نافذة مصر :

رسالة من معتقل حول البرد الشديد في سجون الانقلاب

(ابتلاء البرد)

ان يكون الجو شديد البرودة يصل الى.. ان البعض يتيمم فى الوضوء للصلاة .. والرياح شديدة والتراب يخترق الاسوار الخرسانية والشبابيك الحديدية ويغطى الفرش والاكل .

لا تستطيع النوم من شدة البرودة .. كل هذا ليس الابتلاء الشديد كما يظن البعض فهو ليس بشئ .

ان يشعر الجسد بالبرد و هو فى كنف الله ومعيته ورعايته يجد الدفئ كل الدفئ والراحة كل الراحة والطمأنينة كل الطمأنينة.

لكن ان يدخل البرد و يتسلل داخل النفوس والقلوب فتخور النفس ويعطب القلب ويستسلم ويلهث خلف الباطل واهله يسترضيهم ويطلب منهم العفو وخاصة اذا احس البعض بطول الطريق وصعوبتة وان الباطل فى الظاهر يملك كل المقومات المادية والقوة واهل الحق مستضعفين.

فهذا هو الابتلاء والفتنة الشديدة ..

لنا فى سيدنا انس ابن النضر القدوة والاسوة فى غزوة احد حينما انقلب الامر على المسلمين واشيع نباء ان رسول الله صلى الله علية وسلم قد قتل .. فوجد بعض الجند جالسين عن القتال يأسا والقوا السلاح فسألهم عن هذا فقالوا علاما نقاتل فقد قتل رسول ..كانوا صحابة وعاشرو النبى ولكن اصابهم اليأس حينما كانت الغلبة الظاهرة لاهل الباطل .. فيرد عليهم سيدنا انس ابن النضر بنفسبة وبقلب المجاهد المثابر الواثق فيما عند الله قوموا فموتوا على ما مات علية واهن لريح الجنة انى لاشم رائحتها دون جبل احد .. وانطلق مجاهد حتى أستشهد ..

فكانت الرسالة للذين قعدوا قوية واضحة عادة بهم الى الصواب فقاموا وجاهدوا ومنهم من استشهد ومنهم من بقى ليروى لنا الحدث ..

والله ما مات انس ابن النضر ولكنه حى عند ربه يرزق لان نفسه وقلبه لم يموتوا فهو مع الله وبالله ولله حتى بعد ان سمع ان الرسول قد قتل .

هكذا هو صاحب الرسالة الفاهم لدورة تجاة دينة وربه .. فالثبات الثبات .. والصمود فى وجه الباطل واهله لن يثنينى عنه اى شىء فالباطل زاهق زاهق طال الامد او قصر والرابح من يصبر داخل معسكر الحق محتسبا مجاهدا واثقا .. حتى ذلك اليوم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ..