الورق من دول مثل الصين وإندونيسيا لسد العجز في الإنتاج المحلي.

بالإضافة إلى زيادة أسعار الورق، تساهم زيادة تكاليف الإنتاج بشكل عام في ارتفاع الأسعار، بما في ذلك زيادة أسعار الكهرباء الصناعية، والنقل، والطاقة، إلى جانب زيادة أجور العمالة، خصوصًا في المصانع التي تستخدم معدات ثقيلة.
كما أشار صفا إلى أن زيادة تكاليف استيراد مستلزمات الإنتاج مثل الحبر والسن الخاص بالأقلام لعبت دورًا إضافيًا في رفع أسعار الأدوات المكتبية.
 

محاولات امتصاص الزيادة في أسعار الأدوات المكتبية
   وأشار صفا إلى أن سوق الفجالة، الذي يعد أكبر مركز لتجارة الأدوات المكتبية في مصر، قد يحاول امتصاص الزيادة في الأسعار من خلال تجار يمتلكون مخزونًا كبيرًا، حيث يسعى هؤلاء التجار إلى تفادي رفع الأسعار لتسريع حركة البيع، خاصةً أن المخزون قد يتعرض للتلف إذا لم يتم بيعه بشكل سريع، لذلك، يتوقع أن يسعى التجار إلى امتصاص الزيادة في الأسعار خلال الفترة الحالية.
 

العروض والخصومات لتسريع حركة البيع
   وفي إطار محاولات تسريع حركة البيع مع بداية الفصل الدراسي الثاني، بدأ بعض أصحاب المكتبات في طرح عروض وخصومات تتراوح بين 15% و20% على الأدوات المكتبية.
هذه العروض تهدف إلى تحفيز الأسر على شراء الأدوات المطلوبة بشكل أسرع، تجنبًا لتراكم المخزون وعدم القدرة على تصريفه مع اقتراب انتهاء العام الدراسي.
 

تغيرات في سلوك الأسر المصرية
   ومن الجدير بالذكر أن هناك تغيرًا في سلوك الأسر المصرية في شراء الأدوات المدرسية، حيث أصبح الشراء مقتصرًا على الاحتياجات الفورية فقط بسبب ارتفاع الأسعار.
وأكد صفا أن الطلبة لم يعودوا يشترون الأدوات بكميات كبيرة كما كان في السابق، إذ باتت الأسر تقتصر على شراء الأدوات الأساسية فقط، مثل كشكول واحد قد يُستخدم لأكثر من مادة دراسية.
 

الكتب الخارجية.. لن تتأثر كثيرًا بالزيادة
   فيما يتعلق بالكتب الخارجية، أكد صفا أن هذه الكتب لن تتأثر كثيرًا بارتفاع الأسعار، حيث يتم تصنيعها قبل بداية الموسم الدراسي بفترة طويلة، مما يجعل من الصعب تعديل أسعارها بعد الطباعة، لذلك فإن أسعار الكتب الخارجية تظل ثابتة رغم زيادة تكاليف الإنتاج.