بقلم: د. عز الدين الكومي 

حماس صاحبة المواقف الثابتة غير المتلونة والتي لم تقدم أي تنازل مقابل موقف سياسي لها ولم تجعل مواقفها قربانا للقبول لدى المجتمع الدولي، ولم تكن يوما وكيلا للاحتلال عبر مؤسساتها الأمنية كما فعلت سلطة أوسلو ولم تتنازل يوما عن ثوابتها ولم تخذل آمال الجماهير العريضة المتبنية لمواقفها.
 
وكم حاول عمر سليمان وهو صاحب مقولة لن تدخل حماس القصر الجمهوري إلا على جثتي أن يثني حماس عن مواقفها المتصلبة تجاه الكيان الصهيوني ولم يفلح أن يزحزحها عن مواقفها قيد أنملة، حماس التي قال عنها ضباط الموساد حيث اعترف ضباط في جهاز الموساد الإسرائيلي بأن الجهاز فشل في الوصول لقادة حماس لأنهم لا يشربون الخمر ولا عشيقات لهم.
 
ولكن في ظل انقلاب الأمور وانعدام الرؤى وعدم معرفة العدو من الصديق القضاء المصري الشامخ  في محكمة القاهرة للأمر المستعجلة أصدر حكما تاريخيا يضاف إلى سجلها الأسود، وسجل القضاء المصري الشامخ وبمفهوم المخالفة إذا كتائب القسام منظمة إرهابية إذا نتن نياهو وعصابته الصهيونية أعداء الإنسانية مجموعة من الحمائم والحملان الوديعة.
 
وتزامنا مع هذا الحكم التاريخي الأسود أصدرت منظمات حقوقية صهيونية وثيقة حقوقية تثبت من خلالها أن الجيش الصهيوني قتل المدنيين الأبرياء في غزة-والحق ما شهدت به الأعداء حيث اعترف أزيد من ستين جنديا إسرائيليا بارتكابهم جرائم قتل في حق الفلسطينيين العزل، واستهداف الأحياء المأهولة بالسكان دون تفريق بين المقاتلين في قطاع غزة والمدنيين، كما أقروا بتنفيذ سياسة "إطلاق نار عشوائية"، وذلك إبان العُدوان الأخير علي قطاع غزة، حسب تقرير نشرته جريدة "لوفيغارو" الفرنسية الاثنين.
وأفاد الجنود الإسرائيليون حسب التقرير الذي أعدته المنظمة الإسرائيلية "كسر الصمت" (منظمة غير حكومية)، أنهم كانوا لا يتوانَون عن إطلاق النار دون تفرقة بين مدنيين ومقاتلين، ووفق رقيب في فرقة المشاة الإسرائيلية "لا يَعنيني أن يكون من أمامي مدنيا أو مقاتلا، فليست مشكلة أن تقتل أحدهم داخل غزة.
 
وقد تمّت صناعة روايات لا يتخيّلها عقل عن أفاعيل حماس في مصر، وهناك من طالب الجيش المصري بضرب غزة وهناك من طالبه باحتلالها ولا ننسى أن إحدى مذيعات بلاعات الإنتاج الحيواني فضّلت اليهود على مجاهدي حماس.
بل إن دولة الكيان الصهيوني التي صدر الحكم لصالحها يومذاك أشفقت على نفسها وعلى النظام الانقلابي من تداعيات هذا الحكم فقال أحد زعماء الصهاينة: إن هذا الحكم سيعقد الأمور وسيجعل من غزة مكاناً مرعباً وسنتحمل تبعات ذلك لكن متى يفهم ويعي ذلك آكلات العشب.
حتى العدو الذي يخدمونه ويتقربون منه يرفض مثل هذه الأحكام فيا أيها القضاء الشامخ لمصلحة من تصدر هذه الأحكام؟ هل يمكن أن نتخيل من يصدر هذا الحكم يكون عنده مسحة من وطنية فضلا أن يكون عربيا مسلما.
 
وكانت مجموعة من العلماء والدعاة السعوديين أعلنوا تضامنهم مع حركة المقاومة الإسلامية بفلسطين حماس، مؤكدين رفضهم لحكم أصدرته إحدى المحاكم المصرية باعتبار حركة حماس منظمة إرهابية.
وأطلق الدكتور سلمان العودة عبر حسابه بموقع تويتر وسماً باسم حماس منّا ونحن منها، للتعبير عن تضامنه مع الحركة حيث أقبل عليه عدد كبير من المغردين الذين دوّنوا فيه عبارات رافضة لتصنيف حماس كياناً إرهابياً.
وقال العودة: حماس رمز للمقاومة الوطنية الرشيدة الناجحة لن يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم وهم منصورون بإذن الله.
فيما علّق الشيخ عادل الكلباني إمام وخطيب مسجد المحيسن بالرياض ساخراً بالقول: رحم الله الشيخ أحمد ياسين لقد أثبت أن المعاق غيره! حماس منا ونحن منها.
أما الدكتور محمد البراك عضو رابطة علماء المسلمين فاعتبر أن الإرهاب بأبشع صوره يمثله الاحتلال الإسرائيلي ومن يؤيده ويتعاون معه مؤكداً أنه مهما اختلفنا مع حماس فإنها ليست إرهابية.
 
وبالأمس القريب صدر حكم بإلغاء القرار السابق باعتبار حماس منظمة إرهابية ومن قبل صدر الحكم باعتبار حماس إرهابية مما يرسخ في الأذهان تناقضات الشامخ الواضحات كما قال الأستاذ وائل قنديل يمكن نعتبر حماس إرهابية السبت والاثنين والأربعاء وليست إرهابية الأحد والثلاثاء والخميس والجمعة أجازة والسؤال هنا ما مصير الأحكام التي صدرت بالإعدام في حق الرئيس محمد مرسي وقيادات الإخوان بناء على اعتبار حماس كانت إرهابية وكان فعل ماضٍ ناسخ!!
ولا يدري هؤلاء المساكين الذين أصدور هذه الأحكام الباطلة سوف تضر بسمعة القضاء الشامخ والتي أصبحت سمعته في الحضيض وأصبح موضع شبهة في كل ما يصدره من أحكام لأنها أحكام مسيسة نابعة من رغبة السلطة السياسية، كما أنه أظهر كذب وتزييف بلاعات الإعلام التي لا تجيد سوى الردح، وهي بعيدة كل البعد عن قضايا المواطن وهمومه مما أدى إلى عزوف المشاهدين عن متابعة هذه البلاعات ومن يطلون من خلالها من الكائنات الليلية المهددة بالانقراض.