تحاول دولة الإمارات المتحدة التمدد في القارة الأفريقية الفقيرة بيد أنها تسعى للتحكم بمصائر الشعوب التي تعاني من الفقر والحاجة على الرغم من أن بلادها غنية بالموارد الطبيعية.

تلك الموارد التي وضعتها الإمارات نصب عينيها فراحت تخطط للوصول إليها حتى ولو على حساب تلك الشعوب ومستقبلها ودمائها إن استحق الأمر بالنسبة لبن زايد.

عبر الاستثمارات التي تبخس حق الشعوب أو تسيطر على مقدراتها أو من خلال المكائد وتمويل المرتزقة والميليشيات أو حتى عبر إشعال فتيل الأزمات والحروب الأهلية تلجأ الدولة الخليجية لتلك الحيل للوصول إلي أهدافها.

تطرق تقرير صادر عن صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أساليب أبوظبي المتنوعة والخبيثة التي تلجأ إليها لبسط السيطرة والنفوذ على دول أفريقيا التي تعاني عدم الاستقرار.

صراع الاستثمارات 

ذهب التقرير إلى أنه في عامي 2022 و2023، تعهدت الإمارات بمبلغ 97 مليار دولار في استثمارات أفريقية جديدة عبر الطاقة المتجددة والموانئ والتعدين والعقارات والاتصالات والزراعة والتصنيع وفقا لشركة fDi Markets، وهي شركة مملوكة لشركة FT تتبع مشاريع الحقول الخضراء عبر الحدود.

لكن تقرير الصحيفة البريطانية أكد أن تلك الاستثمارات في أغلب الأحيان لا تتحقق غير أنها تحاول أن تبعد مستثمري الدول الأخرى عن تلك الأماكن الاستراتيجية وبالتالي يلجأ أهلها نهاية إلى الإمارات.

الصين إحدى أكبر الدول التي تستثمر في أفريقيا والتي تتبعها الإمارات وتحاول عبر المال تفويت الفرص عليها ولا تلتفت إذا كانت تلك الاستثمارات نافعة بالفعل للشعوب الأفريقية أم لا.

إشعال فتيل الأزمات 

التقرير ذاته تطرق إلى تمويل الإمارات للمرتزقة والحركات الانفصالية في الدول الإفريقية واستشهد بمقاتلي جبهة تحرير تيغري الشعبية الذين كانوا يهددون أديس أبابا خلال الحرب الأهلية الإثيوبية في عام 2021، قدمت الإمارات طائرات بدون طيار عسكرية للحكومة.

كذلك في السودان قدمت في وقت لاحق بعض الدعم لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الحرب الأهلية التي اندلعت العام الماضي، وفقا لفريق خبراء الأمم المتحدة، فيما تنفي الإمارات العربية المتحدة بشدة دعم أي من جانبي النزاع ودعت علنا إلى السلام.

ذلك الدعم دفع السودان إلى تقديم شكوى ضد الإمارات في مجلس الأمن الدولي كونها أحد أهم أسباب خراب البلد الأفريقي الذي عانى عدم الاستقرار في الآونة الأخيرة خاصة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.