"أنا شايف إن مصري دي مش جنسية دي حالة نفسية، يعني لو حد قالك مالك قول عادي مصري شوية كده وهفك".. تغريدة كاشفة لا تعبر عن واقع المصريين فى الداخل فحسب وإنما تعكس لمأساة تمتد وتلاحق الشعب المنكوب خارج الحدود لتذكره دائما أنه "مصري" عليه أن ينبطح أمام عسكر الانقلاب في الداخل من أجل التعايش مع المجتمع القمعي، ويمتهن من الكفيل ضمن ضروريات الغربة.

تلك الحالة المصرية العامة تفجرت عبر هاشتاج #"مصري_والعيشة_مرة لترصد مأساة الشعب الذي ذبحه العسكر مرتين، عندما استلب منه حريته وانقلب على إرادته الشعبية في ثورة 25 يناير ودهس مكتسباتها بمجنزراته، والثانية عندما ضيق عليه في حياته وحرمانه من سب العيش الكريم في الداخل وتركه في الخارج ضحية الانتهاك وإهدار الكرامة والامتهان.

"مصري والعيشة مرة" قص شريط تغريداته بمقطع فيديو مأساوي لأحد المصابين في حادث الكويت الذي أسفر عن مقتل وإصابة 4 مصريين، يحكي في مداخلة هاتفية مع مذيع العسكر وائل الإبراشي عن مرارة معاناة المصريين في الخارج وتجاهل دبلوماسية السيسي لإنقاذ المواطنين من سخرة الكفيل وامتهان أصحاب البلد.

والمواطن لم يحرم نفسه من البكاء على حال شعب بأكمله، ولم يخجل من الانهيار، قائلا: "احنا الشعب الوحيد ملوش أي كرامة، الهنود والفلبينيين واخدين حقهم، إنما المصري الوحيد اللى لو عمل مشكلة مع أي حد من أى يجنسه يرحلوه".

وتابع: "الهندي لما ييجي يشتغل فى الكويت سواق بيدفعوله تأمين عشان لو تم ترحيله يلاقي معاه فلوس تعويض، لكن المصري فين من ده كله".

وسخر المواطن المنكوب من فشل دبلوماسية العسكر، موضحا: "السفير من ساعة ما اتصبت مجاش ولا عبرني، تقريبا خايف ينزل من مكتبه أحسن جزمته تتوسخ"، ليصرخ من الآلم: "والله العظيم إحنا بني أدمين مش كلاب، والله العظيم إحنا بني أدمين مش كلاب".

صرخة المواطن المدهوس في بلاد الكفيل والرز، يتردد صداها منذ زمن بعيد في فراغ العسكر، فمن دهسه الكويتي في الخارج ربما أسعد حالا ممكن يدهسه العسكر فى المعتقلات ويعاني من الموت البطيء تحت وطأة الإهمال ومنع الدواء والصعق والتعذيب.

أم عمر اعتبرت أن "مصري والعيشة مرة" هى نتاج حكم الطواغيت، ومع افتقاد مسارات العدالة فى بلد العسكر، لجأت للدعاء على الانقلاب العسكري: " اللهم أنقذ مصر وأهلها المخلصين.. وعليك بالظالمين ومن رضي بهم".

وعلق مأمون عمر: "كل المزايا والمكافأت اقتصرت على العسكر والضباط والقضاة ورجال أعمالهم وإعلاميهم على حساب المواطن"، فيما كتبت هبه الحداد: " نتعلم ونتخرج واهلنا يصرفوا علينا دم قلبهم، وف الاخر.. بطالة".

وتفاعل محمد الشرنوبي مع الهاشتاج، قائلا: "‏مصري والعيشه مره.. أصبحت أم الدنيا بلد لا يعاش فيها وكأنها مقبرة جماعية لأبنائها في ظل حكم العسكر"، فيما علق محمد عامر: " شعب مش فالح غير في صنع الفراعنة أما الأحرار منهم أما معتقل أو مقتول أو مطارد.. لك الله يا مصر".

وكتب الناشط أحمد أبو حسين: "في بلد العسكر تسجن العفيفات الشريفات.. وتكرم الساقطات"، فيما علقت صاحبة حساب لمضة هانم: "لازم الغلبان يضحي وياكل من الزبالة، عشان زبالة المجتمع يعيشوا أسياد".

وحاول إسماعيل محمد أن يخرج من كونه مصري بأفضل ما في المأساة، فعلق: "اللهم أجعل الجنسية المصرية من الشافعين لنا يوم القيامة"، بينما اعترفت صاحبة حساب لوليتا محمد بالواقع الذي فرضه العسكر، قائلة: "الشعب لازم يتعصر عشان بشوات العسكر وأعوانهم يعيشوا ملوك".

«مصري والعيشة مرة» خرج من مجرد كونه "هاشتاج" إلى مشاركة مجتمع بأكمله يرصد مأساة يعيشها فى الداخل والخارج لم تتوقف عن حدود قمع العسكر وكبت الحريات، وإنما امتدت إلى نكبات متلاحقة ويومية فى الصحة والتعليم والبطالة والإسكان والأسعار.. ولازالت أم الدنيا تخشي أن تصبح أد الدنيا فى دولة الانقلاب.

الحرية والعدالة