اتهم الكاتب وائل قنديل، رئيس تحرير جريدة العربي الجديد، محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، بأنه "انقلب" على المقاومة عقب لقائه بعبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب في مصر؛ مهدداً بإنهاء الشراكة والتوافق مع "حماس".

 
وأوضح – في مقال له نُشر اليوم بالموقع الالكتروني لجريدة "العربي الجديد"، تحت عنوان "الانقلاب الثالث لمحمود عباس" - أن اتهام "أبو مازن" لحماس بمحاولة الانقلاب على سلطة رام الله هو شيء أقرب للنكتة، مشيراً إلى أن عباس فعل مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة، ما كان يشكو منه حين كان يرأس الحكومة قبل رحيل عرفات، فأخذ يفتعل المشاكل ويتصنع العراقيل أمام حكومة حماس لتجريدها من صلاحياتها، حتى كان الانقلاب الكامل على ما جاءت به الانتخابات.
 
وانتقد قنديل تصيد أبو مازن لمناسبة اجتماع وزراء الخارجية العرب للحشد ضد "داعش" فوجدها فرصة للتحريض ضد المقاومة الفلسطينية، رغم أن القضية الفلسطينية تكن مطروحة للحوار على جدول الأعمال، فنال منها في غمار مهرجان المزايدة في تقديم مسوغات الالتحاق بالحلف الأميركي الجديد للحرب على "الإرهاب" أن يكون الاجتماع مخصصاً لما عرفه المجتمعون بـ"إرهاب الدولة الإسلامية"؛ في علامة أخرى على نكبة النخب الحاكمة في الوطن العربي.
 
وقال أن كون رئيس السلطة الفلسطينية هو مقترف هذه المزاوجة، فتلك تخوم ما بعد النكبة، ففي بدايات العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة كان منطق عباس ومنطوقه أقرب لمفردات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أن في الأسبوع الأول من يوليو الماضي انتقد عباس المقاومة لمزاً حين قال وهو يستقبل وفداً مقدسياً "أنا لا أريد أن انتقد أحداً، لكن وبهذه الطريقة، ما النتيجة؟ أن تضرب صاروخا لا تعرف إلى أين سيذهب وليس له جدوى، ما هي الحصيلة؟" ثم انتقل "الرئيس" للإساءة للمقاومة تصريحاً حين اتهمها في حديث متلفز بالمتاجرة بالحرب والدم.
 
وأضاف: "لاحقاً بعد أن أجابت صواريخ المقاومة على سؤال عباس "ما النتيجة"، وأوجعت العدو الإسرائيلي عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، قرر الرجل أن يزايد على المقاومة ويقفز فوق قارب الغضب العربي، ويلتحق بالعملية السياسية التي فرضتها إبداعات المقاومة الميدانية. حتى إذا وضعت الحرب أوزارها، وقبل أن تمر أيام قلائل على التوصل لاتفاق تهدئة حفظ للمقاومة كبرياءها وحافظ على صمودها المنتصر، عاد أبو مازن سيرته الأولى".
 
واتهم قنديل أبو مازن – خلال مقاله - بتبني المنطق الإسرائيلي في تحميل المقاومة مسئولية الدماء بقوله: "إنها كان من الممكن ان توفر 2000 من الشهداء الفلسطينيين لو أنها قبلت المبادرة"، وكأنه لم يتحمل حالة الاصطفاف الفلسطيني الرائعة لأكثر من أسبوع، فانطلقت تصريحاته ومقابلاته تنسف هذه الوضعية التي تفاءل بها الجميع، وأوضح أن أبو مازن فعل ذلك بالتزامن مع تصريحات نتنياهو التي يقول فيها بحسم إن "على السلطة الفلسطينية – فتح - ان تختار إما حماس أو تختار السلام مع إسرائيل"، وشدد قنديل أن تصريح رئيس الوزراء الصهيوني يصلح مفتاحا لتفكيك وتحليل حركة عباس الارتدادية المفاجئة أول أمس".