سلام الله عليك ..
مرت 400 يوم على اختطافك على يد أجهزة الأمن في دولة الإمارات ..
قضيت منها 120 يوما في الحبس الانفرادي، تعرضت خلالها للتعذيب البدني والنفسي ..
لم يكن لك أي اهتمامات سياسية، ولم تنضوِ تحت أي لافتة، ولم تكن عضوا في حزب أو جماعة ..
ورغم ذلك تعرضت لما تعرضت له من ظلم وجور، وحرمك خاطفوك من أبسط حقوقك في الحياة !!
لعلك اليوم ـ يا بني ـ وجدت إجابة عن سؤالين، أعتقد أنك سألتهما لنفسك يوما ما :
لماذا يشتغل أبي بالسياسة، ولماذا اهتمت أمي بها ؟!
ولماذا قُتلت أختي حبيبة ؟!
ما اشتغلت بالسياسة ـ يا مصعب ـ إلا ليعيش الناس في عالم أفضل ..
وما قُتلت حبيبة إلا لنفس السبب ..
عالم لا تتعرض فيه ولا غيرك لما تعرضت له ..
عالم بلا ظلم ولا قهر ..
عالم يحترم الإنسان، ويرفق بكل المخلوقات ..
عالم لا يعلو فيه خسيس ..
ولا يُذل فيه عزيز ..
ابني الحبيب مصعب ..
إن كنت اليوم مظلوما، مقهورا، محروما من رؤية أبويك وشقيقتيك ..
ومحروما من أبسط حقوقك في الحياة ..
فأبشر ..
سيجعل الله لك ـ غدا ـ سلطانا مبينا على ظالميك ..
فإن شئت عذبهم الله بظلمهم لك ..
وإن شئت عفا الله عنهم، إن عفوت أنت عنهم ..
فهذا هو السلطان المبين يا بني ..
أن يفعل الله ما تشاء أنت ..
وأن يفعل ما يُرضيك؛ ليذهب غيظ قلبك ..
ويطيب خاطرك ..
أحمد عبدالعزيز - مستشار الرئيس مرسي