لم يتحمل الطفل إيلان عبدالله الكردي، جحيم الحياة في مدينة كوباني "عين العرب" السورية، وسط هجمات تنظيم "داعش" عليها، كما لم يتحمل جسده النحيل أمواج البحر الهادئة قرابة ساحل مدينة بودروم التركية.

لفظ "إيلان" أنفاسه الأخيرة بعدما غرق قارب يقل 17 شخصًا هاربين من الحرب في سوريا بحثًا عن حياة في مكان آخر، بعد 30 دقيقة فقط من انطلاقه في جوف الليل من ساحل مدينة بودروم التركية قاصدًا جزيرة "كوس" اليونانية.

وعثر مجموعة من الصيادين على جثة إيلان وأبلغوا السلطات التركية، وبينما يتقدم شرطي لينتشله التقط شخص ما مجموعة من الصور هزت ضمير العالم أجمع.

بداية القصة كما روتها طعمة الكردي، شقيقة عبد الله الكردي والد إيلان، لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تعود إلى مدينة "كوباني" التابعة لمحافظة حلب السورية، حيث عاش إيلان سنوات عمره الثلاث، رفقة الأخ غالب والأب عبد الله والأم ريحان، تقول العمة: "سمعت الخبر في الخامسة صباحًا وتلقيت مكالمة هاتفية من عبد الله قال لي فيها زوجتي وأولادي لقوا حتفهم".

وتضيف: "قدم عبد الله طلب لجوء إلى كندا بعدما ضاقت به الحياة في كوباني وسط هجمات لا تنتهي من مقاتلي "داعش"، إلا أن الطلب رفض في يونيو الماضي، ففر عبدالله بأسرته إلى تركيا بحثًا عن طريق لدخول أوروبا".

وعن موقف الأب المكلوم بعد ضياع أسرته، قالت العمة: "عبد الله سيعود إلى كوباني لدفن زوجته وطفليه وقال لي أريد أن أُدفن معهم".

وكانت السلطات التركية قد أعلنت عن وفاة ثمانية مهاجرين بينهم الطفل إيلان "3 سنوات" وشقيقه غالب "5 سنوات" وأمهم ريحان "35 سنة"، بينما نجا 4 ممن كانوا يستقلون القارب من بينهم الأب عبد الله، فيما لا يزال باقي الركاب في عداد المفقودين.

وقال الصياد الذي عثر على الطفل إيلان لـ"بي بي سي": "عثرت عليه عند البحر فأبلغت السلطات.. لقد كنت خائفًا وقلبي محطم".

وتواجه أوروبا ضغوطًا شديدة بعدما تصاعدت أزمة اللاجئين القادمين من الدول التي أنهكتها الحروب، وتشير بعض التقارير إلى أن مجلس الأمن يعتزم إصدار قرار يجيز للاتحاد الأوروبي التدخل في المياه الدولية في البحر المتوسط لمكافحة الهجرة غير الشرعية.