أحال قضاء العسكر اليوم السبت أوراق الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والبالغ من العمر 91 عامًا إلى المفتي على خلفية هزلية "اقتحام السجون".

تعرض القرضاوي للسجون دفاعًا عن الحق منذ شبابه وتحديدا عام 1949م في عهد الملكية، ثم دخل عهد الجمهورية فلم ينجُ منها في فترة الخمسينيات والستينيات، فسجن مرتين في عام 1954، ثم مرة عام 962م، وكانت الأخيرة حبسًا انفراديًّا، بمجموع ثلاث سنوات سجنا.

عايش القرضاوي فترة حرب فلسطين، ورأى كتائب الجهاد المتطوعة لأجلها، ونشأ في حضن جماعة الإخوان المسلمين التي قدمت تضحياتٍ غاليةً ـ من علمائها الأخيار ودعاتها الأبرار؛ فضلا عن مؤسسهاـ

ثمنًا للحرية والتحرر والوقوف أمام الطغاة، وعايش علماء ومفكرين ثائرين على الظلم ورافضين للاستبداد، على رأسهم الداعية الكبير المجدد الشيخ محمد الغزالي (رحمه الله).

كتب الشيخ (قبل ثورات الربيع العربي) أكثر من كتاب في علاقة الدين بالسياسة، وفي مفهوم الدولة الإسلامية المنشودة، ومن تلك الكتب: الدين والسياسة، نحن والغرب، الإسلام والعنف، الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم، درس النكبة الثانية، من فقه الدولة في الإسلام، غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، القدس قضية كل مسلم، وكتابه الموسوعة "فقه الجهاد".

وقبل أن تبدأ الثورات العربية كان الشيخ القرضاوي -وما زال- ممنوعا من دخول عدد من الدول، منها: أمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، والإمارات.

وأخيرًا قامت حكومة الانقلاب بمصر بمحاربة الشيخ يوسف القرضاوي وطلبه عن طريق الإنتربول ووصفه بالإرهابي مما أثار ضجة بوسط علماء الأمة الإسلامية، وأخرج اتحاد علماء المسلمين بيانًا يدين فيه وبشدة قرار حكومة الانقلاب المصرية بطلبه.

قضت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة بإحالة أوراق 105 من قيادي الإخوان ورافضين الانقلاب العسكري للمفتي لإبداء الرأي الشرعي من بينهم الرئيس محمد مرسي والدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان والدكتور يوسف القرضاوي ،في القضية المعروفة إعلاميًا بالهروب من سجن وادى النطرون.