شهداء السويس في سجون الانقلاب ضحايا للاهمال الطبي أو للتعذيب أو إغتيال أثناء الاعتقال


شهدت محافظة السويس في أقل من عام مقتل 3 من أبنائها في سجون الانقلاب ، هم "محمود عبدالرحمن المهدي" الذي كان ضحية الاهمال الطبي المتعمد بسجن عتاقة ، و "عادل يوسف" الذي تم اغتياله أثناء اعتقاله، و "طارق خليل" الذي من قتل إثر التعذيب الذي تعرض له على يد زبانية الانقلاب.

كان "محمود المهدي" قد نقل من محبسه إلى مستشفى السويس العام نتيجة سوء حالته الصحية ، و لكن أمن الانقلاب رفض بقاءه بالمستشفى رغم سوء حالته الصحية و احتياجه للرعاية الطبية، و بعد عشرة أيام من إعادته لسجن عتاقة أصيب بإعياء شديد و إغماء في زنزانته ، و بعد إستغاثات متكررة من زملائه في الزنزانة ، تم نقله مجدداً للمشفى حيث أُدخل على الفور إلى العناية المركزة بسبب تدهور حالته و إصابته بذبحة صدرية، و قد حذر الأطباء من احتمال إصابته بجلطة إن لم يتلق الرعاية الطبية اللازمة، و لكن بعد عدة أيام و كنتيجة طبيعية للاهمال الطبي و التأخر المتعمد في نقله للمستشفى ، توفى "المهدي" في يوم 3 نوفمبر 2014 ، عن عمر يناهز 51 عاماً.

هذا و قد أشاد كل من عرف "المهدي" بخلقه و تدينه و تسامحه ، و بعد وفاته عثر أهله على أبيات شعرية كتبها في آخر صفحات مصحفه كان نصها :
"أعرفت ما قاسيت في زنزانتي .... كانت هي القبر الذي يؤيني
لا بل ظلمت القبر فهو لذي التقوى روض .... و تلك جحيم أهل الدين" .

و من ناحية أخرى قامت قوات أمن الانقلاب فجر يوم 26 مارس الماضي بالهجوم على سيارة كان يستقلها "عادل يوسف" برفقة اثنين آخرين بمنطقة الألبان الجديدة شرق محافظة السويس، بعد أن ادعى أمن الانقلاب اشتباههم في قيام "يوسف" و مرافقيه باستهداف كمين للشرطة قرب منزل والدة وزير داخلية الإنقلاب السابق اللواء محمد إبراهيم بمنطقة الملاحة بالسويس، فقاموا بإطلاق وابل من النيران على سيارتهم أسفر عن إصابة أحد مرافقيه و هو "عبدالرحمن الجبرتي" بطلق ناري في كتفه و إعتقاله و مقتل "يوسف" و إختطاف جثته.

و لم يقف الأمر عند حد اغتيال "يوسف" البالغ من العمر 52 عاما، ولكن رفضوا تسليم جثمانه لذويه إلا بعد أربعة أيام من إغتياله، و تم ذلك وسط حراسة أمنية مشددة حيث تم دفنه بمقابر أسرته و منع حضور جنازته لغير أهله.

وقد اشتهر "عادل يوسف" بأنه شجاع مقدام و كان يتمني الشهادة في سبيل الله كما كان مرح مع الناس و جاد جدا في العمل الموكل له.

و على جانب آخر قامت عناصر تابعة للأمن الوطني و جهات أمنية تابعة لجيش الانقلاب بإختطاف القيادي بجماعة الإخوان و رجل الأعمال "طارق خليل" و معه القيادي الدكتور "محمد سعد عليوة" ، حيث كان " خليل" يوصل "عليوة" للمستشفى عقب إصابته بأزمة صحية حادة منذ اليوم الأول من رمضان و تعرض الاثنان للتعذيب بمقر احتجاز سري تابع للجيش.

وفي مداخلة هاتفية لـ "محمد طارق خليل" أوضح أن والده لم يتحمل التعذيب فتوفى اثره، و تم إخفاؤه في مشرحة زينهم منذ يوم 28 يونيو الماضي حتى فوجئوا في يوم 2 يوليو الجاري باتصال مِن مَن وصفه محمد بـ "فاعل خير" يعمل بمشرحة زينهم ، أبلغه أن والده موجود بالمشرحة منذ خمسة أيام (أي منذ 28 يونيو الماضي)، وعندما ذهب لاستلام جثته شاهد آثار تعذيب صعقًا بالكهرباء في أماكن متفرقة من جسده .

و قد شهد جميع من تعامل مع "طارق خليل" بدماثة أخلاقه و مرحه و بشاشة وجهه و علاقاته الواسعة مع كل أطياف المجتمع داخل السويس و خارجها ، و مع معارضي الانقلاب و حتى مؤيديه.

حقاً الشهادة لا ينالها أي أحد و نحتسب كلاهما عند الله من الشهداء، فقد قال تعالى : " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "
و لكن إلى متى يستمر الانقلاب في تصفية معارضيه متبعاً النهج الذي ينتهجه الصهاينة في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين ، و إلى متى يحارب المصريين في بلادهم كما لو كانوا هم العدو بدلاً من أن يحارب عدو البلاد الحقيقي؟!!