أبرزت عدد من الصحف الأجنبية حادثة مركب الوراق "المنكوبة"، والتي راح ضحيتها أكثر من 40 شخصًا من بينهم أطفال ونساء، وأشارت إلى تأخر إنقاذ وانتشال الضحايا، ورصدت ردود الأفعال، سواءً من قبل سلطات الانقلاب أو أهالي الضحايا.
 
 
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن مسؤولين مصريين، قولهم أن جهود إنقاذ ضحايا القارب الذي غرق في النيل، بمنطقة الوراق بالقاهرة لا تزال متواصلة، بحثًا عن أشخاص لا يزالون مفقودين، مضيفة أن هناك من أهالي المفقودين من لم يبرحوا مكانهم منذ الحادث أملاً في استخراج جثثهم بعد أن فقدوا الأمل في العثور عليهم أحياء.
 
 
وعن أعداد الضحايا حتى الآن، نقلت الصحيفة ما قاله مصدر بوزارة الصحة المصرية، إن عدد الجثث التي تم انتشالها وصل إلى 35 فردًا، وأن هناك أعدادًا غير معلومة لا تزال مفقودة، مشيرة إلى ازدحام النيل بالمواطنين الذين يفضلون قضاء عطلة العيد على قوارب اعتادت أن تحمل على متنها أكثر من طاقتها في مثل هذه المناسبات لتحقيق أكبر عائد مادي.
 
 
وعن تأخر فترة الإنقاذ، نقلت صحيفة "بيزنس ستاندرد" عن شهود عيان، قولهم: إن القارب النيلي كان فيه ما لا يقل عن 50 راكبًا في رحلة نيلية، وأثناء طريق عودته إلى المرسى الخاص به اصطدم بالصندل، فسقط ركابه في مياه النيل.
 
 
وتطرقت الصحيفة إلى حالة الغضب العارم التي أصابت الأهالي؛ نظرًا لتأخر عمليات الإنقاذ، التي لو كانت بالشكل الملائم لكانت نسبة الضحايا أقل على حسب قول بعضهم. وخلال عمليات الإنقاذ التي بادر الأهالي بالقيام بها سُمعت هتافات سب وانتقاد للسيسي والحكومة.
 
 
وكانت عناصر الإنقاذ النهري قد توقفت عن البحث عن المفقودين، ما دفع عددًا من أهالي المفقودين للبحث بأنفسهم عن ذويهم، باستخدام مراكب الصيادين التي ملأت المكان، وهو ما ذكرته صحيفة "ذا ستار"، والتي أشارت إلى تجمع عدد كبير من المواطنين الذين بدءوا يقومون بمهام الغطس تحت المياه بحثًا عن جثث المفقودين، ولم تتوقف تلك العمليات بالليل أو النهار.
 
 
صحيفة "كايرو بوست" هي الأخرى ركزت على حالة الغضب التي أصابت المواطنين، مشيرة إلى أن منطقة الوراق بالجيزة شهدت خلال يومي الجمعة والسبت تجمهرًا لعدد كبير من الأهالي وأسر ضحايا المركب الغارق، ونشبت مشادات بين أهالي ضحايا المركب وقوات الإنقاذ النهري والحماية المدنية، بعد قيام رجال الإنقاذ بانتشال المركب من مياه نهر النيل.
 
 
وردد البعض هتافات: "عاوزين ولادنا مش عاوزين المركب"، وقطع البعض طريق كورنيش الوراق، وأشعلوا النيران في القمامة، ووضعوا حواجز من النخيل وأحجارًا وسط الطريق، متجهين في مسيرة إلى قسم شرطة الوراق.
 
 
أما "إنترناشونال بيزنس تايمز"، فأكدت أن عدد الضحايا اقترب من الـ40 شخصًا، ولا تزال عمليات الإنقاذ جارية، خاصة من المواطنين العاديين وذوي الضحايا باستخدام قوارب الصيد، وسط حالة من الاستياء في المنطقة بأسرها بسبب التقصير الذي ظهر من الأجهزة الرسمية.
 
 
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا ليس الحادث الوحيد، وإنما هناك تكرار لتلك الحوادث، وإن كانت أقل من حوادث الطرق، وهو الأمر الذي يسلط الضوء على التقصير والتدهور في أداء الأجهزة الحكومية المعنية بمثل تلك الأمور.
 
 
وعلى الرغم من أنه مع كل حادث مشابه تتوالى التصريحات بضرورة محاسبة المقصرين ووضع حلول لمثل تلك المشكلات بما يضمن عدم تكرارها، إلا أنه لا جديد يطرأ، وتبقى الأمور على ما هي عليه، وهو الأمر الذي عرجت عليه أيضًا صحيفة "سويز إنفو".