اندلعت اشتباكات عنيفة، مساء أمس الثلاثاء، بين بعض المتظاهرين اللبنانيين، وقوات الأمن، أمام مقر الحكومة (السرايا)، وسط العاصمة بيروت، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات، واعتقال 23 متظاهراً.
 
وأوقفت قوى الأمن 23 متظاهراً، فيما نفذ عدد من الناشطين اعتصامات أمام مقرات الأمن حيث يحتجز زملاؤهم. وكان قد اعتصم عدد آخر، في وقت سابق، أمام مقر الشرطة في بيروت، بعد توقيف أحد المتظاهرين الجرحى، الذي ضرب على يد القوى الأمنية في ساحة رياض الصلح، ونقل إلى المركز المذكور في منطقة السوديكو. ويتحدث المشاركون في الاعتصام عن اعتقال آخرين ونقلهم إلى ثكنة الحلو في منطقة المزرعة.
 
ووفق نشطاء لبنانيين، فإن ساحة "رياض الصلح" وسط بيروت، تحولت إلى ساحة معركة حقيقية، بعد إقدام بعض المتظاهرين، على افتعال مواجهات عنيفة مع عناصر قوى الأمن الداخلي، من خلال رميهم بالحجارة والزجاجات الحارقة، وإشعال حرائق في الأسلاك الشائكة المحيطة بمقر الحكومة.
 
وأضاف النشطاء، بحسب وكالة "الأناضول"، أن المواجهات اندلعت بعد فض اعتصام سلمي أقامه ناشطون من حملة "طلعت ريحتكم" المنظِّمة للحراك في بيروت، وأسفر عن وقوع جرحى واعتقال آخرين.
 
من جهتهم، شدّد النشطاء عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، على أن "اعتصاماتهم وتظاهراتهم ضد الحكومة سلمية وستبقى كذلك".
 
وكانت المواجهات قد تجددت مساء الثلاثاء، بين متظاهرين يطالبون باستقالة الحكومة على خلفية "قضايا فساد" وقوات الأمن، أمام مقر الحكومة، وسط العاصمة اللبنانية بيروت.
 
وعمدت القوى الأمنية وعناصر مكافحة الشغب المكلفة بحماية مقر الحكومة اللبنانية (السرايا)، إلى تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في الساحة، بعد إلقاء بعض المتظاهرين زجاجات مياه ومفرقعات باتجاه عناصر الأمن.
 
جدير بالذكر أن القوات الحكومية، أزالت في وقت سابق أمس، الجدار الإسمنتي الذي كانت قد أحاطت به مقر الحكومة للحيلولة دون اقتحامه من قبل المتظاهرين.
 
وفضت القوى الأمنية اللبنانية أمس الأول الأحد، تظاهرة لآلاف الناشطين اللبنانيين في الساحة ذاتها، حيث طالبوا باستقالة الحكومة وإسقاط النظام، كما اندلعت أعمال الشغب، بعد محاولات بعض المتظاهرين اقتحام مقر الحكومة، قابلتها القوى الأمنية بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
 
وكان الآلاف من المتظاهرين، تجمعوا السبت الماضي، بساحة رياض الصلح وسط بيروت، على مقربة من مقرّي الحكومة والبرلمان، بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم" (في إشارة إلى المسؤولين الحكوميين)، وبمشاركة عدد من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين، منددين بـ"فساد" المسؤولين اللبنانيين، ومطالبين بـ"إسقاط النظام".
 
يذكر أن أزمة النفايات في بيروت، هي المحرك الرئيس للاحتجاجات الحالية في العاصمة، إذ دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية، وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة، مع اعتماد الدولة حلولاً مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تهدد الصحة العامة، بحسب مصادر طبية.
 
العربي الجديد