هددت فتاة سورية في حلب بالإقدام على الانتحار خوفا من اغتصابها من قبل قوات نظام بشار الأسد أو المليشيات الشيعية الإيرانية واللبنانية، وقبل أن تقدم الفتاة على الانتحار بعثت برسالة عبر فيس بوك، إلى جميع المسلمين والعالم الحرّ، قالت فيها إنها لا تريد شفقة أو حزنا مفتعلا من أحد.. ويكفيها أنها ماتت وهى طاهرة شريفة.. بينما الجميع يشاهد مأساة النساء في سوريا.

ونقلت الناشطة مي الحمصي، رسالة الفتاة التي تقول فيها: "إلى شيوخ الأمة.. إلى شرعيي الفصائل.. إلى كل من ادعى يومًا أنه يحمل هموم الأمة العقائدية.. أنا إحدى فتيات حلب التي سيتم اغتصابها بعد لحظات.. فلم يعد هنالك سلاح ولا رجال تحول بيننا وبين وحوش ما يسمى جيش الوطن!".

وأضافت: "لا أريد منكم أي شيء.. حتى الدعاء لا أريده.. فما زلت قادرة على الكلام وأظن أن دعاءي سيكون أصدق مما ستقولون! كل ما أريده منكم ألا تأخذوا مكان الله وتفتوا في مصيري بعد موتي أنا سأنتحر.. ولا أكترث إن قلتم أنني في النار!".

وتابعت: "سأنتحر.. لأنني لم أصمد كل تلك السنوات في بيت أبي الذي مات وفي قلبه حرقة على من ترك.. سأنتحر ليس لشيء بل كي لا يتلذذ بجسدي بضعة عناصر كانوا ومنذ أيام يخافون نطق اسم حلب..".

وقالت الفتاة: "سأنتحر لأن في حلب قامت القيامة ولا أعتقد أن هناك جحيما أقسى من هذا.. سأنتحر.. وكلي علم أنكم ستتوحدون على فتوى دخولي النار.. الشيء الوحيد الذي سيوحدكم هو انتحار فتاة ليست بأمك ولا بأختك ولا بزوجتك.. فتاة لا تهمك..".

وأضافت "سأختم قولي بأن فتواكم لدي أصبحت كهذه الحياة لا قيمة لها على الإطلاق فاحفظوها لأنفسكم و لأهليكم.. سأنتحر.. وعندما تقرأون هذا اعلموا أنني مت طاهرة رغمًا عن الجميع".

الاغتصاب العلني بحجة الدفاع عن أمن الوطن!
وتشهد الأحياء الغربية من حلب التي يسيطر عليها مليشيات النظام، اعتداءات كثيرة من شبيحة وعناصر قوات الأسد على الفتيات، في ظل تخوف الأهالي من تقديم شكاوى خشية الاعتقال أو التصفية، ما يضطرهم للتستر على الضحية، والمجرمين من (الشبيحة) الذين يغتصبون الفتيات بشكل شبه يومي.

المعلومات الواردة من أهالي حلب أفادت بأن الأحياء الغربية شهدت ارتكاب شبيحة الأسد أكثر من 400 حالة اغتصاب، واعتداء جنسي، وبأن حالات الاعتداءات تزايدت بالفترة الأخيرة، حيث تشاهد الاعتداءات الجنسية أحيانًا بشكل علني عند حواجز قوات الأسد، وفي الحدائق العامة، وأزقة الطرق دون أن تستطيع المارة البوح بكلمة واحدة خوفًا.

وأثارت قضية الاغتصاب غصة كبيرة في أوساط الشارع الحلبي، حيث لا يستطيع المدنيون التعبير عن معاناتهم في ظل قبضة من حديد، ويتجاهل النظام انتهاكات الشبيحة، وعناصر الأمن لحرمات المدنيين بذريعة الدفاع عن الوطن، وسط تعتيم إعلامي مطبق على تلك الجرائم التي وصفها الأهالي بـ(المهينة للإنسانية)، عقب منع النظام وسائل الإعلام العمل في أحياء سيطرته، لتنفرد وسائل إعلام النظام في العمل بإشراف الأجهزة الأمنية - التي تشارك في جرائم الاغتصاب-  من أجل نقل مجريات الأحداث من منظور واحد يصب في صالح النظام.