دخل عبدالرحمن لطفي، أمين حزب الاستقلال بمحافظة المنيا، يومه الـ22 في إضرابه التام عن الطعام، داخل سجن ملوي؛ الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية، فيما تجاهلت سلطان السجن أمر إضرابه، مانعة إجراء أية فحوصات طبية له.

 
 ولد عبدالرحمن لطفي في ملوي بمحافظة المنيا، مشتهرًا بين أبناء بلدته بالشيخ عبدالرحمن عبودة، نسبة لعائلته، التي تعد واحدة من كبرى عائلات ملوي. منذ صغره و"عبودة" ملتزم بحضور الدروس الدينية، حتى صار داعيًا إلى الله، عبر إمامته وخطابته لمسجد النور، الذي ضمته وزارة الأوقاف أخيرًا، معينة له إمامًا آخر.
 
كذك، لـ"عبودة" باع طويل في العمل السياسي، منذ شبابه؛ مدافعًا عن المعتقلين السياسين، باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، ففي عهد الرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك، طالب الشيخ عبدالرحمن، الحكومة باحترام القوانين، وأحكام القضاء، وبخاصة المتعلقة بقانون الطوارئ، التي يحكم فيها بالإفراج عن المعتقلين، ليلاقي في سبيل ذلك، كثيرًا من الاعتقالات والتعذيب في أمن الدولة، ثمّ في مجلس الشعب السابق، رشح نفسه لعضويته، على مقعد الفردي، فئات، الدائرة الرابعة بمنيا، والتي تضم مركز ملوي، ومركز دير مواس. 
 
وبعد انقلاب 3 يوليو 2013 على الرئيس محمد مرسي؛ اعتقل "عبودة"، وتحديدًا يوم 27 نوفمبر 2013؛ وذلك في شارع 26 يوليو، بمدينة ملوي، إذ روى الشيخ عبدالرحمن بنفسه حكاية اعتقاله، قائلًا: "فوجئت بمأمور القسم، العقيد أحمد موسى، وعدد من الضباط يجرون نحوي، ويأمرونني بركوب سيارة ربع نقل، ليأخذوني إلى قسم شرطة ملوي، أنا واثنين من الشباب، كانا خارجين من مسجد الحسيني، بعيد صلاة العصر". 
 
في اليوم بقي "عبودة" في الحجز أسفل مبنى القسم، ليعرض على النيابة اليوم الثاني، إذ وجهت إليه تهمًا، قال عنها هو، إنها "باطلة وملفقة"، إذ بحسب قوله، لفقها له ضابط يدعى محمد فؤاد، ومن هذه التهم: قلب نظام الحكم، قطع الطريق، الفتنة الطائفية وأنه قيادي في جماعةٍ محظورة.
 
ورغم نفيه عنه تهمه التي لا دليل عليها، إلا أن النيابة قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، ثم مددت لـ15 يومًا آخرين، وأخيرًا عرض على المحكمة التي قررت إخلاء سبيله بكفالة قدرها 5 آلاف جنيه، لكن وللأسف، لم يكن المبلغ متوفرًا مع الشيخ عبدالرحمن، ليأتيه ضابط يدعى محمد، صباح اليوم التالي، مطالبًا إياه بتوقيع إقرار بعجزه سداد الكفالة، ليستمر حبسه مرة أخرى 15 يومًا. يقول "عبودة" في ذلك: "لم أكن أدري ماذا سيحدث بعدها، فتسرعت وأخطأ بتوقيع الإقرار، وكان يجب أن أرفض. ففي 1998 تم اعتقالي وتعذيبي، ثم أفرج عني بكفالة لم أدفعها للآن".
 
واليوم، الموافق 15 فبراير 2015، يدخل الشيخ عبدالرحمن لطفي يومه الـ 22 من إضرابه التام عن الطعام؛ رفضًا لاعتقاله دون وجه حق، هذا ودون أن يتم عرضه طبيًا لإجراء الفحوصات اللازمة.
 
يقول عبدالرحمن لطفي، الشهير بالشيخ عبدالرحمن عبودة، متحدثًا عن نظام الانقلاب العسكري، إن "هذه الحكومة الظالمة هي امتداد لحكومة الرئيس المخلوع، والتي تسجن المسلمين دون ذنب أتوه، ولا إثم جنوه. أسأل الله أن يجعل انتقامه منها، ويريح البلاد والعباد من شرها، ويعيد إلينا رئيسنا الشرعي المنتخب (محمد مرسي)".