"مقابر رسمية".. هكذا وصف تقرير المرصد المصري للحقوق والحريات، سجون ومعتقلات الانقلاب العسكري الدموي في تقرير أصدره في ديسمبر 2014، كشف خلاله عن مقتل 212 معتقلا ومحتجزا في أماكن الاحتجاز بالتعذيب والإهمال الطبي المتعمد، وسوء أوضاع الاحتجاز. 

 كما رصد تقرير "كشف حساب"، الصادر عن مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب خلال شهر يونيو الجاري، 97 حالة إهمال طبي خلال عام واحد، منذ اغتصاب السفاح عبد الفتاح السيسي كرسي الحكم، نتج عنها وفاة 48 محتجزا داخل السجون، و17 حالة هبوط حاد في الدورة الدموية، و31 حالة في ظروف غامضة. 
 
وأوضح تقرير "كشف حساب"، الصادر عن مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، أن أول ضحايا الإهمال الطبي بعد انقلاب 30 يونيو كان الدكتور صفوت خليل، 57 عاما، في سجن المنصورة العمومي في 27 سبتمبر 2013، لعدم تلقيه العلاج الكافي، حيث كان يعاني من مرض السرطان، ويحتاج نقله إلى المستشفى، وتوالت حالات الوفاة بعدها. 
 
كانت الحالة الثانية للمعتقل عبد الوهاب محمد عبد الوهاب، 46 عاما، الذي توفى بعد 3 أيام من وفاة صفوت خليل، في سجن المنيا العسكري، وكان مصابا بالسكرى والسرطان. 
وشهد شهر أكتوبر 2013 حالتي وفاة، أولهما عبد الرحمن مصطفى، داخل مستشفى قصر العيني، بعد نقله من سجن طرة، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، ثم توفى صلاح أبو الليل، 30 عاما، في سجن المنيا العسكري. 
 
وفى 6 يناير 2014، توفى سامي محمود أبو ركبة، 60 عاما، في سجن طرة، واتهمت أسرته الشرطة بمنع الأدوية عنه، وهو مريض بالسكرى والضغط، وفى فبراير توفى الدكتور محمود الغزلاني، 60 عاما، حيث تدهورت حالته داخل السجن، وأصيب بشلل في الجزء السفلى، ورفضت إدارة السجن نقله إلى المستشفى، إلى أن دخل في غيبوبة توفى على إثرها. 
 
وفى مارس 2014، ماتت حالتان، الأولى كان محمود عبد الهادي، 59 عاما، لارتفاع ضغط الدم في سجن طرة، والثاني رضا عبد الفتاح عمارة، 52 عاما، في سجن دمنهور العمومي بالبحيرة، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، لإصابته بمرض الفشل الكبدي. 
 
وفى إبريل 2014 توفيت حالتان هما: فتحي رمضان، 45 عاما، في سجن المنيا العمومي، وسيد على جنيدي، 63 عاما، في سجن دمو بالفيوم، لتأخر المساعدة الطبية في الوصول له بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة. 
 
وداخل سجن برج العرب، توفى جمعة على صميدة، 64 عاما، في مايو 2014، لعدم تلقيه العلاج اللازم، ومعاناته من تدهور حالته الصحية نتيجة ارتفاع ضغط الدم ومرض السكرى والتهاب الكبد الوبائي.
 
وتوقفت حالات الوفاة خلال شهري يونيو ويوليو، وعادت مرة أخرى في أغسطس بـ 5 حالات وفاة في أقل من أسبوع واحد داخل سجون الانقلاب، وهم محمود محمد الصغير، 39 عاما، داخل سجن برج العرب، وخالد خالد محمود محسن، 44 عاما، داخل سجن الخانكة، ورضا محمد أحمد، 45 عاما، توفيت داخل سجن القناطر للنساء، وأمير عبد الرحيم عبد العزيز، 26 عاما، داخل قسم ثان شبرا الخيمة، وحسنية محمد إبراهيم، 51 عاما، داخل قسم شرطة مركز الزقازيق. 
 
وفى سبتمبر 2014 توفى كل من صابر عبد السيد الطلخاوي، بسجن برج العرب، بعد منعه من تلقى العلاج، وأحمد سالم السيد، 49 عاما، إثر تعرضه لأزمة قلبية، ومحمود عبد الهادي، داخل سجن الإسماعيلية، وفى أكتوبر توفى محمود عبد الرحمن المهدى، 51 عاما، نتيجة للإهمال الطبي بسجن عتاقة بالسويس. 
 
وفى نوفمبر 2014 توفى أبوبكر القاضي حنفي، داخل سجن قنا العمومي بعد إصابته بالسرطان قبل وفاته بـ 4 أشهر، ود. طارق إبراهيم الغندور، أستاذ الجلدية بجامعة عين شمس بسجن شبين الكوم، والذي ترك ينزف 7 ساعات وتوفى على أثرها، وزكى أبو المجد أحمد، 45 عاما، داخل مستشفى سجن طرة. 
 
وفى عام 2015 وقعت 15 حالة وفاة نتيجة الإهمال الطبي، كان من بينهم خالد سعيد محمد، 48 عاما، بسجن بنى سويف، إثر إصابته بنزيف حاد في الكبد، في 22 مارس، وفى مايو توفى د. فريد إسماعيل عبد الحليم، داخل مستشفى قصر العيني، بعد إصابته بغيبوبة نتيجة جلطة في المخ، تبعه وفاة محمد الفلاحجي، نتيجة تليف كبدي، بسجن جمصة. 
 
واستشهد مساء اليوم الثلاثاء الطالب بكلية الصيدلة ببنى سويف "اسلام رجائي" والمعتقل لدى أمن الانقلاب منذ شهرين نتيجة الاهمال الطبي. 
 
كما توفى السجين "مصطفى محمود"، وشهرته "قريشة"، بمركز شرطة بني مزار بالمنيا، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، بعد معاناة مع الألم إثر انفجار زائدته الدودية، وتعمّد سلطات المركز إهماله وعدم نقله للمستشفى.
 
في وقتٍ سابق من هذا الشهر، توفي سجينان بسبب الإهمال الطبي هما: جابر شعبان وتوفي بتاريخ 13 يونيو 2015 بمركز شرطة سمالوط المنيا، ومحمد عطا الله حسن علي بتاريخ 12 يونيو 2015 بمركز شرطة الخصوص بالقليوبية.
 
ومازال المئات يواجهون خطر الموت داخل سجون ومعتقلات الانقلاب، بينهم عدد من الحالات وثقتها المراكز الحقوقية، منهم أحمد فؤاد رمضان، 36 عاما، اعتقل بقسم شرطة 6 أكتوبر، ورغم إصابته برصاصة في ذراعه، تعرض للتعذيب والصعق بالكهرباء، ونقل إلى معسكر الكيلو 10 ونصف، في طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، قبل استكمال العلاج المصاحب للعملية التي أجراها، بعد العديد من الشكاوى للنائب العام، ومنذ منتصف إبريل لم يتلق أي علاج مما تسبب في تورم بذراعه وتمزق بأعصاب الذراعين، ومازال منع العلاج مستمرا. 
 
ومنذ 11 إبريل منع دخول الأدوية لـ أحمد عربي عبد الحميد 21 عاما، داخل سجن طرة المصاب بكهرباء زائدة في المخ، تسبب له تشنجات بالجسم، ووفقا لمنظمة هيومن رايتس مونتوز فإن هناك نحو 5 آلاف معتقل مريض في خطر بعد تردى حالتهم الصحية.