تختلف المرأة الأرملة عن الرجل الذي رحلت عنه زوجته , فالكثير من النساء بعد وفاة أزواجهن يكرسن حياتهن لأولادهن و يرفضن دخول رجل آخر علي أبنائهن .

وقد يلاقين من صعوبة الحياة و تحمل المسؤولية وحدهن , ماالله به عليم , لكنهن يلجأن لله تعالي فهو كافيهن و معينهن علي ما هن فيه .

علي عكس الرجل , فغالبا هو لا يستطيع - بعد وفاة زوجته - أن يعيش وحده كثيرا , فقد اعتاد الاستقرار, خاصة في وجود الأبناء فالمسؤولية  كبيرة ، و لن يتمكن من حملها بمفرده , فيقبل على الزواج .

لكن البعض من الأزواج يسيء الاختيار لشريكة حياته الجديدة , فيأتي لأبنائه بزوجة أب تنغص حياتهم بدل أن تضمد جراحهم بعد فراق أمهم !

ونحاول معا ههنا أن نخطو خطوة لمحاولة للارتقاء بمفهوم زوجة الأب الذى يصفه الناس عادة بصورة لا تليق به ..

ابتداء ، علي الزوج الذي يريد الزواج بعد وفاة زوجته أن يحسن اختيار الزوجة الجديدة , يختار فيها الدين و الخلق قبل أي شىء , لأن المهمة التي جاءت من أجلها تحتاج لصاحبة الايمان والأخلاق ..

يختارها من أصل طيب لأنها التي ستكمل رسالة تربية أولاده , ولأنها قد تتعرض لمواقف صعبه لا يصبر عليها إلا أصحاب الأصل الطيب .

زوجة الأب يجب أن تكون أهلا لثقة زوجها الذى اختارها ليكمل معها مسيرته التي بدأها ومشواره الذي يرتجي أن ينهيه بنجاح وفلاح ، لا أن تكون معكرة لتلك المسيرة ومعوقة لذلك الطريق  .

تكون أمينة علي بيته و أولاده , تتقي الله تعالي فيهم , لأنه سبحانه رقيب عليها ، خصوصا وقت إن غاب الزوج عن البيت , فهو سبحانه البصير السميع , العليم , الحي القيوم .

 تحتسب لله أنها ستربي هؤلاء الأبناء الذين فقدوا أمهم ، وأحب الناس إليهم فانكسرت قلوبهم .

يجب أن تتعلم الرفق والرقة , والابتسام والمجاملة وحسن الحديث , وتتذكر حديث النبي صلي الله عليه و سلم (دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ).

وتتحلي بالصبر في رعاية هؤلاء الأيتام , فتربية الأولاد عموما تحتاج للصبر , فما بال إذا لم يكونوا ابناءها ؟! فالمهمة صعبة , و التيسير سيكون من عند الله تعالي إن أخلصت النية ..

لتتجنب الصراخ في وجوههم و إياها و الضرب , أو التجريح بالكلمات اللاذعة .

فلتناديهم بأحسن الأسماء ولا تظهر عيوبهم أمام الآخرين من الأصحاب أو الأقارب .

عليها أن تعامل الأبناء كأولادها لا تفرقهم عنهم , فهم نبت صغير بين أيديها ستسأل عنهم يوم لقاء ربها .

تمدهم بالحنان و الدفء النفسى و العاطفي , تمسح دموعهم , و تعيد بسماتهم , تكون لهم بمثابة الأم و الصديقة .

ولتعد تربيتهم ذخرا لها في مستقبل حياتها ، فربما هؤلاء الذين ينفعونها عند كبرها فلا تجد غيرهم يساندها و لا تنس قول الله تعالي  "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"

ولتحذر أن تكيد للأولاد المكائد , فتشتكي للأب من الأولاد علي الصغيرة و الكبيرة , فتتسبب في غضب الأب علي أبنائه , فيعود عليهم بالسب و الضرب , هذا للاسف ما تفعله الكثيرات من زوجات الآباء , و هذا الأمر من أهم الأمور التى تزرع الكره و البغض بين الجميع .

يجب عليها ألا تحمل الأبناء أكثر من طاقتهم في أعمال البيت ، خاصة الفتيات , و إن أرادت أن تشرك الفتاة معها في عمل البيت بغرض تعليمها أمور البيت ألا تختار أوقات المذاكرة والامتحانات بل تختار وقت العطلة الدراسية و يكون طلبها بلباقة دون أوامر .

يجب أن تكون ذكية في احتوائها للأبناء و عليها أن تعلم أنها ستصل إلي قلب زوجها عندما يجد أبناءه سعداء متقدمين في دراستهم , أحوالهم مستقرة خلقيا و دينيا , في هذه اللحظة سيعرف أن الله تعالي أبدله من زوجته الأولي بهدية , و لا يندم أبدا علي الارتباط بها , و هنا ستفوز في الدنيا بحب زوجها و احترام الناس , و في الآخرة بالجائزة الكبرى .

إن دور زوجة الأب يمكن أن يصير سخطا وألما ، وشقاء وشرا مع الابناء ، وندما وحسرة عند الاب ، وسوء سيرة عند الناس ، أعاذ الله من ذلك كل الطيبين ..

كما يمكن أن يكون روحا وريحانا في بيتها الجديد ، ودواء وشفاء لصدور الأبناء المكسورة قلوبهم ، ومودة ورحمة مع زوجها الجديد ، وذكرا حسنا وسيرة كريمة عند الناس أجمعين ..