ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بازدواجية المعايير الغربية، والتي تجعله يشتد في التنديد بعمليات فرنسا وبروكسل، ويتجاهل عمليات إسطنبول ولاهور.
جاء ذلك خلال كلمته أمام قمة منظمة التعاون الإسلامي في دورتها الثالثة عشرة، والمنعقدة في إسطنبول، وهي القمة التي رأى أن العالم الإسلامي يحتاج إلى نتائجها، من أجل تحقيق العدالة والسلام في بلدانهم.
وتوجه أردوغان باللوم إلى الدول الغربية لعدم استماعها ل تنبيهات تركيا بشأن الإرهاب، حتى عانت هي منه، داعيا دول العالم إلى البدء بعملية جدية لمكافحة المنظمات الإرهابية، بالتنسيق على المستوى الأمني.
ووصف الرئيس التركي الإرهابيين الذين يقتلون الناس باسم الإسلام، بأنهم لا يمثلون الإسلام، لأنه نهى أتباعه عن الفحشاء والمنكر والبغي، مطالبا المسلمين بالابتعاد عن العدوان، لأن المتضرر منه هم المسلمون ومجتمعهم. واعتبر أن الإسلام يعاني هذه الأيام من نقصان عدد أتباعه، وازدياد أعدائه، حسب قوله.
وأضاف أن الإرهاب والعنف هما من أكبر مشاكل العالم الإسلامي، وبسببهما تم تخريب دولة مثل أفغانستان وتضرر الملايين من سكانها بسبب تنظيم القاعدة، ويتكرر الأمر اليوم في العراق وسورية بسبب "داعش"، على حد وصفه، إضافة إلى بوكو حرام في أفريقيا.
كما دعا الرئيس التركي زعماء المسلمين لحل مشاكلهم بأنفسهم، وعدم السماح لأحد بالتدخل في شؤونهم، مكررا اقتراحه على المؤتمر تأسيس هيئة أو كيان لمكافحة الإرهاب، يمكن أن يكون مؤسسة للشرطة أو المخابرات تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأشار أردوغان في كلمته إلى تنامي ظاهرة العداء للإسلام وللأجانب في الغرب، وعزاها لازدياد أعداد المسلمين الذين يضطرون لترك بلادهم الأصلية لما يعانون فيها من ازدواجية في المعايير، مطالبا زعماء الدول الإسلامية بتحليل الأسباب التي دفعتهم للهجرة، واصفا كون أغلبية اللاجئين الذين يعبرون المتوسط إلى جنوب أوربا من المسلمين بالأمر المخجل، الذي يتطلب التفكير في أسباب ما وصفها بالمذبحة المستمرة، قائلا إن العدالة هي بداية الأمور ومنتهاها، وإن على الدول الإسلامية تحقيقها، وإعداد شعوبهم للمستقبل.
وندد أردوغان باستمرار غياب ممثلين عن الدول الإسلامية في العضوية الدائمة لمجلس الأمن، لأن العالم أكبر من الدول الخمس الدائمة العضوية بالمجلس، حسب قوله، معتبرا أن الظروف التي كانت سائدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية تغيرت.
وطالب بإعادة هيكلة مجلس الأمن في ضوء الخريطة العرقية والدينية في العالم، وبين أن السبيل لتحقيق ذلك هو استمرار الدول الإسلامية في الضغط ورفع الأصوات للمطالبة بالأمن والعدالة والتنمية، مستشهدا بمثل تركي يقول: "إن الحليب يعطى للطفل الذي يبكي، ولا يعطي للطفل الذي لا يبكي!"
كما دعا أردوغان إلى عقد مؤتمر نسائي في إطار منظمة التعاون الإسلامي، إذ إن من حق المرأة المسلمة، أن تكون لها مؤسسة تمثلها، فلن يستطيع الرجال الكلام عن قضايا النساء.
ودعا إلى تعاون وتنسيق بين منظمات الهلال الأحمر في الدول الإسلامية، وتأسيس آلية للتنسيق في مجال التحكيم الاقتصادي كي تتمكن دول المنظمة من حل نزاعاتها بينها من دون اللجوء للمنظمات الأجنبية، مقترحا إسطنبول مكانا لها.
وندد الرئيس التركي باستمرار المظالم في فلسطين وبقاء الحرم القدسي الشريف تحت الاحتلال، مطالبا الدول بالحيلولة دون استمرار الانتهاكات ضد المسلمين سواء في فلسطين، أو البلقان او شبه جزيرة القرم ، كما طالب بدعم القبارصة الأتراك فيما قال إنها معركتهم من أجل التحرر.

