لم تعد الأماكن التي يبحث فيها عم عبده واولاده عن لقمة العيش والخبز "الحاف" مجهولة، خاصة بعد مرور أكثر من 4 سنوات على تردده على نفس الأماكن التي يجد فيها ما يسد جوعه وأولاده الأربعة وزوجته التي تعاني بعض الأمراض المزمنة.

عم عبده الذي يقطن بأحد المناطق العشوائية بالقاهرة وتحديداً بمنطقة الدويقة وسط القاهرة والتي تحولت خلال سنوات إلى مأوى ألاف الأسر الفقيرة الفارة من الفقر في صعيد مصر.

حاول عم عبده أن يجد فرصة عمل مناسبة له ولظروفه الصحية، ولكن للأسف لم يجد من يحنو عليه لكبر سنه وظروفه الصحية التي أنهكها المرض والفقر.

كان يعمل في مجال المعمار والمقاولات كعامل، ولكن أنهكه الفقر والمرض وباتت صحته لا تقوى علي العمل وتردد كثيراً في أن يلتحق بطابور "الشحاذين" لكن بعد تعثر حالته وجد نفسه في طابور المتسولين ولكنه أيضاً فشل في أن يوفر لنفسه واولاده لقمة العيش ولزوجته تكلفة العلاج التي تتجاوز 600 جنيه شهرياً تعادل 90 دولار تقريباً، يحصل عليها من التسول، فيما يحصل على الطعام الذي يسد جوعه من صناديق القمامة المنتشرة في شوارع القاهرة والتي غالباً لا تخلو من بعض فضلات الطعام التي يزاحم عليها القطط واكلاب الضالة حتى يسد جوعه وأسرته البسيطة.

لا تشغله الثورات أو الدساتير أو الحكومات، لأنه بالفعل لا يفكر إلا في البحث عن منطقة راقية بعيدة عن تلك المناطق التي انتشرت بها القطط والكلاب الضالة التي تزاحمه على الفضلات، أو صندوق قمامة قريب من أحد الفنادق الراقية حتى يحصل على طعام وفير من فضلات طعام الزوار الذين ينفقون ببذخ على الوجبات فيما لا يجد عم عبده وأولاده سوى الفضلات.

ووفقاً للأرقام والإحصاءات الصادرة عن برنامج الغذاء العالمي فإن ربع المصريين على الأقل أصبحوا تحت خط الفقر، وأن 13.7 مليون مصري، أو ما يعادل 17% من السكان ليسوا فقراء فقط، بل لم تعد لديهم القدرة على توفير المستلزمات الأساسية من الغذاء.

أما الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد أعلن مؤخراً زيادة معدل الفقر في مصر إلى 26.3% من إجمالي السكان، وفقا لمقياس الفقر القومي خلال عام (2012 /2013)، مقابل 25.2% في العام السابق له (2011/2010).

وأشار الجهاز في بيان له إلى أن 49% من سكان ريف الوجه القبلي لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغيره عام (2013/2012) مقابل 44% عام (2009/2008)، بينما تصل هذه النسبة إلى الثلث في الحضر.

كلمتي