بقلم: د. عز الدين الكومي
 
من الأمثال الشعبية التي يرددها المصريون للتعبير عن أهمية الالتحاق بالوظيفة الحكومية المريحة التي تؤمّن لصاحبها مزايا العمل الحكومي في التبطل والكسل وعدم الإنتاج والروتين والجلوس خلف أكوام من الملفات على طريقة التكايا والوسايا.
 
تذكرت هذا المثال وأن أشاهد زعيم عصابة الانقلاب مرتديا بزته العسكرية في زيارة قيل إنها لشمال سيناء وقد كتب عليها اسمه ورتبته الجديدة التي ليست موجودة ضمن التسلسل الهرمي للرتب العسكرية وجيش كامب ديفيد.. لكن حالة جنون العظمة التي يعيشها الطاغية وحتى لا يفكر أحد أو يظن أنه اكتفى بالبدلة الملكي وأنه هو المشير والطبيب والفيلسوف والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
 
وعلى الرغم من تعهد زعيم عصابة الانقلاب في خطاب استقالته أنها المرة الأخيرة التي يظهر فيها مرتديا البزة العسكرية حين قال اليوم أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي كوزير للدفاع ولكن كعادته يقول الشيء ويفعل نقيضه، كما قال من قبل بخصوص أهل رفح قال لو دمرنا بيوت رفح وقتلنا الأبرياء حانكون أعداء وحايكون في تار وحايصل نفس إللي حصل في جنوب السودان..صح؟
 
ظهر زعيم عصابة الانقلاب ومن خلفه مجموعة من الحراسات الخاصة بزي مختلف بالرغم من أنه متواجد بين أفراد المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها والتي يعتبرها ميراثا آلَ إليه بحكم خلفيته العسكرية، وعلى الرغم من أنه أحد أبناء جيش كامب ديفيد وشغل من قبل مدير المخابرات الحربية ووزير الدفاع لكنه استولى على السلطة بانقلاب عسكري دموي غاشم والمفترض أن جيش كامب ديفيد يؤيده ويحميه ويحافظ عليه لكنه لم يعد يثق بأحد، وهذا هو حال الخونة، فجاء بطاقم حراسة من شركة بلاك وووتر الأمريكية يقومون بفرض بحراسة لصيقة عليه. فلله درك أيها الرئيس مرسي يوم أن وقفت على منصة التحرير بصدر مكشوف ويوم أن زرت سيناء وأنت وسط هذه العصابة ولم يخطر ببالك يوما أنهم يغدرون بك. 
 
وفي كلمته التي وجهها للجنود استمر في كذبه وهذيانه بأن هذه الهجمات تم الإعداد لها بالخارج كعادته من الهروب من قول الحقيقة والتغطية على فشله في حماية جنوده، وأضاف: إن الجيش المصري لديه مبادئ وقيم وحريص على أرواح الأبرياء، وإذا لم تكن القوات المسلحة تراعي القيم والمبادئ كان ممكن أن يتم تدمير أي مساحة باللي عليها كله، لكن ذلك لم يحدث لأننا حريصون على ألا يكن هناك استهداف على المدنيين. وعلى الرغم من كل ما يحدث لا بد وأن نصرّ على المبادئ والقيم الرفيعة للجيش وهو الحفاظ على الشعب المصري في ظل الظروف الصعبة. يقول هذا الهراء ودماء أهالي سيناء لم تجف دماؤهم بعد والمشردون الذين يبيتون في العراء وبيوتهم ومساجدهم المهدمة تشهد على كذبه وخيانته.
 
وقد انبرى المطبلاتية من المحللين والخبراء العسكريين والأمنيين والكائنات الفضائية لتوضيح سبب وحكم ارتداء زعيم عصابة الانقلاب للبزة العسكرية، حيث قال أحدهم من حق القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يلبس البزة العسكرية وقتما شاء وبدون قيود كما كان الرئيس السادات يفعل، وعن أهمية الزيارة في هذا التوقيت وأنها توصل رسائل هامة للداخل والخارج وأن مصر تعيش حرب شرسة ضد الإرهاب والكباب وأنه واحد منهم يتمرغ في تراب الميري.
 
وكان أهم المطبلاتية الانقلابي حسن نافعة الذي شرح أسباب الزيارة التاريخية وأهمية الظهور بالبدلة الميري وأنه معها قلبًا وقالبًا، مؤكدًا أن زيارة رأس الدولة لشمال سيناء في هذا الوقت زيارة مهمة كما أنها تطلق رسالة للداخل والخارج أن سيناء تحت سيطرة الجيش المصري.
ووصف نافعة ارتداء زعيم عصابة الانقلاب الزي العسكري بالحركة "الذكية" الهدف منها توصيل الرسالة بأنه مقاتل قبل أن يكون رئيس كما أنها رسالة للجنود مفادها أنه معهم في خندق واحد وأنه يمكن أن يدفع حياته ثمنا لهذا الوطن وأنه معهم في أرض المعركة.
وقد حاول زعيم عصابة الانقلاب أن يبرر ظهوره بالبزة العسكرية فقال: عشان محدش يفهمني غلط كان لا بد وأن أرتدي هذ الزي تقديرا واحتراما لما تقومون به مصر، وشعبها متعلقة في رقابتنا.