ابني في الثانوية العامة، واكتشفنا أن له مجموعة من أصدقاء السوء، يتركون المدرسة ويذهبون إلى المقاهي، وتدريجيا بدأ يدخن، ثم ما لبث وبدأ مرحلة تعاطي المخدرات، وبدأ احتياجه المادي يزيد ويطلب أموالا كثيرة، وإذا لم نتجاوب معه يثور ويتشاجر مما يضطرنا إلى التعامل العنيف معه، وبدأ يهرب ويبيت خارج البيت، ووصلنا معه إلى طريق مسدود!

أما وقد وصلنا إلى تلك المرحلة، وهي مرحلة المعرفة ومواجهة الحقيقة.. ماذا علينا أن نفعل؟ وكيف ندير المشكلة؟ وكيف نتعامل مع هذا الوضع المأزوم؟

الإجابة

إدمان الشباب للمخدرات أصبحت واحدة من أخطر الهموم التي تواجه المجتمع العربي، وتقف وراء معظم المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها الأسر العربية، فالإدمان سبب رئيس في انتشار جرائم القتل والسرقة والاغتصاب والتفكك الأسرى والطلاق والشذوذ، وغير ذلك.

وللإدمان أسباب كثيرة، من أهمها:

    انشغال الأسر عن أبنائها.
    البعد عن الدين.
    الانحلال الأخلاقي في الأسرة والمجتمع.
    رفاق السوء.
    إهمال ساسة الدول العربية ذلك الملف الخطير، وعدم التعامل معه بما يتناسب مع حجمه.
    غياب الحب والدفء الأسري.
    تداعي دور المدرسة والمعلم.
    انتشار الجهل وتدني المستوي الثقافي رغم التقدم التكنولوجي، وتوفر المعلومات وسهولة الوصول إليها!

 وبالنسبة لمشكلتك فقد وصلتم إلى النقطة الساخنة في الموضوع، فقد عرفتم وتواجهتم، ورغم ذلك فإنني أود أن اتطرق قبل مناقشة حل المشكلة إلى الاعراض التي تظهر على المدمن وتشير إلى دخوله عالم الإدمان، حتى نختصر الطريق على الأسر التي لم تكتشف المشكلة بعد؛ لتتمكن من الدخول إلى مرحلة العلاج سريعا قبل أن يتطور الأمر إلى جرائم مترتبة على الإدمان يكون التعافي من آثارها ليس سهلا.

علامات تظهر على المراهق المدمن

    تأخر فى التحصيل الدراسي.
    الامتناع عن الطعام وضعف الشهية.
    خروج الرذاذ من أنفه أو فمه.
    هالات داكنة تحت العين.
    كثرة طلب المال.
    اختفاء الأشياء من المنزل (سرقة).
    يصبح منفعلا وعصبيا دون سبب.
    لا يتفاعل مع الآخرين ويلجأ للعزلة والانطواء.
    ارتخاء العضلات وضعف القوة الجسمانية.

كيف نتصرف؟

أولًا: لا تعنفوا الابن.

ثانيًا: أدخلوه إلى إحدى مصحات الطب النفسي والإدمان، ليتلقى العلاج بسرعة.

ثالثًا: فى حال رفض الابن تلقي العلاج، تجب محاولات الاقناع وجلب الوساطات له.

رابعًا: إذا رفض الذهاب يجب أن يذهب رغما عنه، والمستشفيات المتخصصة تعرف طرقا للتعامل مع النوع الرافض وستناقشكم فيها.

خامسًا: المصحات مرهقة ماديا إلا إنها تساهم فى علاجه وتؤهله نفسيا لاسترداد حياته.

أساليب خاطئة في التعامل مع المشكلة

العنف:

حيث نجد أن الأب أو الأم يقوما بتعنيف الابن، وربما يصل الأمر إلى العقاب البدني والأذى النفسي، وحرمان المراهق من الخروج، ومطالبته بالابتعاد عن كل الوسائل الترفيهية التي كان يلجأ إليها.

ربما ينتهي الأمر إلى هروب المراهق من البيت ومن ثم ضياع فرصة العلاج، والدخول في دوامة أكبر من المشكلة ذاتها.

إعطاء مزيد من الأموال:

هناك بعض الآباء عند يعلموا أن أحد أفراد أبنائهم يتعاطى المخدرات، فإنهم يستمرون في إعطاءهم نفس المبالغ المالية التي كان يحصلوا عليها من قبل، بالتالي فإن المراهق سوف يقوم بالذهاب إلى تعاطي المواد المخدرة، وخاصة عندما تكون الأسرة غائبة عن المسؤولية ومتابعة الأبناء، لذلك يجب على الآباء في حالة معرفتهم ذلك الأمر تقليص الأموال مع الحرص على متابعة النفقات التي يحتاجها، وحتى لا يضطر إلى السرقة لكي يعوض النقص في تلك الأموال.

الانشغال:

عند معرفه الآباء أن أحد أبنائهم يتعاطى أو يدمن تلك المواد المخدرة يجب أن يتفرغ الأب الوقت الكافي لكي يستطيع أن يقوم بالمتابعة وإدراج ابنه في أحد البرامج العلاجية، ويجب على الأسرة أن تتعاون في العلاج والمتابعة فيما بينها لكي يستطيعوا أن يصلوا إلى بر الأمان.

الإنكار:

هناك بعض الآباء عند معرفتهم أن أحد الأبناء في حالة إدمان فإنهم يقومون بنكران وجود تلك المشكلة لعدة أيام وقد تمتد لأسابيع وشهور، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التجاهل التام تهربا من مواجهة المشكلة.

التساهل والسماح للابن بالعودة إلى نفس البيئة التي شجعته على الإدمان:

خصوصا خلال فترة العلاج، فهذه البيئة كفيلة بأن تحدث انتكاسة، وتوقفا عن البرنامج العلاجي، وتجدد المشكلة.

الوقاية

وبدلا من المسير في ذلك الطريق الشائك؛ علينا أن نتكلم عن الوقاية فهي أفضل من العلاج، ولكي نقي أبناءنا تلك الشرور لا بد من:

    تربية أبناءنا على الدين والأخلاق وربطهم بالمساجد وشغلهم بحفظ القرآن.
    الحفاظ على الحب والاستقرار الأسرى وإحساس الزوجين بالمسئولية تجاه حل المشكلات الزوجية دون الوصول إلى الانفصال والطلاق.
    مصاحبة الأبناء ومناقشة مشكلاتهم في جو أسري حميم واتباع أسلوب التربية بالحوار.
    اختيار مدارس ذات سمعة إدارية وأخلاقية وبيئية جيدة.
    تعليم الأبناء مواصفات الصديق الصالح وتحذيرهم من أصدقاء السوء.
    تربيتهم على قصص الصالحين وحبهم.
    عدم الانشغال عن الأبناء، بل تربيتهم وإعطاء أوقات يومية لهم لمتابعة أمورهم ومشاكلهم.
    أن يكون الوالدين قدوة حسنة لأبنائهم في سلوكهم واختيارهم لأصدقائهم.