بسم الله الرحمن الرحيم
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

بأسمى آيات الجهاد والمقاومة وبمزيد من الفخر والاعتزاز يحتسب المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالقليوبية الأبطال الثلاثة والذين ارتقوا شهداء اليوم الأربعاء الموافق 14 رمضان 1436 في المذبحة التي تمت على أيدي قوات السلطة الغاشمة - سلطة الانقلاب ، والثلاثة هم
د/ هشام زكي خفاجي - طبيب بشري ومسؤول المكتب الاداري للإخوان بالقليوبية
د / طاهر محمد إسماعيل - طبيب بيطري ونائب مسؤول المكتب الاداري بالقليوبية
أ/ ناصر الحافي - المحامي وعضو مجلس الشعب عن القليوبية وعضو المكتب الاداري بالقليوبية
والذين جاءت شهادتهم بعد مشوار جهادي عظيم ومشرّف ، وبعد عمل دؤوبٍ وجهادٍ وتضحيةٍ، نحسبهم جميعا شهداء ولا نزكيهم على الله ، ونسأل الله تعالى أن يتقبلهم في الشهداء وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، ونعاهدهم وكل الشهداء أن نبقى على طريق ذات الشوكة حتى يأذن الله لنا بإحدى الحسنيين

أيها الصادقون الأبرار
نحن نوقن تمام اليقين أن الآجال مكتوبة عند الله لن يقدمها اعتداء مجرم ولا يؤخرها تراجع من أصحاب الحقوق ، ونحن نعلم أن هذا الطريق قد قُتل فيه أنبياء وصالحون ، ولا يزال هذا الطريق يسلكه القادرون على خوضه ، لا المترددون فى دفع تكاليفه

أيها الإخوان المجاهدون
إن أنس بن النضر يوم معركة أحد عندما أُشيع مقتل النبى صلى الله عليه وسلم قال للصحابة الذين بدا على بعضهم الحزن والأسى المُقعِد عن القتال والمواجهة : " قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله " ، فإذا كان هذا قد حدث مع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فمَن بعده من تابعيه بإحسان أولى ، ولقد قالها القرآن صريحة مدوية لأصحاب النبى الكريم " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ. أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ. وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا. وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ"

أيها الثوار الأحرار
نذكركم بقول الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [سورة الأحزاب: 23].
وبقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبة: 111]
نحن بايعنا الله تعالى على أن ننصر دينه فى السراء والضراء ، وفى المنشط والمكره ، فليكن كذلك بلا تردد ولا تراجع
فإما إلى النصر فوق الأنام ... وإما إلى الله فى الخالدين
وسيريكم الله تعالى من آياته ما تقر به أعينكم ، وسيرفع الله قدركم ، ويكسر بكم شوكة عدوه وعدوكم ، و "إن الله تعالى لا يعجل بعجلة أحدكم " ... {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} .
نسأل الله تعالى أن يجمعنا بهم وبكل من سبقنا من إخواننا في جنات النعيم بإذن الله تعالى ... إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم يا أحباب لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

الإخوان المسلمون بالقليوبية
الأربعاء 14 رمضان 1436 هـ الموافق 1 يوليو 2015 م